الثلاثاء 09 / رمضان / 1445 - 19 / مارس 2024
(129) الصلاة على النبي بعد التشهد " ... كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم..."
تاريخ النشر: ١٦ / جمادى الأولى / ١٤٣٥
التحميل: 2234
مرات الإستماع: 2117

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

لم يزل الحديثُ متَّصلاً عن الصَّلاة على النبي ﷺ بعد التَّشهد، وذلك قوله: اللهم صلِّ على محمدٍ، وعلى آل محمدٍ، توقفنا هنا في شرح هذا الحديث، ثم بعد ذلك قال: كما صليتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم[1]، بعض ألفاظه: كما صليتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، وفي بعضها: كما صليتَ على آل إبراهيم[2].

أمَّا الأول فواضح، وأمَّا الثاني فيكون "آل إبراهيم" يدخل فيهم إبراهيم ﷺ؛ فإنَّ الآل -كما سبق- إذا أُطلق فإنَّه يدخل فيه المعنِي: رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ [هود:73]، إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- داخلٌ في هذا: كما صليتَ على آل إبراهيم داخلٌ في هذا.

وهكذا في قوله تعالى: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]، فرعون داخلٌ في هذا قطعًا، وهذا كلّه مضى الكلامُ عليه، لكن قوله: كما صليتَ على إبراهيم[3]، في الرِّواية الأخرى عند مسلمٍ: كما صليتَ على إبراهيم، كما هو لفظ الكتاب، والحديث مُخرَّجٌ في "الصَّحيحين"، ورواية مسلم لم يذكر فيها إبراهيم ﷺ.

هنا قد يرد سؤال، فيقول قائلٌ: لماذا خصَّ إبراهيم ﷺ في الذكر؟ لماذا لم يقل مثلاً: كما صليتَ على موسى -عليه الصلاة والسَّلام-، كما صليتَ على عيسى ﷺ، كما صليتَ على نوحٍ -عليه الصَّلاة والسَّلام-؟

فهنا العلماء ذكروا وجوهًا لتخصيص إبراهيم ﷺ بالذكر: كما صليتَ على إبراهيم، منها: أنَّ إبراهيم -عليه الصَّلاة والسَّلام- هو جدّ النبي ﷺ، وقد أمرنا بمُتابعته: أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا [النحل:123]، وهو إمام الحُنفاء، وهذه الملّة حنيفيَّة، والله -تبارك وتعالى- يقول: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا [آل عمران:67].

وكذلك قال عن إبراهيم ﷺ وعمَّن هم أولى به: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا [آل عمران:68]، فهذه صلةٌ وشيجةٌ بإبراهيم -عليه الصَّلاة والسَّلام- نسبًا، وعقيدةً، ودينًا.

وإبراهيم ﷺ هو أبو الأنبياء؛ إذ إنَّ كلَّ الأنبياء الذين جاءوا بعده فهم من ذُريته، جميع الأنبياء من ولد إسحاق ، أنبياء بني إسرائيل، إلى عيسى ﷺ، وهم كُثر، وكذلك أيضًا إسماعيل ﷺ، ونبينا -عليه الصَّلاة والسَّلام.

كما صليتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم[4]، مَن هم آله؟

إسماعيل، وإسحاق، وذُرية هؤلاء، ومن ذُرية إسحاق أنبياء بني إسرائيل، فيدخل في ذلك جميعُ هؤلاء الأنبياء الذين لا يُحصيهم إلا الله، يدلّ على كثرتهم في بني إسرائيل: أنَّ بني إسرائيل قتلوا في يومٍ واحدٍ سبعين نبيًّا، فكان الأنبياء هم الذين يسوسونهم، كما تسوس العلماءُ هذه الأُمَّة؛ لأنَّه لا نبيَّ بعد النبي ﷺ، وإنما تسوسهم العلماء، أمَّا بنو إسرائيل فكان يسوسهم الأنبياء، في يومٍ واحدٍ قتلوا سبعين نبيًّا.

