الخميس 18 / رمضان / 1445 - 28 / مارس 2024
(93) المفاضلة بين أدعية الاستفتاح ومواضع الدعاء في الصلاة
تاريخ النشر: ١٨ / ربيع الأوّل / ١٤٣٥
التحميل: 2564
مرات الإستماع: 2104

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

حاصل ما ذكرناه في الليلة الماضية: أنَّ دعاء الاستفتاح قيل له "دُعاء" مع أنَّ بعضَه من قبيل الذكر باعتبار أنَّ الذكرَ يكون تارةً من قبيل الدعاء، وتارةً من قبيل الثَّناء والإخبار عن المعبود -تبارك وتعالى- بصفات الكمال، أو إخبار العابد عن نفسه بأنَّه يذكر ربَّه -تبارك وتعالى- بأوصافه الكاملة، أو باعتبار أنَّ الغالبَ على هذه الآثار والأحاديث المنقولة في الاستفتاح أنَّها من قبيل الدُّعاء.

وعرفنا أيضًا أنَّ دعاء الاستفتاح سُنَّة على قول عامَّة أهل العلم، وليس بواجبٍ، وكذلك أيضًا أنَّ أدعية الاستفتاح متنوعة، وأنَّه لا بأس أن يتخيَّر منها المكلَّف ما شاء -فإنَّ ذلك لا حرجَ فيه- مما صحَّ عن رسول الله ﷺ.

دعاء الاستفتاح قيل له: "دعاء" إمَّا باعتبار أنَّ ذلك من قبيل إطلاق الدُّعاء على بعض الأنواع الواردة في الاستفتاح؛ فإنَّ بعضها من قبيل الدُّعاء كما هو معلومٌ، أو أنَّ ذلك باعتبار ما ذكرنا في مُقدّمات الأذكار؛ حيث ذكرنا أنَّ الذكرَ يكون على أنواعٍ:

النوع الأول: ما يكون من قبيل الثَّناء على الله -تبارك وتعالى-، والإخبار عن كمالاته، فهذا أكمل الأنواع.

النوع الثاني: ما كان من قبيل إخبار العبد عن نفسه وعن ذكره لربِّه -تبارك وتعالى-.

النوع الثالث: هو ما كان من قبيل السؤال والطَّلب، يسأل ربَّه.

فإذا قيل: "دعاء الاستفتاح" فهذا كلّه من قبيل الدُّعاء، فهذا الذي يُخبر عن ربِّه بأوصاف الكمال، ويُثني عليه بذلك إنما يريد ما عند الله من الأجر، فهو سائلٌ بهذا الاعتبار.

والثاني الذي يُخبر عن نفسه أنَّه عابدٌ وذاكرٌ، وما إلى ذلك، هو يريد ما عند الله، فهو سائلٌ بهذا الاعتبار.

والثالث الذي يقول: "يا ربّ"، ويسأل سؤالاً مُباشرًا، فهذا واضحٌ، فيكون الجميعُ بهذا الاعتبار يُقال له: دعاء، ويُقال له: ذكر، فالذكر يشمل هذه الأنواع، والدُّعاء أيضًا يصدق على ذلك كلِّه.

فلاحظوا مثل هذه الأذكار الواردة: حينما يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك[1]، فهذا من النوع الأول: الثَّناء على الله -تبارك وتعالى-، وإضافة أوصاف الكمال له.

وحينما يقول: وجَّهتُ وجهي للذي فطر السَّماوات والأرض حنيفًا، وما أنا من المشركين، إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين، لا شريكَ له، وبذلك أُمرتُ وأنا من المسلمين[2]، فهذا من النوع الثاني: إخبار العبد عن نفسه أنَّه عابدٌ لربه، وأنَّه ذاكرٌ له.

وقلنا بأنَّ هذا الذكر جاء فيه بعد هذا الإخبار: اللهم أنت الملك، لا إله إلا أنت، أنت ربي، وأنا عبدك[3]، فهذا من قبيل الثَّناء على الله ، ثم جاء فيه: ظلمتُ نفسي، واعترفتُ بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنَّه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيّئها، لا يصرف عني سيّئها إلا أنت[4]، هذا من قبيل السؤال، فيكون هذا الدُّعاء أو هذا الذكر الذي يُقال في الاستفتاح قد اشتمل على الأنواع الثلاثة.

