الأحد 22 / جمادى الأولى / 1446 - 24 / نوفمبر 2024
(1) حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه كان إذا خاف قوما
تاريخ النشر: ١١ / ذو القعدة / ١٤٣١
التحميل: 502
مرات الإستماع: 1239

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

ففي كتاب آداب السفر، وباب ما يدعو إذا خاف ناسًا أو غيرهم.

ذكر حديث:

"أبي موسى الأشعري أن رسول الله ﷺ كان إذا خاف قومًا قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم رواه أبو داود[1]، والنسائي[2]، بإسناد صحيح".

هذا لا يختص بالسفر، وإنما إذا خاف قومًا مطلقًا في السفر وفي الحضر.

لكن ذكره النووي -رحمه الله- في هذا الباب؛ لأن السفر مظنة تكثر فيه المخاوف، فقد يخاف سبع، وقد يخاف هوام وحيات، ونحو ذلك، وقد يخاف قطاع الطريق؛ فالأسفار مظنة للمخاوف.

فيقول إذا خاف: اللهم إنا نجعلك في نحورهم فالإنسان الذي يريد أن يفتك، إنما يلقى الناس بنحره، بخلاف المولي الهارب، أو الذي معرض، أو الذي لا يقصد الإساءة والفتك، أما هذا فإنه يأتي ويستقبلك بنحره، يعني كأنه يقول: اللهم إنا نجعلك بيننا وبينهم، اللهم إنا ندفعهم عنا بك، فتولى دفعهم.

وقد يكون ذكر النحر باعتبار أنه أبلغ في الدفع والإهلاك، فيحول بينك وبين هؤلاء الذين تخافهم.

قال: ونعوذ بك من شرورهم جميع الشرور، سواء كانت هذه الشرور مباشرة، بفتكهم، أو كان ذلك بطريق احتيالهم مثلاً، أو كان ذلك بطرق يتوسط بها شياطين الإنس أو الجن، كالسحر مثلاً، يخاف أنهم يسحرونه، ويستعينون بالشياطين، أو بالسحرة، وهذا يحصل كثيرًا، وكثيرًا ما يسأل الناس عنه، يقول بعضهم: لي قرابة، ولي كذا، وأخاف؛ لأنهم أهل سحر، ويهددوني وتأتيني رسائل من أرقام مجهولة تهديد، ونحو ذلك، فهذا يقول: اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم والحديث صحيح وثابت.

فيقوله الإنسان ويسلم بإذن الله -تبارك وتعالى- من شر الأشرار، وكيد الفجار.

ونسأل الله أن يلطف بنا، ونجعله -تبارك وتعالى- في نحور أعدائنا، ونسأله أن يدفع شرورهم.

والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد، وآله، وصحبه.

  1. أخرجه أبو داود في باب تفريع أبواب الوتر، باب ما يقول الرجل إذا خاف قوماً برقم  (1537) وصححه الألباني.
  2. أخرجه النسائي في السنن الكبرى في كتاب السير، الدعاء إذا خاف قوماً برقم (8577).

مواد ذات صلة