فقد يرد سؤالٌ آخر، إذا عرفنا لماذا ذُكر إبراهيم ﷺ وآل إبراهيم، فقد يقول قائلٌ: عرفنا لماذا خصّ إبراهيم ﷺ، وأنَّ الوشيجة قويّة، وظاهرة، لكن هنا سؤال، وهو أنَّ الكافَ للتَّشبيه: اللهم صلِّ على محمدٍ، وعلى آل محمدٍ، كما صليتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم[5]، معلومٌ أنَّ النبي ﷺ أفضل الأنبياء بإطلاقٍ، أفضل من إبراهيم ﷺ، فكيف يُطلب أن يُصلَّى عليه -على نبينا ﷺ- كما صلَّى الله على إبراهيم؟ يعني: لماذا لم يُطلب أن يُصلَّى عليه أعظم مما صُلِّي على إبراهيم -عليه الصَّلاة والسلام-؛ لأنَّ النبي ﷺ أفضل؟ هذا هو السؤال.

وأيضًا من ناحيةٍ أخرى فإنَّ المقرر أنَّ المشبّه دون المشبّه به؛ يعني: الآن المشبّه النبي ﷺ وآله: كما صليتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم[6]، فإبراهيم ﷺ هو المشبّه به، فالمشبّه دون المشبّه به، واضح؟

تقول: زيدٌ كالقمر، تُشبِّهه بالقمر، والقمر أفضل وأجمل، لكنَّك أردتَ أن تُبين فضله، فذكرتَ ذلك، فألحقتَه بهذا الكامل، فهنا قد يُقال: كيف شبه ذلك: كما صليتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم[7]؟ والواقع أنَّ النبي ﷺ وهو المشبّه أكمل من المشبّه به؛ فإنَّ رسولنا ﷺ أكمل شرفًا ومنزلةً، وأرفع من إبراهيم وآل إبراهيم -عليهم السلام-.

وهذا السُّؤال أجاب عنه أهلُ العلم بأجوبةٍ مُتعددةٍ:

فمن قائلٍ: إنَّ ذلك قاله قبل أن يُعلمه الله بأنَّه أفضل وأكمل من جميع الأنبياء، وأنَّه سيدُ ولد آدم، وأنَّه حاملُ لواء الحمد، وأنَّه صاحب الشَّفاعة العُظمى، وأنَّه صاحب المقام المحمود.

هذا ذكره بعضُ أهل العلم، وليس بقويٍّ، وذلك أنَّ هذا استمرَّ يُقال إلى يومنا هذا، لم يُعلمهم النبيُّ ﷺ شيئًا آخر يقولونه بدلاً من هذا اللَّفظ.

وبعضهم يقولون: إنَّ النبي ﷺ قال ذلك تواضعًا.

وهذا أيضًا لا يخلو من إشكالٍ؛ لأنَّ هذه أذكار شرعيَّة، والنبي ﷺ لا ينطق عن الهوى: إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:4].

وبعضهم يقول: إنَّ التَّشبيه في الأصل، لا في القَدْر؛ يعني: أنَّ الله صلَّى على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، فالمطلوب هو أن تحصل الصَّلاة على النبي ﷺ وآله، وليس بالقدر الذي صُلِّي به على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، كقوله تعالى في الصيام.

وقد مضى الكلامُ على آيات الصيام في رمضان قبل الماضي تفصيلاً، تكلّمنا على الكاف في قوله: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ [البقرة:183]، هل التَّشبيه بأصل الفرضية: فُرِضَ عليكم كما فُرِضَ عليهم، مع اختلافٍ في الصِّفة والمقدار؟ ما الذي كُتِبَ عليهم؟ تفاصيل الصّوم المشروع بالنسبة إليهم، أو أنَّ التَّشبيه في كل شيءٍ، حتى في الصِّفة وعدد الأيام؟ فهذا فيه كلامٌ لأهل العلم.

والمقصود أنَّ هؤلاء يقولون: إنَّ التَّشبيه في أصل الصَّلاة، لا في قدرها، وكيفيتها، وكثرتها، ونحو ذلك، الله صلَّى على إبراهيم ﷺ، فالمطلوب أن يُصلِّي على النبي ﷺ كما أنَّه صلَّى على إبراهيم، لكن المقدار لم يتعرّض له.

هذا جوابٌ له وجهٌ: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ [النساء:163]، يعني: هنا التَّشبيه: كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ في أصل الإيحاء، لكن في مقداره وفي شرفه يتفاوت، يختلف.

وهكذا في أمثلةٍ كثيرةٍ لا تخفى، ومن أوضح ذلك ما قال اللهُ -تبارك وتعالى-: وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ [القصص:77]، الإنسان إذا أحسن هنا على أساس أنَّ الكاف ليست للتَّعليل، وإنما للتَّشبيه، هل إحسان الإنسان يكون كإحسان الله إليه؟ أبدًا، ولا في نعمةٍ واحدةٍ على هذا المعنى، وإنما المقصود في أصل الإحسان.

