الجمعة 10 / شوّال / 1445 - 19 / أبريل 2024
الحديث على آيات الباب (3-3)
تاريخ النشر: ٠٧ / صفر / ١٤٢٩
التحميل: 1579
مرات الإستماع: 2372

قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ...}

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

ففي باب فضل الزهد في الدنيا أورد المصنف -رحمه الله- جملة من الآيات تحدثنا عن بعضها، ومما أورده: ما ذكره الله في وصفها في سورة آل عمران، قال الله -تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [آل عمران:14].

زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ إلى آخر ما ذكر الله -تبارك وتعالى، لم يذكر ربنا فاعل التزيين مَن الذي زينها، وإنما بُني ذلك للمجهول زُيِّنَ فمن أهل العلم من يقول: إن الذي يزينها هو الشيطان، ومنهم من يقول: إن الله خلقهم خلقاً جبل نفوسهم على محبة هذه الأشياء، وتطلبها والشغف بهذه الأمور، ولعل هذا -والله تعالى أعلم- هو الأقرب، أن الله ركبهم هذا التركيب غرس في نفوسهم هذه الشهوات والغرائز فصارت نفوسهم تقبل عليها وتحبها، وذلك أن الله -تبارك وتعالى- جعل هذه الدار محلا للامتحان والاختبار وجعل الفوز والفلاح راجعاً إلى الإيثار وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:40-41].

والله -تبارك وتعالى- حينما خلق النار بعث إليها جبريل  فنظر إليها في منظر كريه يحطم بعضها بعضاً فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها ثم حفها بالشهوات، فنظر إليها فقال: وعزتك لقد خشيت ألا ينجو منها أحد ولما خلق الجنة بعث إليها جبريل فنظر فرأى ما فيها من النعيم والبهجة فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فحفت بالمكاره، فنظر إليها فقال: وعزتك لقد خشيت ألا يدخلها أحد[1] فالنار محفوفة بصور النساء الجميلات، محفوفة بالأموال والمكاسب والفرص الكثيرة التي تتاح لكثير من الناس، ولكن يحرم عليهم أخذها والإقبال عليها، وهكذا أيضاً محفوفة بكل ما تشتهيه النفوس من الملاذ المحرمة، والجنة محفوفة بما يحتاج إلى المجاهدات من الوضوء في البرد الشديد، والاستيقاظ للصلاة، والعمل في طاعة الله فيحتاج الإنسان إلى مجاهدة ومكابدة من أجل أن يقوم بوظائف العبودية على الوجه الذي أمره الله به، فهنا يقول: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ [آل عمران:14].

والشهوات تشمل كل الشهوات التي تطلبها النفوس، وذكر الله بعده أبرزها وأعظمها مما تتعلق به نفوس الناس مِنَ النِّسَاءِ وهي أعظم شهوات هذه الحياة الدنيا، ولهذا قال النبي ﷺ: ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء[2]، وقال النبي ﷺ: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء[3].

وَالْبَنِينَ فهم زينة الحياة الدنيا يتكثر بهم الإنسان ويتزين بهم في المجالس وينشغل بهم، ولربما صدوه وصرفوه عن طاعة مولاه ، ولهذا قال : إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ [التغابن:14] فهذه العداوة كما قال ابن القيم -رحمه الله: الجالب لها المحبة، والشفقة، فهي ليست عداوة بسبب البغضاء وإنما عداوة بسبب المحبة، بمعنى أنه لشفقته عليهم ولمحبته لهم يستجيب لهم، فيوفر لهم بعض ما حرمه الله مما يطلبونه، هات "دش" نريد أن ننظر إلى القنوات المحرمة، نريد أن نتمتع بالمتع المحرمة، فيرق لهم، فيغلبونه فيكون ذلك سبباً إلى معصية الله ، يريد أن يحج، لا تحج، نريد أن نكون في العيد معًا ، يريد أن يعتمر، لا تسافر وتتركنا، يريد أن يصوم التطوع، لا تصم نريد أن نأكل جميعًا، ونجلس جميعًا، ونلهو جميعًا، وهكذا، نريد أن نسافر إلى بلاد يعم فيها السفور والتبرج والاختلاط والمنكرات التي لا يستطيع أن ينكرها، فيطالبونه بهذا، فيذهب بهم ويوقعونه في مواقف لا يحسد عليها، فالشاهد أن الإنسان قد ينشغل بالبنين عن طاعة الله وطاعة رسوله ﷺ.

وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ القناطير: القنطار من أهل العلم من يقول: هو ملء جلد الثور من الذهب أو من الفضة، وبعضهم يقول: مثل ما بين السماء والأرض من المال، من الذهب، وبعضهم يقول: هو كالجبل أو كجبل أحد، وبعضهم يقول غير هذا، فالشاهد أنه مال كثير، الْمُقَنْطَرَةِ المقنطرة يعني: المال الذي ركم بعضه على بعض، وقد يفسر بالمضاعفة قناطير مقنطرة كثيرة جداً أضعافًا مضاعفة وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ الأحمر والأبيض التي ذهبت بكثير من العقول، وأوقعتهم في كثير مما حرمه الله وصارت شغلاً شاغلاً لكثيرين عما هم بصدده من عبادة الله والتقرب إليه.

وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ الخيل المسومة يحتمل أن يكون المراد المعلمة، ويحتمل أن يكون المراد المسومة من السوم وهو الرعي، سائمة تسوم في المرعى، فالشاهد أن هذه الخيل المسومة تكون سائمة في المرعى تأكل وتمرح وكذا، ويتمتع أصحابها بالنظر إليها ومشاهدتها، وهي من أجمل ما خلق الله من الحيوان، وقد قيل لها الخيل قيل: سميت بذلك لاختيالها في مشيتها، تختال إذا مشت، انظر إلى مشية الفرس وانظر إلى مشية الحمار أو البعير أو البغل تجد الفرس يختال في مشيته.

لا شك أن الخيل وتربية الخيل وركوب الخيل يكسب النفس من الصفات الحميدة والمعاني من القوة والإقدام وما عرف عن أهل الفروسية ما لا يوجد في أهل الغنم أو يوجد في أهل البقر مثلاً أو أهل الإبل، فأهل الغنم فيهم الهدوء والمسكنة، وهم إلى الضعف أقرب، وأهل البقر لربما إلى الذل أقرب لما في الحرث من المذلة والضعف والخنوع، ولهذا قال النبي ﷺ: إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم بأذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم[4].

ولهذا بعض السلف -بعض الصحابة- لما رأى محراثاً في بيت قال: ما دخل هذا بيتاً إلا دخله الذل، بخلاف أهل الفروسية وأهل الإبل فيهم من الجفاء والجلافة والغلظة كما قال النبي ﷺ: الغلظة في الفدّادين من ربيعة ومضر[5].

يقول: وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ الأنعام تشمل الأنواع الثلاثة الإبل والبقر والغنم، ثم قال: وَالْحَرْثِ وهو الزرع، فهذه الأنواع تشتمل على أبرز الأموال التي يحوزها الناس، القناطير المقنطرة لك أن تدخل ألوان التجارات فيها البيوع والشراء يجمعون فيها الذهب والفضة، وباب الزراعة باب واسع، وباب الأنعام وباب الفروسية وما أشبه هذه.