فلو تأملتَ جميع الأذكار الواردة في الاستفتاح، فهي لا تخرج عن هذه الأنواع الثلاثة، ومن ثم قيل له: دعاء الاستفتاح.

بقي في هذه الليلة -أيّها الأحبّة- أن نتحدث عن المفاضلة بين أدعية الاستفتاح: ما الأفضل من هذه الأدعية والاستفتاحات الواردة عن النبي ﷺ؟

المفاضلة بين ما ورد: من أهل العلم مَن نظر فيها إلى المضمون، وإلى ما تضمّنته هذه الأحاديث من المعاني؛ فرجَّح بهذا الاعتبار، مثل شيخ الإسلام -رحمه الله- جعلها من هذه الحيثية على ثلاثة أنواعٍ:

النوع الأول: ما كان من قبيل الثَّناء على الله.

والثاني: ما كان من قبيل إخبار العبد عن عبادة ربِّه -تبارك وتعالى-.

والنوع الثالث: وهو السّؤال والطَّلب[5].

وقد مضى كلامُه في المقدّمات الذي أبان فيه عن أنَّ الثَّناء على الله -تبارك وتعالى- هو الأفضل من الأذكار، ثم يلي ذلك ما كان من نوع إخبار العبد عن عبادته لربِّه -تبارك وتعالى-، وأنَّ النوع الثالث هو ما كان من قبيل السؤال.

فشيخ الإسلام يرى أنَّها بهذا التَّدريج: أنَّ ما كان من قبيل الثَّناء فهو أفضل، ومن ثم فهو يُقرر بناءً على ذلك أنَّ قوله: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك أنَّ هذا أفضل.

وكذلك ما كان من هذا القبيل، كقوله: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً[6]، لكنَّه حينما يُفاضل بين هذه الأدعية أو الأذكار التي تتضمّن الثَّناء يُرجح الأول، وهو قوله: سبحانك اللهم وبحمدك، باعتبار أنَّ ذلك قد تضمّن الباقيات الصَّالحات: تسبيح وتحميد، وكلمة التَّوحيد.

وكذلك أيضًا: وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك، بقيت تكبيرة الإحرام، فيكون هذا تضمّن أفضل الكلام: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر -كما سبق-، فيكون هذا الذكرُ متضمنًا لهذه الأمور، وهو أفضل الكلام بعد القرآن.

وكذلك أيضًا أنَّ: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك كلّ ذلك في القرآن، يعني: من حيث الجملة، وإن لم يكن ذلك بحروفه.

ونحن نعلم كلام أهل العلم في الدُّعاء في الصَّلاة إذا ذُكِر فيه شيءٌ من غير القرآن، هل يصحّ أو لا؟ سواء كان ذلك مما جاء من كلام رسول الله ﷺ، أو مما يُنشئه العبدُ من نفسه.

فالرَّاجح أنَّ هذا لا إشكالَ فيه، ولا يُبطل الصَّلاة، وإن كان الأفضل أن يكون الذكرُ والدعاءُ في الصَّلاة من قبيل المأثور، لكن من أهل العلم مَن يقول بأنَّ الذكرَ إذا كان من غير القرآن فإنَّه لا يصحّ. هكذا يقول بعضُهم، ولكن هذا فيه نظر، بل هذا غير صحيحٍ، لا شكَّ أنَّ ما كان من القرآن فهو أكمل وأفضل.

فالمقصود أنَّ شيخَ الإسلام -رحمه الله- يُرجح هذا الاستفتاح: سبحانك اللهم وبحمدك؛ لأنَّه تضمن الباقيات الصَّالحات؛ ولأنَّ مضمون هذه الجمل جميعًا موجودٌ في القرآن[7]، ومن هنا كان أكثرُ السَّلف يستفتحون به، وكان عمرُ يجهر به من أجل تعليم الناس[8].

