الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.
أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،
نواصل الحديث عن الأذكار التي تُقال عند النوم، فمن ذلك: ما جاء عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّه أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه قال: اللهم خلقتَ نفسي، وأنت توفَّاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتَها فاحفظها، وإن أمتَّها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية، فقال له الرجلُ: أسمعتَ هذا من عمر؟ فقال: من خيرٍ من عمر، من رسول الله ﷺ[1].
هذا الحديث أخرجه الإمامُ مسلم -رحمه الله- في "صحيحه".
وقوله: (أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه)، بمعنى: أنَّه قد صار على فراشه، يعني: على جنبه.
أن يقول: اللهم أي: يا الله -كما سبق الكلامُ على ذلك-، حُذفت منه ياء النِّداء.
اللهم خلقتَ نفسي أنت الذي أوجدتَها، وأنت توفَّاها أنت الذي تقبضها، ويُوضحه ما جاء بعده من قوله: لك مماتها ومحياها، فقدَّم الجار والمجرور: لك لإفادة الحصر؛ أنَّ ذلك مما تختصّ به، لا يُشاركك فيه أحدٌ سواك، يعني: لا يملك حياتها وموتها إلا أنت، فالله -تبارك وتعالى- هو الذي يُحيي ويُميت، وهو الذي ينفرد بذلك وحده دون مَن سواه، ولو اجتمع الخلقُ جميعًا على أن يحيوا شيئًا من المخلوقات، ولو ذُبابًا؛ فإنَّهم لا يستطيعون ذلك، وهكذا لو اجتمعوا على أن يُميتوا أحدًا من هؤلاء الأحياء؛ فإنَّهم لا يستطيعون، فالله جعل لذلك أجلاً محددًا لا يمكن أن يتقدّم عليه، أو يتأخّر.
لك مماتها ومحياها وإذا كان الأمرُ كذلك فلا وجهَ للتَّعلق بالطَّبيب، أو بالدَّواء، أو بغير ذلك مما يتشبّث به بعضُ الناس من أجل الحياة والبقاء، فالله هو الذي يملك ذلك وحده، وهذا يبعث على القوة، والشَّجاعة، والإقدام في ميدان الحرب والقتال، فلا يجبُن من مُلاقاة عدوه؛ لأنَّه يعلم أنَّ الأجلَ بيد الله -تبارك وتعالى-، بخلاف مَن لا يعتقد هذه العقيدة.
انظر الفرق بين حال إخواننا في غزة، وبين حال اليهود، تجد هؤلاء مع ما هم فيه من الشدّة والموت الذي يُشاهدونه صباح مساء، ومع ذلك هم في غاية الثَّبات، يُصلون الجمعة، ويُصلون الجماعة، وهذه القاذفات تقذف بهذه الحمم، وآلات القتل والدَّمار، وهم لا يُبالون، وصبيانهم يلعبون، ويضحكون، ويمرحون أمام هذه الصَّواريخ، فهذا لإيمانهم ويقينهم، مع ما هم فيه من الشدّة والبلاء، نسأل الله أن يُفرِّج عنهم.
بينما انظر إلى الجند، فضلاً عن غيرهم من هؤلاء من إخوان القردة والخنازير؛ تجد الخور، والضَّعف، والبكاء، ولما رجعوا يجرون أذيالَ الهزيمة، انظر إلى حالهم من الفرح والاستبشار، فالواحد لا يتمالك، يهوي على ركبتيه، ويجثو رافعًا يديه مُعلنًا بالفرح أنَّه نجا بجلده، والأُسَر تشكو هناك من أنَّ أولادهم ممن ذهبوا من هؤلاء الأجناد أنَّهم يُعانون من الأمراض النَّفسية، والعلل العقليَّة، وما أشبه ذلك لأيام، السَّبب ما هو؟ السَّبب أنَّ هؤلاء لا يُؤمنون بالله، ولا بالقدر، وإنما عنده أنَّ هذه الأسباب المادية هي التي يمكن أن تحفظه، أو أن تُرديه، فالمؤمن كل ليلةٍ يريد أن ينام: لك مماتها ومحياها، يذكر بهذا المعنى.
