الأحد 22 / جمادى الأولى / 1446 - 24 / نوفمبر 2024
حديث «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة..»
تاريخ النشر: ٢٢ / جمادى الأولى / ١٤٣٠
التحميل: 2565
مرات الإستماع: 26913

ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

ففي باب "تحريم الكبر والإعجاب" أورد المصنف -رحمه الله-:

حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر[1]، رواه مسلم.

قوله ﷺ: ثلاثة لا يكلمهم اللهالحديث.

المقصود ثلاثة أصناف، وليس ثلاثة أشخاص، فهؤلاء قد يكون منهم أعداد كبيرة من الناس، وقد يوجد من بعد آدم ﷺ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها قد يوجد الألوف أو الملايين من هؤلاء، فهم ثلاثة أصناف.

ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة والمقصود به -والله تعالى أعلم- أنه لا يكلمهم تكليم الرضا، والله -تبارك وتعالى- كما هو معلوم يتصف بالكلام، فهو يتكلم متى شاء كيف شاء، وقد كلم الله -تبارك وتعالى- موسى تكليما، وكلم محمدًا ﷺ في ليلة المعراج، أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي[2]، وكذلك أيضاً يُكلِّم يوم القيامة فيقول لعيسى ﷺ: اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ [المائدة:110]، ويقول: أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ [المائدة:116]، إلى غير ذلك.

فالله يكلم تكليم رضا، ويكلم تكليم استعتاب من أجل أن يعتذر العبد فيُقبل عذره، ويكلم بتكليم تبكيت وإهانة، كما يقول الله -تبارك وتعالى- لأهل النار: اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون:108]، وهذا هو وجه الجمع بين إثبات التكليم وبين ما جاء من نفي تكليمهم كما جاء في هذا الحديث في هؤلاء الأصناف الثلاثة، أو غير ذلك مما جاء في القرآن من نفي التكليم.  

قوله: ولا يزكيهم بمعنى لا يطهرهم، والتطهير يحصل من الله -تبارك وتعالى- بتزكية النفوس في الدنيا بالإيمان والعمل الصالح والتقوى، والله يقول: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ۝ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10]، وتكون التزكية أيضاً في الآخرة بأن يزكي الله العبد من الأرجاس والأدناس فينقّى من كل خبثٍ حتى يدخل الجنة، فإن الجنة لا يدخلها خبيث؛ ولهذا تنقى نفوسهم من الغل كما قال الله وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ [الأعراف:43].

وقوله: ولا ينظر إليهم، المقصود به لا ينظر إليهم بنظر الرضا، فالله -تبارك وتعالى- ناظر إلى خلقه أجمعين، ولا يفوته منهم شيء، فالله يراهم جميعاً، ولكن هذا النظر العام للخلق غير النظر الخاص، فالمنفي هنا هو النظر الخاص.

وقوله: ولهم عذاب أليم إضافة إلى ما سبق -وما سبق يدل عليه أيضاً- إذا كان الله لا يكلم العبد، ولا ينظر إليه، فلا ينتظر إلا العذاب الأليم، ذكر هؤلاء الأصناف الثلاثة: شيخ زان، وملك كذاب، عائل مستكبر، والشيخ الزاني هو من تقدمت به السن، بعضهم يقول: إن الشيخ من بلغ الخمسين، فالإنسان يمر بمراحل عمرية يذكرها العلماء ويسمونها بأسمائها وإن كانوا يختلفون على التفاصيل، متى يكون الإنسان كهلاً؟ بعضهم يقول: يكون كهلاً إذا بلغ الثلاثين؛ لأن الله -تبارك وتعالى- قال في عيسى ﷺ: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا [آل عمران:46]، وعيسى ﷺ رفع وقد بلغ الثالثة والثلاثين أو نحو ذلك، فالمقصود أن أهل العلم يذكرون هذه المراحل في عمر الإنسان وما يطلق على كل مرحلة، وإن كانوا لا يتفقون على بعض التفصيلات، لكن منهم من يقول: إن الشيخ هو من بلغ الخمسين، والمقصود هو الإنسان الذي تقدمت به السن فضعفت قوته الغريزية، ضعفت غرائزه، ولذلك جاء في الحديث الآخر: أُشيْمط زان[3]، والأشيمط هو الإنسان الذي قد شاب، وعلاه الشيب فيقال له: أشيمط، والتصغير هنا للتحقير، فهذا الإنسان الذي بهذه المثابة -نسأل الله العافية- ويزني هذا يدل على أن السوء متغلغل في باطنه وأعماقه، أنه يقارف ما يقارف من الشر والفساد والمنكر والفجور مع ضعف الداعي وقوة الرادع والوازع.

