الخميس 19 / جمادى الأولى / 1446 - 21 / نوفمبر 2024
حديث «اللهم إني أحرج حق الضعيفين..»
تاريخ النشر: ٠١ / ذو القعدة / ١٤٢٧
التحميل: 676
مرات الإستماع: 6611

اللهم إني أُحَرِّج حق الضعيفين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

ففي باب "ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين والمنكسرين" أورد المصنف -رحمه الله-:
حديث أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي يقول: قال النبي ﷺ: اللهم إني أُحَرِّج حق الضعيفين، اليتيم والمرأة[1]، حديث حسن، رواه النسائي بإسناد جيد.

قوله: اللهم إني أُحَرِّج يعني أُلحق الحرج والإثم بمن ضيع حق الضعيفين المرأة واليتيم، فهذا تحذير من النبي ﷺ خاص يتعلق بالتعدي على هؤلاء؛ لضعفهم، ولكونهم لا يستطيعون أن يستنبطوا حقهم، ويدافعوا عنه، فاليتيم مكسور الجناح، لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ولا أن يحمي حقه، والمرأة ضعيفة أيضاً، وفي هذا الزمان الذي وُجدت فيه الدعوات المضللة في المساواة بين الرجل والمرأة، ووَجد ذلك رواجاً كبيراً في عالم الغرب، وأوهموا المرأة أنها مساوية للرجل، وأنها ندٌّ له، ومع ذلك تنتشر في بلادهم الجمعيات المتعلقة بالدفاع عن حقوق المرأة.

هذا الزمان الذي وُجدت فيه الدعوات المضللة في المساواة بين الرجل والمرأة، ووَجد ذلك رواجاً كبيراً في عالم الغرب، وأوهموا المرأة أنها مساوية للرجل، وأنها ندٌّ له، ومع ذلك تنتشر في بلادهم الجمعيات المتعلقة بالدفاع عن حقوق المرأة، ولا تجد جمعية واحدة تتعلق بالدفاع عن حق الرجل، وهم بهذا يقرون ويعترفون أن المرأة هي الجانب الضعيف، وأنها ليست بأهل ولا تصلح بحال من الأحوال أن تساوى بالرجل، فلذلك جعل الله القوامة للرجال الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء:34]، فالرجل فضّله الله بقوته وعضلاته المفتولة، وعظامه القوية، وبعقله الرجيح، وما أعطاه الله من القُدر والمواهب والملكات، وما يكون له بالاكتساب مما يحصل به الإنفاق على هذه المرأة، فالمرأة سلاحها الدموع إلى يومنا هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مهما ادعت ومهما ادُّعي لها أنها قد حققت وأنجزت وارتفعت وحصّلت فإنها تبقى ضعيفة، والغرب يخرج الإحصائيات تلو الإحصائيات التي تتحدث عن الجرائم المتعلقة بالمرأة، ويحسبون ذلك بالثانية.

المرأة يبتزها الرجال في تلك البلاد المفتوحة، يبتزها رئيسها في العمل وزميلها، ويبتزها من يراجعها ومن تراجعه، ومن تحتك بهم، ولربما ظنت أنها لا تأمن إلا إذا دخلت في مكتبها، مع أنها تبتز فيه، الذي يحادثها في الهاتف يبتزها، والرجل جعل الله المرأة محلاً لمتعته شاءت أم أبت، ولهذا ذكر ابن حزم -رحمه الله- أن الرجل إذا كان أمام المرأة الأجنبية فإنه تصدر منه حركات غير إرادية، تبدأ بعض مفاصل الجسد تتحرك حركات غير إرادية، إذا ركبت مع السائق في السيارة، أو أركبتَ امرأة معك يبدأ الإنسان يتحرك بطريقة بخلاف ما لو كان معه رجل، فهذا شيء مشاهد.

ذكر ابن حزم -رحمه الله- أن الرجل إذا كان أمام المرأة الأجنبية فإنه تصدر منه حركات غير إرادية، تبدأ بعض مفاصل الجسد تتحرك حركات غير إرادية، إذا ركبت مع السائق في السيارة، أو أركبتَ امرأة معك يبدأ الإنسان يتحرك بطريقة بخلاف ما لو كان معه رجل، فهذا شيء مشاهد، وإذا صار يخالط المرأة الأجنبية أو يحادثها أو نحو ذلك بدأت بعض الغدد في الجسم تشتغل، مما لا يحصل في كلامه مع الرجال، فهذا شيء حاصل، فالمرأة يطمع بها من لا يخاف الله ، ولا خلاق له، ولهذا جعل الشرع عليها سياجاً وحفظها.

فالمرأة لربما يُؤخذ حقها بلون أو بآخر، يأخذه زوجها، يأخذ مالها، يصادر حقوقها، ولربما أخذه غيره تحت مسمى القرض، أو المساهمات، بل صرح بعض من يأخذ الأموال من الناس في مساهمات: أن أحب الأموال إليه أموال النساء؛ لأنها لا تطالب ولا تكثر من الاتصال والشكاية، فهي بعبارة أخرى ضعيفة يسهل تجاوزها بخلاف الرجل، وإذا وقع أمر فيه أدنى حرج ذرفت دموعها، تجد المرأة مديرة في مدرسة، أو لربما تظن أنها قوية سليطة أو نحو ذلك، تذهب وتجيء وإذا حصل أدنى احتكاك انهمرت دموعها وبدأت تبكي، وهذا شيء مشاهد، تجد النساء لربما تبدأ الحديث وهي متجلدة، فتقول: ما هذه المرأة القوية، قوية الشخصية؟، فإذا بدأت تعبر عن مشكلتها خنقتها العبرة ثم بدأت تبكي، هكذا خلق الله المرأة، فلابد لها من رعاية وحفظ لحقها، فلا يُتسلط عليها نتيجة لهذا الضعف.

أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يفقهنا وإياكم في الدين، وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره، وحسن عبادته، اللهم ارحم موتانا واشفِ مرضانا، وعافِ مبتلانا، واجعل آخرتنا خيراً من دنيانا، وأسأل الله أن يغفر لي ولكم ولوالدينا ولإخواننا المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.

  1. أخرجه ابن ماجه، كتاب الأدب، باب حق اليتيم، برقم (3678)، عن أبي هريرة -رضي الله عنه، والنسائي في السنن الكبرى، برقم (9105)، وأحمد في المسند، برقم (9666)، وقال محققوه: "إسناده قوي من أجل محمد بن عجلان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري"، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم (1015).

مواد ذات صلة