وقد يدخل فيه أيضًا معنًى آخر؛ وهو أنَّ هذه الحياة تكون مُسخرةً لله، وفي الله، وفي مرضاة الله -تبارك وتعالى-، وقد يكون ذلك أحد المعاني الدَّاخلة في قوله -تبارك وتعالى-: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:162]، فتكون حياةُ الإنسان لله، وفي الله، ولا خيرَ في حياةٍ لا تكون كذلك، وتكون كحياة الحيوانات والبهائم، بل أقلّ من هذا، وهكذا الممات، فيكون موتُه على الإيمان والتوحيد، وما يجري عليه بعد الموت فإنَّه يكون من توابع ذلك، ومن آثاره.
وكذلك أيضًا إنما يُوقع ذلك الله وحده، يعني: فيما يقع للإنسان بعد موته، كلّ هذا يُقال بهذا المعنى، والعلم عند الله .
فأنت المالك لإحياء هذه النُّفوس، ولإماتتها أي وقتٍ شئتَ، لا مالكَ لها غيرك، إذًا ليس المرضُ هو الذي قرب الوفاة، أبدًا، هذا المريض الذي يُعاني من أمراضٍ عصيَّةٍ على الأطباء، شديدة، لو كان أعفى الناس، ولم يُصبه هذا المرض، وجاءت لحظةُ الموت، وهو في حالٍ من التَّفكُّه والفرح بين مُحبيه؛ فإنَّه سيسقط مباشرةً في نفس اللَّحظة، لكن كان المرضُ كفَّارةً ورفعةً في الدَّرجات على الرَّاجح، كما تدلّ على ذلك بعضُ الرِّوايات الصَّحيحة: أنَّ المرضَ ليس فقط كفَّارةً، بل هو رفعة في الدَّرجات، وأجر، وثواب، خلافًا لقول الكثيرين، وتمحيص، وتنظيف، وتطهير، وغسل للأدران التي تعلق بالإنسان، فيفد على ربِّه -تبارك وتعالى- نقيًّا، نظيفًا، طاهرًا من الذُّنوب، هي هكذا فقط، ليس هناك شيءٌ أكثر من هذا، ليس المرضُ يُقدّم، وليست العافيةُ تُؤخّر، ليس الجبانُ ينجو من الموت إذا جاء الأجلُ، وليس الشُّجاعُ يتقدّم أجله أبدًا؛ ولهذا قيل:
لو أنَّ عبدًا مُدرك الفلاح –يعني: البقاء- | لناله مُلاعِب الرِّماحِ[2] |
الذي يُلاعِب الأسنّة، يركب الأخطار والأهوال، ولو أنَّ أحدًا يُدرك البقاءَ في هذه الدنيا لناله مُلاعِب الرِّماح، خالد بن الوليد عند موته ماذا كان يقول؟ فخبره لا يخفى على أحدٍ، وختمه بقوله: "فلا نامت أعينُ الجبناء"[3]، مع كثرة ما ركب من الأهوال والأخطار، وخاض من المعارك، وليس في بدنه موضع شبرٍ إلا فيه طعنة، أو رمية، أو ضربة بأنواع الأسلحة، ومع ذلك كان في بعض الحروب في العراق لمدةٍ وجيزةٍ، في بعض الحروب في العراق كان يختار عشرةً من خيار المقاتلين معه يحمون ظهره، ثم ينطلق كالنّسر لصفِّ العدو، وقائدهم يعب في الصفوف، يجول بينهم بفرسه، فيخطفه كالفرخ، ويضعه في حجره، ويأتي به إلى جيش المسلمين، فيفرّ أولئك، ويدخلون في الحصون، وتنتهي المعركة على هذا، ما في قتال، ولا حرب، وهذا القائد الذي كان يقول للفرس -هو من العرب حُلفاء الفرس- كان يقول: لا يُعرف للعرب إلا العرب، فكان هذا القائدُ قد أقنع الفرسَ أن يبقوا في داخل الحصون، وأنَّ الذين يخرجون هم العرب فقط من حُلفائهم، فكان خارج الحصن يُعبِّء الجيش، فجاء خالد وخطفه من فرسه من بين هؤلاء، وهم في حالٍ من الذهول، وما مات خالد بسبب هذه الشَّجاعة أبدًا، والله المستعان.