ضعف الداعي أن الزنا محرم على الجميع، وهو فاحشة، وساء سبيلا، لكن الناس يتفاوتون أيضاً في الفاحشة كما يتفاوتون أيضاً في الطاعة المعينة، فالصدقة تصدر من اثنين يكون بينهما كما بين السماء والأرض، والمعصية تصدر من اثنين يكون بينهما كما بين السماء والأرض، هذا قد تصدر منه المعصية وهو في حال من الوجل والخوف والحياء من الله، وهذا تصدر منه وهو متبجح مستهتر فرح بها، مستخفٌّ، فتكون أعظم، وجرمه أكبر، فهذا الإنسان الذي بهذه المثابة الشيخ الزاني يكون قد ضعفت قوته الغريزية، وحصل له من كمال العقل والمعرفة والتجربة، ومر به من الحياة -ومما شاهد فيها وسمع ووقف عليه- أمورٌ تجعله يتريث في الأمور، ولا يستعجل، ولا يقدم على شيء فيه ضرر محض عليه، لاسيما هذه الأمور المدنسة من المنكرات الفاحشة التي تدنس العرض، وتلوث وتلطخ الفُرش، وتختلط بسببها الأنساب، فيقدم عليها هذا مع ذلك كله، ولهذا إذا كان هذا الإنسان بلغ هذه المبالغ في السن فإنه لا يُرجَى له الرشد بعد ذلك، ما يرجى له، خلاص، إنسان في شبابه لربما يقصر يضعف أو نحو ذلك، يرجى له فيما بعد صلاح الحال، لكن إذا رأيته وقد علا مفارقه الشيب وصار بهذه المثابة أُشيمط فلا يُرجَى له بعد ذلك الرشد، ولا يرجى له صلاح الحال، وكمال العقل، إذا رأيت مراهقاً في تلك المرحلة فلا ترجوه بعد ذلك إلا أن يشاء الله.

فأقول: هذا مع ضعف الداعي، وقوة الوازع، ويفعل هذه الجريمة فصارت عظيمة في حقه، كبيرة، شنيعة رجل بهذه المثابة، ولهذا قال النبي ﷺ: أعذَرَ اللهُ إلى رجل أمهَلَه حتى بلغ ستين سنة[4]، وفي قوله -تبارك وتعالى: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ [فاطر:37]، بعضهم يقول: جاءكم النذير هو الشيب، معناه أن الأجل قد قرب فهو نذير، وقيل غير ذلك، وليس المقصود الآن الكلام على الراجح في المعنى.   

قال هنا: شيخ زان، وملك كذاب، إنما يكذب الإنسان عادة لضعفه، فالكذب هو ضعف وخور في النفس، فلا يستطيع أن يواجه الآخرين بالحق، والصدق، فيضطر إلى أن يقول غير الحقيقة خوفاً منهم فيكذب، أما الملك فلا يخاف من أحد، فالناس كلهم من رعيته وجنده، فإذا صار يكذب فمعنى ذلك أن السوء والفحش والفساد متغلغل متجذر في داخل نفسه، لا شيء يدعوه إلى الكذب، ولكن الانحراف إذا تمكن في النفس صار سجية للإنسان، هذا الملك الكذاب، والمُلك معلوم أنه هو التصرف المطلق، هذه حقيقته، ويمكن أن يؤخذ من هذا وإن كان لا يصدق عليه الحديث لكنه يفهم أو يستفاد من ذلك أن من قلّ الداعي عنده إلى الكذب أن الكذب يكون في حقه أشد، كالذي يكذب على أطفاله مثلاً ما الداعي لهذا؟ الأم تكذب على أطفالها، الأب يكذب على أطفاله افعل كذا وأعطيك كذا، سأذهب بكم إلى مكان كذا، ثم لا يفعل، فهذا يكذب مع ضعف الداعي، لا أقول: إنه ينطبق عليه الحديث، لكن أقول: إنه يستفاد هذه الفائدة أن ضعف الداعي إذا حصل فإن الذنب يكون أعظم، وهكذا من لا يوجد عنده داعٍ إلى الكذب عموماً مع صاحبه أو نحو ذلك في أمر لا حاجة فيه للكذب، ومع ذلك يكذب، يعني بعض الناس يُسأل سؤالاً لا يحتاج إلى كذب، لو سألته ما الحكمة حينما قلت هذا الكلام غير الحقيقي؟، قال: هاه، لا أدري، ما أدري، يكذب، تقول مثلاً: أنت عملك في  أول النهار أو في آخر النهار؟ قال: لا، في أول النهار، وهو عمله في آخر النهار، بدون أي مبرر، ما في سبب، يعني لو سألته ووجهت له سؤالا وأنت واقف معه لماذا قلت له هذا الكلام؟ قال: هاه، ما أدري عنده الكذب عادة، لازم يكذب، الكذب عنده أمر طبيعي من الأمور العادية، ذهب مثلاً إلى مكان خارج البيت سأله شخص أريد أن أمر عليك العصر أنت كنت موجودًا أو خارج البيت؟ قال: لا، أنا كنت موجودًا، لماذا ما قلت: أنا كنت خارج البيت، هو مجرد خبر، لا يترتب عليه أي شيء، الكذب عادة، فهذا ذنبه أشد، والناس يتساهلون في هذا، ويظنون أنه عادي، لا يترتب عليه مفسدة.   