وبعضهم يقول: إنَّ الكاف للتَّعليل: لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ [الحج:37]، يعني: على هدايتكم؛ لأنَّه هداكم، تُكبِّروا كما هداكم، وهنا: كما صليتَ على إبراهيم، تقول لصاحبك: افعل لي كذا، كما أنَّك فعلتَ لزيدٍ كذا. يعني: للتَّعليل؛ يعني: لأنَّك فعلتَ، كما أنَّك فعلتَ كذا، افعل كذا. تكون الكاف للتَّعليل، وهو أحد المعاني في قوله: وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ أنَّ الكافَ للتَّعليل؛ يعني: لكون الله أحسن إليك؛ لأنَّ الله أحسن إليك.

وبعضهم يقول: إنَّ التَّشبيه: كما صليتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم[8].

بعضهم يقول: هذا مُتعلِّقٌ بقوله: وعلى آل إبراهيم.

وظاهر الرِّواية بذكر إبراهيم ﷺ يردّه؛ يعني: يقولون: إنَّ التَّشبيه مُتعلِّقٌ بقوله: وعلى آل محمد، أنَّ صلاةَ الرب -تبارك وتعالى- المطلوبة: كما صليتَ على إبراهيم، المطلوبة: على آل محمدٍ كما صليتَ على إبراهيم، فإبراهيم ﷺ أفضل من آل محمدٍ؛ يعني: من غير رسول الله ﷺ، لكن هذا ظاهر اللَّفظ يردّه.

وبعضهم يقول: إنَّ التَّشبيه هنا باعتبار المجموع الذي يُقابل المجموع، ما هو المجموع؟

إبراهيم، وآل إبراهيم أنبياء لا يُحصيهم إلا الله، فبهذا الاعتبار هذه الكثرة الكبيرة: آل إبراهيم أنبياء، وخلق كثير، محمد، وآل محمد؛ يعني: ليس إبراهيم ومحمد، وإنما مجموع آل إبراهيم -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وآل محمدٍ -عليه الصَّلاة والسَّلام-، فمحمد ﷺ- ليس من نسله نبيّ، وليس بعده نبيّ، إبراهيم جاء من نسله أنبياء كثر، من كبارهم موسى ﷺ، هذا فضلاً عن إسحاق، ويعقوب، وإسماعيل، وغير هؤلاء -عليهم الصَّلاة والسَّلام-، فبعضهم يقول: هذا باعتبار الآل. وهذا أيضًا فيه نظرٌ، والله تعالى أعلم.

وبعضهم يقول: إنَّ قوله: اللهم صلِّ على محمدٍ، وعلى آل محمدٍ، كما صليتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم[9]، من آل إبراهيم محمدٌ ﷺ، فهو من نسله، ومن ذُريته، فهو من آله إذًا، فيكون ذلك مجموعًا إلى صلاته على إبراهيم، وعلى آله الذين منهم نبينا ﷺ، فيكون ذلك مُضاعفًا في الكثرة؛ يعني: مما طُلب للنبي ﷺ.

وهذا له وجهٌ، هذا المعنى أنَّه طلب أن يُصلي اللهُ على نبيِّه ﷺ وآله، كما صلَّى على إبراهيم وآله، ومن آل إبراهيم محمد ﷺ، فيكون المطلوبُ إضافةَ صلاةٍ على محمدٍ ﷺ وآله زيادة على الصَّلاة على إبراهيم وآله التي هي واقعة ولاحقة للنبي ﷺ؛ لأنَّه من آل إبراهيم، هو داخلٌ في آل إبراهيم؛ لأنَّه من ذُرية إسماعيل، فجدّه إبراهيم -عليهم الصَّلاة والسَّلام-، فطلب له قدرًا زائدًا على ما يكون لإبراهيم، فيكون ذلك مُضاعفًا.

وبعضهم يقول غير ذلك: بأنَّ التَّشبيه يكون بما هو أكمل، ويكون بما هو مُساوٍ، ويكون بما هو أقلّ، الله قال: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ [النور:35]، ولا شكَّ أنَّ نوره الذي هو هُداه في قلب المؤمن أعظم من المشكاة التي فيها مصباح، لكن الأمثال تُضرب للتَّقريب، فشبَّهه بمشكاةٍ فيها مصباح، والمشبّه أعظم من المشبّه به، فقالوا: لا يلزم إذا قال: كما صليتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم[10] أن يكون إبراهيمُ أفضل لوجود التَّشبيه، وأنَّ المشبّه به أفضل، قالوا: نحن ما نُسلم بأصل هذه المقدّمة، لا يلزم أن يكون المشبّه به أفضل وأكمل من المشبّه.