وفي هذا أخبار عجيبة، ولعله يأتي -إن شاء الله تعالى- وقتٌ نتكلم فيه عن عبر من التاريخ، ونذكر فيه من هذا أشياء: كيف يكون قدرُ الله والتَّوكل عليه؟
فالمقصود أنَّ العبدَ يُعلن يقول: يا ربِّ، أنت المالك لإحيائها، ولإماتتها، حياتها وموتها وجميع أمورها لك، وبقُدرتك، وفي سُلطانك، ثم ماذا؟
ثم يقول: فإن أحييتَها فاحفظها، ليس المقصودُ أن يحيا الإنسانُ حياةً بهيميَّةً، ما الفائدة من الحياة إذا لم تكن على حالٍ من الصيانة، والحفظ على طاعة الله ، والتَّباعد عن مساخطه؟ حياة قد تتحول إلى ضررٍ على صاحبها، ولربما سئمها، كما يقول الشاعرُ الذي عاش ثمانين حولاً:
سئمتُ تكاليف الحياةِ ومَن يعش | ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم[4] |
والآخر الذي يقول:
ألا موتٌ يُباع فأشتريه | فهذا العيشُ ما لا خيرَ فيه |
فلا رحمَ المهيمنُ رأسَ حرٍّ | تصدَّق بالوفاة على أخيه[5] |
هذا ملَّ وسئم هذه الحياة؛ لأنَّها حياة خاوية، بعيدة عن ذكر الله وطاعته، يملّ وتذهب حواسُّه، وقُواه تتلاشى؛ فيصير إلى حالٍ من الضَّعف والعجز، يحتاج إلى ترجمانٍ حتى يسمع كلامَ الناس؛ مَن يصوت بأذنه، أو إلى سماعه، وهكذا يحتاج إلى مَن يُعينه في القيام، والقعود، والنُّهوض، وما إلى ذلك، لكن إذا كان ذلك مع ذكرٍ، وطاعةٍ، واستقامةٍ، واستغلالٍ لأيام الشَّباب والقوة، هذه الحياة التي تُفضي به إلى النَّعيم المقيم، ويموت على حالٍ طيبةٍ، مثل هذا لا يُبكى عليه، لكن المؤسف هو مَن قضى الحياةَ بلهوٍ، وغفلةٍ، حياة بهيميَّة؛ يحيى ليأكل، ويأكل ليحيى، لماذا تأكل؟ يقول: لأعيش، ولماذا تعيش؟ من أجل أن يأكل، فما الفائدة من هذه الحياة التي لا معنَى لها؟!
يُؤذّن المؤذّنُ، والناس يُصلون صلاةَ الفجر، وهو في فراشه، في غمرةٍ وغفلةٍ، هذه لا تُعتبر حياةً -أيّها الأحبّة- إطلاقًا، ولا خيرَ فيها، والموت أفضل من هذه التي يكتسب بها الأوزار، يحمل عبر السنين والأيام ليُفضي به ذلك إلى عذابٍ وحسابٍ طويلٍ، الحياة الحقيقية هناك، وليست هنا.
فهو يقول: إن أبقيتَ هذه النفس فاحفظها، احفظها من القبائح، احفظها من المدنسات، احفظها من الذُّنوب والمعاصي والموبقات، ويأتي أيضًا على سبيل التَّبع: الحفظ من المخاوف والآفات.
