الخميس 10 / ذو القعدة / 1446 - 08 / مايو 2025
إِنَّمَا يَسْتَـْٔذِنُكَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِى رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ أي: في القعود ممن لا عذر له الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أي: لا يرجون ثواب الله في الدار الآخرة على أعمالهم، وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ أي: شكت في صحة ما جئتهم به، فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ أي: يتحيرون، يُقَدِّمُون رِجلاً، ويؤخرون أخرى، وليست لهم قدم ثابتة في شيء، فهم قوم حيارى هَلْكى، لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً".


وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ هنا قال: أي شكت يمكن أن نقول هذا باعتبار المعنى الأصلي، أو على القول بأن هذه مرادفة لهذه، والواقع أن الريب وإن كان يشترك مع الشك في المعنى؛ لكنه يختلف عنه، فـ"الريب" أخص من مطلق الشك، والفرق بينهما أن "الريب" شك مع قلق، هذا التردد الذي في النفس حينما يصاحبه شيء من القلق يقال له ريب، فقد تقول: أنا أشك مثلاً هل نزل مطر أو لا؟ هل نزل مطر الليلة أو لم ينزل؟، لكن لا يقال: أنا مرتاب هل نزل مطر أو لم ينزل؟، ولو عبر واحد بهذه الطريقة لقيل عنه: هذا ليس عربياً، لكن يمكن أن يقال: أنا مرتاب في أمر فلان، بمعنى شك يساوره قلق، أنا مرتاب في القضية الفلانية، أنا مرتاب في التصرف الفلاني، أنا عندي ريب أنا مرتاب في عذر فلان، أنا مرتاب في سلوك هذه المرأة، شك مع قلق، لكن لا يقال: أنا مرتاب هل أصلحت الباب أو لا؟ أنا شاك يعني هل أصلحت الباب أو ما أصلحته؟ ناسٍ؛ فهو شاك، واضح الفرق؟ شك مع قلق يقال له: ريب.