يأتي النوع الثاني: وهو الخبر عن عبادة الله، كما في دعاء الاستفتاح الآخر: وجهتُ وجهي للذي فطر السَّماوات والأرض حنيفًا، فهذا يُخبر به عن نفسه: أنَّه وجَّه وجهه لله، وأنَّه يُوحده ويعبده، وما إلى ذلك، وهذا أيضًا مُتضمن للدعاء؛ لأنَّه جاء في آخره الدّعاء، فهذا يكون قد جمع بين الأنواع الثلاثة، وإذا كان قد جاء به بعد قوله: سبحانك اللهم وبحمدك فهو الأكمل، كما قال شيخُ الإسلام -رحمه الله-: "ومَن جمع بينهما، فاستفتح بـسبحانك اللهم وبحمدك إلى آخره، ووجَّهتُ وجهي فقد أحسن"[9]؛ ليكون مُتضمنًا للأنواع الثلاثة.

هكذا رجَّح واختار، وبذلك أيضًا قال جمعٌ من أهل العلم: كأبي يوسف صاحب أبي حنيفة[10]، والوزير ابن هُبيرة من الحنابلة[11]، وآخرين.

النوع الثالث: وهو ما كان من قبيل الدُّعاء المحض، كقوله: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب[12]، فهذا دعاءٌ، والإمام أحمد -رحمه الله- يستحسن هذا، فرُوي عنه أنَّه قال: "ما أحسن حديث أبي هريرة في الاستفتاح!"[13]، يقصد هذا، فَقِيلَ لَهُ: فإنَّ بعضَ النَّاس يَقُول: هَذَا كلامٌ؟ -يعني: ليس من القرآن- فَقَالَ مُتعجِّبًا: "وهل الدُّعاء إلا كلام فِي الصَّلاة ويجوز؟!"[14].

وكما سبق من أهل العلم مَن يقول بأنَّ الدعاء ينبغي أن يكون من القرآن، وهذا ذهب إليه بعضُ أهل الكوفة، ولكن فيه نظر، فلا إشكالَ أن يكون الدُّعاءُ مما ورد في القرآن، ومما ورد عن رسول الله ﷺ، بل مما يُنشئه المصلِّي من عند نفسه.

وأيضًا من طرق التَّرجيح عند بعض أهل العلم بين هذه الأذكار: النَّظر إلى الثُّبوت والصحّة، فلا شكَّ أنَّ الذي يُقال من ذلك إنما هو ما صحَّ عن رسول الله ﷺ، ولكن هذا يتفاوت أيضًا؛ فذهب بعضُ أهل العلم إلى اختيار ما ورد في "الصحيحين"، فقدَّموه على غيره.

فإذا نظرنا في جملة الأذكار الواردة، فإنَّ حديثَ أبي هريرة الذي فيه: اللهم باعد بيني وبين خطاياي هذا مُخرَّجٌ في "الصَّحيحين"، ومن ثَمَّ فبعض أهل العلم قدَّمه، ولكن ليس هذا بمُفرده الذي ثبت في "الصحيحين"، وإنما جاء غيرُه أيضًا، مثل حديث: اللهم لك الحمد أنت نور السَّماوات والأرض ومَن فيهنَّ، فهو أيضًا مُخرَّجٌ في "الصحيحين".

ثم بعد ذلك يأتي ما أخرجه أحدُهما: البخاري أو مسلم، فمن ذلك حديث عليٍّ الذي فيه: وجَّهتُ وجهي للذي فطر السَّماوات والأرض، فهذا أخرجه الإمامُ مسلم في "صحيحه"، وكذلك أيضًا ما جاء من قوله: اللهم ربّ جبرائيل وميكائيل، فإنَّ هذا أيضًا قد أخرجه الإمامُ مسلم.

أمَّا سبحانك اللهم وبحمدك فالذي أخرجه مسلمٌ إنما هو من قول عمر : أنَّه كان يجهر به في الصَّلاة. أمَّا المرفوع إلى النبي ﷺ فلم يُخرّج في "الصَّحيحين"، وإنما هو عند بعض أصحاب السُّنن، لكنَّه ثابتٌ عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-.