وإن أمتَّها فاغفر لها يعني: استرها؛ لأنَّ الغفرَ يتضمن السّتر، وأيضًا الوقاية من تبعات الذّنوب والمعاصي، ثم هو يسأل ربَّه أيضًا العافية فيقول: "اللهم إني أسألك العافية"، والعافية هي السَّلامة في الدِّين من الافتتان وكيد الشَّيطان، وفي الدنيا أيضًا من العلل والأوصاب، وما إلى ذلك، والعافية لا يعدلها شيء في الدِّين والدنيا؛ ولهذا يقول الإنسانُ: أسألك العافيةَ في ديني، ودُنياي، وأهلي، ومالي[6]، وأعظم ما يكون البلاء في الدِّين، "لا تجعل مُصيبتنا في ديننا"[7].
انظر: الإنسان هل الذي يقع له من النَّقص، هل هو في دينه، أو في دُنياه؟ بعض الناس تقع له المصيبة في دُنياه وهو لا يشعر، تراه بعد مُدِّةٍ وقد تغيّر؛ اللحيةُ تلاشت، والمظهر تغيّر، ويحتاج أن يُعرِّفك بنفسه؛ لأنَّك ما عرفتَه، الوجه تغير وأظلم، ما عاد هذا الذي يُعرف من قبل، تغيّر؛ ذهب ذاك البهاء، والنَّضارة، والإشراق الذي في الوجه، وإذا بالوجه معفوسٌ، وإذا بهذا الإنسان في حالٍ أخرى تمامًا، هذا مُصاب، لكنَّه لا يشعر، ولربما يُردد: "لا تجعل مُصيبتنا في ديننا"، وما يعلم أنَّه مُصابٌ، ثم تأتي بعد ذلك المصيبةُ في الدنيا من المال، والنَّفس، والأهل، وما إلى ذلك.
فالإنسان -وهذه أسهل بكثيرٍ- قد يُصاب في نفسه، أو في ولده، أو في ماله، ولا يصبر، وقد ذكرنا في الكلام على الأعمال القلبية في الصَّبر أشياء من هذا، وذكرنا كلام شيخ الإسلام: بأنَّ الإنسان قد يعزم على الصَّبر، ولكنَّه لا يصبر عندما حقَّت الحقائق، وصار أمام البلاء[8].
بعض الناس يقول: لو كنتُ أنا مكان فلانٍ لم أُبالِ بالمرض، أو بما حصل من خسارةٍ، أو نحو ذلك. ولو وقع له لانهار، قد يظنّ من قبل أنَّه يتمالك، وأنَّه جلد، صبور، رابط الجأش، فإذا جاءت المصيبةُ ذهبت قُواه، وحصل له الضَّعف، فأدرك عجزه، وضعفه، وفقره، ومسكنته، هذا يحصل، ويراه الإنسانُ كثيرًا في مثل هذا في المصائب، كما أنَّه قد يُوقف عليه في حالات أخرى، يعني: حتى الأمور العادية، قد يمشي، أو يصعد درجًا طويلاً في أدوارٍ، أو نحو ذلك؛ فتتلاشى قواه، تتوقف عضلات السَّاقين، والفخذين، ويقف في مكانه، لا يستطيع أن يصعد، ولا ينزل، يقول: ما كنتُ أتصور أني بهذه المثابة!
ترى بعض الناس يمشي في الحجِّ من المخيم إلى مكان القطار، أو غير ذلك، شابٌّ قويٌّ، وتفاجأ أنَّه اصفرَّ وجهه، وخارت قواه، وجلس، فلانٌ عبر، مشى، تجمل، حاول، تذهب يمنةً ويسرةً تبحث له عن ماءٍ، شابٌّ قويٌّ، وإذا به خارت قواه، واصفرَّ الوجه، هذا ما كان يتصور من قبل حينما كان يمشي خطوات إلى السَّيارة، ما اعتاد على المشي، ولا الشَّمس، لكنَّه يكتشف ضعفَه هناك.