والذي لعله يكون أقرب -والله أعلم-: أنَّ الله -تبارك وتعالى- صلَّى على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، ومنهم محمد ﷺ، فهو من آله، فطلب للنبي ﷺ صلاة تنضاف إلى تلك الصَّلاة التي هي لاحقة له؛ لأنَّه من آل إبراهيم، فيكون ما حلَّ بإبراهيم وحصل له من هذه الصَّلاة، ما لحق إبراهيم ﷺ من تلك الصَّلاة على آل إبراهيم يكون حاصلاً للنبي ﷺ وزيادة؛ لأنَّه طلب له مثل الصَّلاة على إبراهيم وآله، وزيادة صلاة، فيكون قد حصل ذلك وزاد عليه.

إنَّك حميدٌ مجيدٌ "الحميد" هنا عامَّة أهل العلم أنَّ "الحميد" هنا بمعنى: محمود؛ لأنَّ فعيل يأتي بمعنى: فاعل؛ يعني: حامد، ويأتي بمعنى: مفعول؛ يعني: محمود، فالعلماء هنا في هذا الموضع يكادون أن يُطبقوا على أنَّ "حميدًا" بمعنى: محمود، إنَّك حميدٌ يعني: محمود، محمود في ذاته، وصفاته، وأفعاله بألسنة خلقه.

لكن لو فُسِّر بمعنى أنَّه حامدٌ، أنَّه يحمد ذاته وأولياءه، فهو حميدٌ، وحامدٌ، هذا من حيث أصل اللَّفظ في الاحتمال الذي يحتمله، ولكن العلماء مع أنَّ منهم مَن ذكر هذا احتمالاً، إلا أنَّهم كادوا أن يُجمعوا على أنَّ "حميدًا" هنا الذي هو من أسماء الله "الحميد" أنَّه بمعنى: المحمود، وليس الحامد.

وقد مضى الكلامُ على "المجيد" في أسماء الله -تبارك وتعالى-، وأنَّ من أهل العلم مَن فسَّره بالكريم، ومَن فسَّره بالعظيم، إلى غير ذلك.

وذكرنا أنَّ المجدَ يدل على سعة وكثرة أوصاف الكمال، فكلّ ذلك مُتحققٌ للربِّ -تبارك وتعالى.

ويقول أبو جعفر ابن جرير -رحمه الله- في تفسير: إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، يقول: إنَّ الله محمودٌ في تفضّله عليكم بما تفضّل به من النِّعَم عليكم وعلى سائر خلقه، "مجيد" يقول: ذو مجدٍ، ومدحٍ، وثناءٍ كريم[11].

كذلك الحافظ ابن كثير -رحمه الله- قال: حميدٌ في جميع أفعاله وأقواله، محمودٌ، مُمجدٌ في صفاته وذاته[12].

والشيخ عبدالرحمن بن سعدي -رحمه الله- يقول: المجيد: الكبير، العظيم، الجليل، والموصوف بصفات المجد والكِبرياء والعظمة والجلال[13].

وذكرنا هناك أنَّ ذلك يدلّ على السّعة والكثرة؛ ولهذا الحافظُ ابن القيم -رحمه الله- حينما تكلّم على هذين الاسمين توسَّع في ذلك، وذكر كلامًا في غاية الأهميّة[14]، لكن الوقت الآن انتهى؛ فأتوقف -إن شاء الله تعالى- وأُكمل في الليلة الآتية، والله أعلم.

وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.

  1. أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، برقم (3370).
  2. متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الدَّعوات، باب الصَّلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، برقم (6357)، ومسلم: كتاب الصَّلاة، باب الصَّلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد التَّشهد، برقم (406).
  3. أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، برقم (3370).
  4. أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، برقم (3370).
  5. أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، برقم (3370).
  6. أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، برقم (3370).
  7. أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، برقم (3370).
  8. أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، برقم (3370).
  9. أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، برقم (3370).
  10. أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، برقم (3370).
  11. انظر: "تفسير الطبري" (15/400).
  12. انظر: "تفسير ابن كثير" (4/335).
  13. انظر: "تفسير السعدي" (ص946).
  14. انظر: "التبيان في أقسام القرآن" لابن القيم (ص94).

مواد ذات صلة