ولو قيل بأنَّ المكلَّف الأفضل في حقِّه أن يُنوِّع في هذه الأدعية والأذكار الواردة، كما كان رسولُ الله ﷺ يفعل، ولكن هذه الأذكار والأدعية على نوعين: نوعٌ جاء على سبيل الإطلاق، أو أنَّ النبي ﷺ قاله في الصَّلاة المكتوبة. ونوعٌ جاء تقييده بأنَّ النبي ﷺ قاله في صلاة الليل، ومن الأمثلة على هذا حديث أبي هريرة: اللهم باعد بيني وبين خطاياي، فهذا جاء مُطلقًا، وهو في "الصحيحين"، وحديث عليٍّ : وجَّهتُ وجهي للذي فطر السَّماوات والأرض، هذا كان إذا قام إلى الصَّلاة، فلم يُحدد أنَّ ذلك في صلاة الليل، أو في صلاة الفرض، وهذا أخرجه الإمامُ مسلم.

وكذلك أيضًا حديث: سبحانك اللهم وبحمدك، فإنَّ هذا جاء في بعض رواياته: أنَّه قاله في قيام الليل. وفي بعض رواياته: أنَّه إذا استفتح الصَّلاة قاله. وهذا يشمل صلاةَ الليل، وصلاةَ النَّافلة، وصلاةَ الفريضة، ومن ثَمَّ يُمكن أن يُلحق هذا بالمطلق؛ فتكون مثل هذه المواضع يُنوّع المسلمُ بينها في صلاة الفريضة، وما جاء مُقيَّدًا بصلاة الليل فإنَّه يُقال في صلاة الليل، مثل: اللهم لك الحمد أنت نور السَّماوات والأرض ومَن فيهنَّ، هذا في "الصحيحين"، لكنَّه كان يقوله في صلاة الليل، وكذلك حديث: اللهم ربّ جبرائيل وميكائيل، فإنَّ هذا أخرجه الإمامُ مسلم، لكن النبي ﷺ كان يقوله في قيام الليل.

الخلاصة: أنَّ ما جاء على سبيل الإطلاق، فإنَّ ذلك يُقال في صلاة الفريضة والنَّافلة، وفي قيام الليل، وما جاء مُقيدًا بصلاة الليل، فالأولى أن يكون ذلك في صلاة الليل، ويُنوّع بينها، يعني: ما جاء في قيام الليل يُنوّع بين الأذكار الواردة في أدعية الاستفتاح، مع ما جاء مُطلقًا، وما كان في صلاة الفريضة، أو في غير قيام الليل من صلاة النَّوافل والسُّنن الرَّواتب؛ يُنوّع فيها بما جاء على سبيل الإطلاق.

هذا وجهٌ من التَّرجيح، وأظنّه أقرب -والله تعالى أعلم-، ولا شكَّ أنَّ هدي النبي ﷺ هو الأكمل.

وهل يجهر بدُعاء الاستفتاح؟

الأصل أنَّه يُسِرُّ به، إنما كان عمرُ يجهر بذلك من أجل التَّعليم، كما كان بعضُ الصَّحابة -رضي الله تعالى عنهم- يجهرون بالاستعاذة من أجل التَّعليم، ولكن إن انتفت هذه الحاجة فإنَّه لا يجهر به، وإنما يُقال ذلك سرًّا.

وأبو هريرة قال للنبيِّ ﷺ: "يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أرأيتَ سكوتَك بين التَّكبير والقراءة؟ ما تقول؟"[15]، فدلَّ على أنَّه ما كان يجهر به ﷺ.

وأخيرًا: هذه الاستفتاحات التي تضمّنت الدُّعاء هي بهذا الاعتبار أحد المواضع السّتة التي يُدْعَى فيها في الصَّلاة، وهذه المواضع:

أول ذلك: بعد تكبيرة الإحرام، يعني: دعاء الاستفتاح، مثل: اللهم طهِّرني بالثَّلج والبرد والماء البارد[16]، ونحو ذلك مما ورد من الأدعية في الاستفتاح.