وقوله: وعائل مستكبر، العائل هو الفقير، ويقال ذلك أيضاً لمن يعول، يعني له عيال، وهذا تعرفون إذا كان الإنسان فقيراً ولا يتحمل مسئولية أحد فالمسألة بالنسبة إليه قد تحتمل، لكن إذا كان عنده عيال يتضاغون جوعاً فكلما دخل داره وجد هؤلاء العيال يتباكون ويطالبونه، وكلما نظر إليهم انعصر قلبه، ماذا يصنع بهؤلاء؟ فتكثر همومه، ولذلك يقال: إن المرأة تكون مهمومة حتى تتزوج في الغالب؛ لأنها لا تدري تتزوج من، تتزوج أو تبقى ما تتزوج، تتأخر إلى آخره من سيأتيها؟، أما الرجل فغالباً يبقى طليقاً حتى يتزوج، فإذا تزوج بدأ يفكر، يحاسب قبلما يصرف تحتاج المسألة كذا، فيه مسئوليات، وفيه تبعات، وفيه مطالبات، وفر كذا لكذا، تحتاج أن تجهز لأجل أن تشتري أرضاً ثم تبني داراً ثم كذا، تحسب حسابات كثيرة، وإذا كبر الأولاد هؤلاء يحتاجون أن يُزوجوا، يحتاجون مهورًا، فالشاهد: هذا العائل هو الفقير، فقير ومستكبر هذا لا يتفق؛ لأن الكبر عادة إنما يكون عند الإنسان حينما يحصل له شيء من الغنى، وأسباب الكبر من الطغيان الذي يحصل للإنسان، كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ۝ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى [العلق:6-7] لكن هذا فقير ومتكبر، هذا يدل على أن السوء متغلغل متجذر في داخل نفسه، وهذا موجود، وأضرب لكم أمثلة كثيرة واقعية، أنا ما كنت أظن أن هذا موجود بهذه الصورة وإلا فلا يذكر النبي ﷺ إلا حقًّا، لكن بالصورة التي سمعتها كثيراً ما كنت أظن أن هذا موجود، اذهبوا إلى أماكن تأجير السيارات، الأماكن الكبيرة ماذا تجدون سيارات فخمة جدًّا قيمة السيارة أحياناً ستمائة ألف، أو خمسمائة ألف أليس كذلك؟ هذه لمن؟ نقول: قد يأتي مسافر لا يركب إلا هذه السيارات ويستأجرها لا إشكال، تصلح لمثله، لكن هل هذه يستأجرها فقط هؤلاء؟، يستأجرها ناس ما يملك أحدهم إصلاح قطعة صغيرة فيها، كل رصيده كل ما عنده لو باعه وأثاث بيته كل ذلك لا يأتي بقطعة صغيرة لإصلاحها في هذه السيارة، في هذا المكينة، وإذا انكسر الصدام يحتاج أن يبيع كل ما يملك، ويستدين لأجل إصلاح صدام السيارة، هذا موجود، يركبها لماذا؟ هو يطلب العلو، والظهور، والمظاهر أمام الناس، فهو لأنه سيقابل فلانًا من الناس من أجل أمر من الأمور، سيدخل وسيطًا في بيع أو في شراء أرض يعرضها عليه سمع أنها ستباع بمائة مليون، وهو ربما في عمره ما رأى خمسين ألفًأ، فهو يريد أن يذهب لعلها تباع عن طريقه ثم يحصل له شيء، فيركب هذه السيارة الفخمة ويمكن أن يشتري له ساعة من التقليد، ساعة قيمتها مائة وعشرون ألفًا ويشتريها بخمسين ريالا، ويلبسها في يده، ويأتي بهذه السيارة، وربما لا يعرف أن يسوقها، ويُحضر له سائقًا لأجل أن يوصله فيها، أو صديقًا له أو نحو ذلك، وبعضهم يلبس بشتًا، ولو رأيته في صورته في البشت لقلت: سبحان الملك القدوس، لا إله إلا الله، شيء هائل، وقد رأيت بعض النماذج، ويظن أنه فعل شيئًا، يظن أنه ما شاء الله بهذا الفعل أن الناس يقومون تعظيماً وتبجيلا له، ما درى أن الناس يستصغرونه ويعيبونه بهذا الفعل، وأن هذا لا يليق، يريد أن يتوظف، يريد أن يدخل ولده في جامعة في وظيفة، يريد أن يقابل مدير الجامعة، يريد أن يصلي معه في المسجد، يذهب عند بيته، ينتظره عند باب المسجد، وإذا السيارة ما شاء الله، وإذا الساعة يكلمه وهو عارض لها، كيف حالك يا طويل العمر؟.  