وقُلْ مثل هذا في أشياء وأحوال أخرى، بعض الناس يظنّ أنه قوي، فلو جاء يتبرع بالدَّم، ووضعوا فقط الإبرة، قبل أن يطلع الدَّم لربما قال: يا دكتور، أنا أشعر بإغماءٍ الآن (أدوخ)، فينصدمون به، ويُعطونه أشياء وكذا، هو ما كان يتصور هذا، لكن أشياء خارجة عن إرادته، ويشعر أنَّ الدَّم غار في جسمه، اصفرَّ وجهه، وانتقع، وبعد ذلك بدأ يشعر برغبةٍ في الاستفراغ، يشعر بغثيانٍ، من غير إرادته، وكان يظنّ أنَّه من أقوى الناس، ومن أجلد الناس، ومن أصبر الناس، هذا ما يُقال: والله الدَّم خرج؛ فضعف، قبل ما يخرج الدَّم، بمجرد ما وُضعت الإبرةُ فقط، الدَّم ما خرج إلى الآن، فذهبت قُواه، هذا كيف لو رأى الأشلاء، ورأى، وذهب يُطبب في بعض البلاد التي ابتُلي أهلها.
وهكذا أيّها الأحبّة، يطلب السَّلامة، يطلب العافية، حينما نقول هذا عند النوم دائمًا، ما معنى ذلك؟ السَّلامة، يسلم من الفتن، يسلم من الشُّرور، ويذكر نفسَه بالموت، ويذكر نفسَه بالرحيل، وبالآخرة، وأنَّ نفسَه بيد الله ، لا يملكها بشرٌ، إذًا هو لا يخاف إلا من الله ، لا يتعاظم البشر، فيكون أعظم منه؛ لأنَّ نفسَه إنما يملكها الله، لا يملك ذلك أحدٌ سوى الله -تبارك وتعالى-: لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ [آل عمران:154]، إذا جاء الموتُ، جاء الأجلُ: قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ، المكان الذي سيضطجع فيه، سيسقط فيه، يخرج الناسُ في لحظةٍ محددةٍ من بيوتهم، وتقع لهم حوادث بعد مئات الكيلو مترات، أو أقلّ، أو أكثر، في مكانٍ وفي وقتٍ مُحددٍ، وكل إنسانٍ في الموضع الذي كُتِبَ له أن يموت فيه، ولربما لو قيل له: "إنَّك في يومٍ من الأيام ستموت" في هذا المكان الذي مرَّ به؛ لربما يستغرب، ويتساءل: ما الذي يجعلني أذهب إلى هذا المكان، وأموت فيه؟! فتُجعل له حاجة، فيأتي إلى هذا الموقع في اللَّحظة المحددة، ثم بعد ذلك يأتيه الأجلُ، هذه حقائق ينبغي أن نُؤمن بها، وأن تستقرّ في نفوسنا.
أسأل الله -تبارك وتعالى- أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا وإياكم هُداةً مُهتدين.
والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ.
- أخرجه مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، برقم (2712).
- انظر: "الأساليب والإطلاقات العربية" للمنياوي (ص61).
- أخرجه ابن كثير في "تفسيره" (1/369)، والدّينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص179)، وقال: إسناده ضعيفٌ جدًّا، وهو حسنٌ من طريقٍ آخر.
- انظر: "جمهرة أشعار العرب" للقرشي (ص176).
- انظر: "المنتحل" للثعالبي (1/150).
- أخرجه أبو داود في "سننه": كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، برقم (5074)، وصححه الألباني في "التعليقات الحسان"، برقم (957).
- أخرجه الترمذي في "سننه": أبواب الدَّعوات، برقم (3502)، وحسَّنه الألباني في "صحيح الجامع"، برقم (1266).
- انظر: "الزهد والورع والعبادة" لابن تيمية (ص151)، و"مجموع الفتاوى" لابن تيمية (16/38-39).