الثاني: في الركوع، كما في حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها-: أنَّ النبي ﷺ كان يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربَّنا وبحمدك، اللهم اغفر لي[17]، فقوله: اللهم اغفر لي هذا دعاء، ولكن الأصل ألا يكون الدُّعاء في الركوع، بمعنى: لا يتحرَّى المكلَّف الدُّعاء في الركوع؛ لأنَّ النبي ﷺ قال: أمَّا الركوع فعظِّموا فيه الربّ، وأمَّا السُّجود فاجتهدوا فيه بالدُّعاء، فقَمِنٌ –يعني: حريٌّ- أن يُستجاب لكم[18]، لكن ما ورد كما في حديث عائشة: اللهم اغفر لي في قوله: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك هذا لا إشكالَ فيه.

الثالث: إذا رفع من الركوع.

الرابع: في السُّجود؛ فإنَّ النبي ﷺ كان يقول ذلك، بالإضافة إلى الحديث الذي ذكرتُه آنفًا، وهو أحرى مواضع الدُّعاء في الصَّلاة.

والخامس: بين السَّجدتين، يقول: اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، واهدني، وارزقني[19].

والسادس: إذا فرغ من التَّشهد والصَّلاة على النبي ﷺ، فإنَّه يتخيَّر من الدُّعاء أعجبه[20]، كما ثبت ذلك عن رسول الله ﷺ.

وشيخ الإسلام -رحمه الله- يرى أنَّ ما ورد في دُبر الصَّلاة، ومثل: دعاء الاستخارة، ومثل: اللهم أعني على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادتك يُقال قبل السلام[21].

هذا ما يتعلّق بهذه المسائل في هذه الليلة، وغدًا -إن شاء الله تعالى- نشرح الأحاديث الواردة في الاستفتاح.

هذا، وأسأل الله  أن يُعلمنا وإيَّاكم ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، وأن يُفقهنا في الدِّين، والله أعلم.

وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.

 

  1. أخرجه الترمذي في "سننه": أبواب الصَّلاة، باب ما يقول عند افتتاح الصَّلاة، برقم (242)، وأبو داود في "سننه": أبواب تفريع استفتاح الصَّلاة، باب مَن رأى الاستفتاح بـ"سبحانك اللهم وبحمدك"، برقم (775)، وابن ماجه في "سننه": كتاب إقامة الصَّلاة والسُّنة فيها، باب افتتاح الصَّلاة، برقم (804)، وصححه الألباني.
  2. أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدُّعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم (771).
  3. أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدُّعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم (771).
  4. أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدُّعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم (771).
  5. "مجموع الفتاوى" (15/19).
  6. أخرجه مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يُقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، برقم (943).
  7. "الفتاوى الكبرى" لابن تيمية (2/121).
  8. "الفتاوى الكبرى" لابن تيمية (2/121).
  9. "الفتاوى الكبرى" لابن تيمية (2/165).
  10. "مجموع الفتاوى" (22/395).
  11. "مجموع الفتاوى" (22/395).
  12. متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب ما يقول بعد التَّكبير، برقم (702)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصَّلاة، باب ما يُقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، برقم (940).
  13. "فتح الباري" لابن رجب (6/386).
  14. "فتح الباري" لابن رجب (6/386).
  15. أخرجه مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصَّلاة، باب ما يُقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، برقم (940).
  16. أخرجه مسلم: كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، برقم (735).
  17. متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب الدُّعاء في الركوع، برقم (752)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب ما يُقال في الركوع والسُّجود، برقم (746).
  18. أخرجه مسلم: كتاب الصَّلاة، باب النَّهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، برقم (738).
  19. أخرجه أبو داود: كتاب الصَّلاة، باب الدعاء بين السَّجدتين، برقم (724)، والترمذي: كتاب الصلاة، باب ما يقول بين السَّجدتين، برقم (262)، وحسَّنه الألباني.
  20. أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب ما يتخير من الدُّعاء بعد التَّشهد وليس بواجبٍ، برقم (791).
  21. "الفتاوى الكبرى" لابن تيمية (2/213).

مواد ذات صلة