هذا ماذا يقال له؟، هذا داخل في العائل المستكبر، النفوس فيها طلب لهذه المعاني، ولكن الكثيرين لا يستطيعون، لا يستطيع، ولهذا ماذا يفعل؟ يستعير هذه الأمور، ولهذا انظر إلى السين والطاء فهي للطلب "مستكبر" عائل مستكبر يتصنع هذه الصفات، وكثير من النفوس لو حصل له لرأيت العجب العجاب، ولكن الله لطيف بعباده يفطمهم من الدنيا، فكلما صوب إلى جهة وإذا دخل في الأسهم خسر فيها، اشترى أرضًا نزلت الأراضي، أراد أن يدخل في مشروع المشروع هذا ما نجح وكلما صوب ناحية سد عليه الباب؛ لأن الله حكيم، هذا لا يصلح إلا أن يبقى في هذه الحال بالمسجد ويعبد ربه، ويربي أولاده، ويلتفت إليهم، لو حصل له شيء لرأيت أشياء كثيرة جدًّا، والعامة يعرفون هذا، العامة يتحدثون وإن كان هذا لا يعمم لكنه موجود بقدر أو بنسبة ليست قليلة، العامة يدركون أن الذين يحصل لهم الغنى فجأة يكونون أكثر الناس ترفعاً وبطراً وكبراً، الذين يحصل لهم الغنى طفرة يعني ما ورثوا هذه الأموال أباً عن جد فعاشوا في الغنى من آبائهم وأجدادهم، لا، فجأة، فيحصل منهم من الطغيان الشيء الكثير في مناسباتهم في زواجهم، في أمور يتفاخرون فيها، يتباهون وترى العجب العجاب، فهذا موجود، ومن تأمل أحوال الخلق ونظر في كثير من تصرفاتهم رأى من ذلك أمورًا كثيرة، والعاقل هو الذي يزن الأمور بالميزان الصحيح، ويعرف قدر الأشياء وحقائقها وأن المنعم المتفضل هو الله -تبارك وتعالى، ويعرف قدره، ولا يتعدى طوره، ولكن الإنسان ينسى كثيراً، ينسى، تحصل له الغفلة، لجهله، لظلمه إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب:72]، ولكن العبد إذا فتح الله عليه، وصار له بصر وفكرة في كل ما يشاهده ويراه فإنه ينتفع غاية الانتفاع، والله المستعان.

وقد ذهبت إلى ناحية يُعد أهلها من الفقراء، فلما رأيت السيارات التي عند بيوتهم، وإذا بها سيارات الأغنياء، فلما سألت من ذهب بي إلى هناك، قال: إنما أتيت بك لتنظر، أنت تعرف حال كثير من الناس، تركبه الديون، والبنك لا يعطيه أصلاً؛ لأن دخله أو راتبه قليل أصلاً، ما يعطيه فيذهب إلى شخص آخر فتكون باسمه، وكثير من الناس يسألون عن هذا، يسأل: السيارة طلعتها باسم واحد آخر؛ لأن البنك لا يعطيني؛ لأن راتبي قليل، وهذا الشخص الآن أنا المشتري أو هو المشتري فهل يصح أن أحول ذلك عليه مع التفاضل؟ هل يعتبر ربا؟، دائماً يسألون عن هذا، طيب ما الذي يجعلك تشتري هذه السيارة بمائتي ألف، بمائتين وخمسين ألفًا أو نحو ذلك وراتبك ألفان وخمسمائة ريال؟.   

هو يريد أن يظهر، وقد سألت بعض الناس الذين يخالطون هؤلاء البشر، ويسمعون منهم وكذا: لماذا يفعل ذلك وهو غير قادر على أن يحصّل شقة يستأجرها؟ قال: لا، كيف؟، الشقة لا أحد يدري عنها، هو لا يستضيف أحدًا في بيته، لكن بيته هو سيارته، فهو حينما يتنقل بها بين الآخرين، الناس لا يعرفون بيته، يعرفون السيارة التي هو راكبها، والله المستعان.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

  1. أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار، والمن بالعطية، وتنفيق السلعة بالحلف، وبيان الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، برقم (107).
  2. أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، برقم (3207)، وبرقم (3887)، في كتاب مناقب الأنصار، باب المعراج.
  3. أخرجه الطبراني في الأوسط، برقم (821)، والكبير، برقم (6111)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (3072).
  4. أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر، برقم (6419).

مواد ذات صلة