قال: ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا هذه الأشياء كلها، وسماها متاعًا يتمتع بها، ثم بعد ذلك تزول، فليست بأمور مقيمة ثابتة وإنما متاع الحياة الدنيا، وإذا أردت أن تعرف أنها متاع الحياة الدنيا انظر إلى من جمعوها في الأجيال السابقة، أين الأغنياء في القرن الرابع الهجري؟، لا تعرفون اسم واحد فقط، الذين بنوا القصور هل تعرفون واحداً؟ أبداً، القرن الخامس، السادس، السابع، الثامن، التاسع، العاشر، الحادي عشر، الثاني عشر، الثالث عشر، سموا لي تاجراً واحداً ممن جمع هذه القناطير المقنطرة، أو كان عنده مزارع ضخمة أو عنده بقر وإبل وغنم وخيول وما أشبه ذلك، سموا لي واحدًا فقط.

واليوم كل ما ترونه سيكون خرابًا، أمس أمر على مزارع على هذا الطريق كأنها قد احترقت من طول ما أهملت وبقيت هكذا لا تحرث ولا تسقى يابسة خاوية، حتى مساكن العمال فيها سوداء كأنها محترقة، وجلست أقول: سبحان الله! كم تعبوا في غرسها وزرعها، وكم تجولوا في داخلها، وكم جاءهم زوار يتلفتون يمنة ويسرة، ثم ما هي النهاية؟

كل شيء تمله النفوس، قد تجد إنسانًا يسكن قصراً واسعاً في غاية الزينة لمن نظر إليه من الخارج لكن صاحبه إذا سكن فيه وبقي فيه مدة تبدأ تظهر له عيوبه ونقائصه، ولو أن هذا كان كذا لكان أحسن، ولو كان هذا كذا لكان أحسن، لو كان في المكان الفلاني كان أفضل، لو ما فعلنا الشيء الفلاني كان كذا، بل لربما يفكر في بيعه، ولو سألته لأعطاك من العيوب ما لا يخطر لك على بال، بينما الذي ينظر إليه من الخارج يقول: ما شاء الله، تسأله هل فيه عيب؟ يقول لك: أبداً، هذا الكمال، بينما صاحبه هل يشعر بأن هذا هو غاية مطلوبة؟ الجواب: أبداً، لماذا؟ لأن النفس لها طموح لا ينقطع ولا يملؤه إلا الجنة -نعيم الجنة، أما هذه الحياة الدنيا فمهما أعطي الإنسان منها ما ينتهي حتى ينقطع ذلك بتحصيل تلك الدار الآخرة، والله المستعان.

ثم قال: وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ حسن المرجع والمصير الذي يجد فيه الإنسان بغيته الحقيقية، يجد فيه اللذة والنعيم والحبور والسرور، أما هذه الدنيا فلا، لو تزوج أجمل النساء، ثم يتلاشى هذا الحسن، بل لربما زهد فيها وملها وظهر له من عيوبها ما لا يخطر على بال الناظرين، وقل مثل ذلك فيما يجده الإنسان من لذة المأكل والمشرب، أنتم لو سألتم أنفسكم: أجمل اللذات التي قضيتموها في أماكن أنس ونزهة أين هي الآن؟ بقي منها شيء؟

هذه الأجازة الآن التي انتهت في هذه الليلة، أسبوع، جاء أول يوم، والآن آخر يوم، هل تجدون من متعها التي مضت شيئًا؟ بعضكم قد يكون تنزه، وبعضكم سافر، وبعضكم جاء، ثم ماذا؟ انتهى كل شيء، تبقى ذكرى وتبقى الأعمال إما جيدة وإما سيئة، تبقى مرصودة للإنسان، لكن المتع واللذات: الذي شبع من النوم ينام إلى العصر هل يجد الآن من لذة النوم شيئا؟ ما يبقى شيء.

نحن يجب أن ننظر بنظر كاشف إلى حقيقة هذه الحياة الدنيا، ما يغرنا الستار الرقيق والقشرة التي تكسوها بلون أو بشيء من البهرج الذي يستهوي الناظرين، ثم بعد ذلك ما يلبث أن ينقشع ويزول ويتلاشى وتبقى الحقائق، إن كانت حقائق مرة تذهب النضارة والإضاءة والوضاءة ويبقى الإحراق، وإن كانت أعمالا طيبة يجدها الإنسان، وإلا فكما قيل:

تَفنى اللذاذةُ ممن نالَ صفوتَها من الحرامِ ويبقى الإثمُ والعارُ
تبقى عواقبُ سوءٍ من مغبَّتها لا خيرَ في لذةٍ مِن بعدها النارُ
   

تبقى حسرات المعصية وآلامها، نسأل الله العافية.

وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ حسن المرجع والمصير، موضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها[6] موضع سوط.

مناديل سعد بن معاذ أتعجبون من هذا؟، كما قال النبي ﷺ لما خرج بحلتين، مناديل سعد بن معاذ [7].

المرأة من أهل الدنيا إذا صارت بالجنة لو أطلت على الدنيا لأضاءتها، أجمل امرأة في العالم هل تضيء عُشر سنتيمترًا؟ هل تضيء ملليمترًاواحدًا؟ ما تضيء أبداً، في الجنة تضيء الدنيا، ولا الشمس، الشمس ما تضيء الدنيا، والله المستعان، أقول: تلك الدار هي التي تحتاج إلى العمل والعمارة الحقيقية.

أما هذه الدنيا فزائلة على الغني والفقير، يُغمس أنعم واحد في الدنيا في النار غمسة ثم يخرج فيقال له -تخيل أنعم واحد: يا فلان هل رأيت نعيماً قط؟ يقول: لا، والله يا رب ما رأيت نعيماً قط، يؤتى بأبأس واحد منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة فيغمس في الجنة غمسة واحدة فيقال له: يا فلان هل رأيت بؤساً قط؟ يقول: لا، والله يا رب ما رأيت بؤساً قط[8]، غمسة واحدة فكيف بإقامته في الجنة؟!.

نحتاج أن نفيق إلى مستقبلنا الحقيقي، ونعمل لعمارة آخرتنا دون أن تكون الغفلة هي الغالبة.

والله أسأل أن يورثنا وإياكم الجنة، وأن يغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا المسلمين، اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مبتلانا، واجعل آخرتنا خيراً من دنيانا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.

  1. أخرجه الترمذي، أبواب صفة الجنة عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات، (4/ 693)، برقم: (2560)، وأبو داود، كتاب السنة، باب في خلق الجنة والنار، (4/ 236)، برقم: (4744)، والنسائي، كتاب الأيمان والنذور، باب الحلف بعزة الله تعالى، (7/3)، برقم: (3763)، وأحمد في مسنده (14/ 125)، برقم: (8398)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/ 925)، برقم: (1683).
  2. أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب ما يتقى من شؤم المرأة، (7/ 8)، برقم: (5096)، ومسلم، كتاب الرقاق، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء وبيان الفتنة بالنساء، (4/ 2097)، برقم: (2740).
  3. أخرجه مسلم، كتاب الرقاق، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء وبيان الفتنة بالنساء، (4/ 2098)، برقم: (2742).
  4. أخرجه أبو داود، كتاب البيوع، باب في النهي عن العينة، (5/ 332)، برقم: (3462)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 516)، برقم: (10703)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 42)، برقم: (11).
  5. أخرجه البخاري، كتاب المغازي، باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، (5/ 173)، برقم: (4387)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان فيه، ورجحان أهل اليمن فيه، (1/ 71)، برقم: (51).
  6. أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب فضل رباط يوم في سبيل الله، (4/ 35)، برقم: (2892).
  7. أخرجه البخاري، كتاب اللباس، باب مس الحرير من غير لبس، (7/ 150)، برقم: (5836)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل سعد بن معاذ (4/ 1916)، برقم: (2469)، بلفظ: مناديل   سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا.
  8.  أخرجه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار وصبغ أشدهم بؤسا في الجنة، (4/2162)، برقم: (2807)، عن أنس بن مالك بلفظ: يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا، والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا، والله يا رب ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط.

مواد ذات صلة