الأحد 22 / جمادى الأولى / 1446 - 24 / نوفمبر 2024
حديث «ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبًا..»
تاريخ النشر: ٢٥ / صفر / ١٤٢٩
التحميل: 1876
مرات الإستماع: 10210

ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فمما أورده المصنف -رحمه الله- في باب الزهد ما جاء:

عن أبي ذر جندب بن جنادة قال: عن أبي ذر قال: كنت أمشي مع النبي ﷺ في حرة بالمدينة، فاستقبلنا أحد، فقال: يا أبا ذر قلت: لبيك يا رسول الله. فقال: ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا تمضي علي ثلاثة أيام وعندي منه دينار، إلا شيء أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه، ثم سار، فقال: إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه وقليل ماهم ثم قال لي: مكانك لا تبرح حتى آتيك ثم انطلق في سواد الليل حتى توارى، فسمعت صوتا، قد ارتفع، فتخوفت أن يكون أحد عرض للنبي ﷺ فأردت أن آتيه فذكرت قوله: لا تبرح حتى آتيك فلم أبرح حتى أتاني، فقلت: لقد سمعت صوتا تخوفت منه، فذكرت له، فقال: وهل سمعته؟ قلت: نعم، قال: ذاك جبريل أتاني، فقال: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. متفق عليه

كنت أمشي مع النبي ﷺ في حَرَّةٍ بالمدينة، والحرة معروفة، وهي الأرض ذات الحجارة السوداء، والمدينة كما هو معلوم تكتنفها ثلاث حرار، حَرّة شرقية، وحرة غربية، وحرة جنوبية، وينضاف إلى الحرة الجنوبية إلى ناحية الشرق ما يسمى أو يعرف بحرة النار، والمقصود أنها حجارة بركانية وسوداء، ومشيه ﷺ في الحرة مع أبي ذر يدل على كمال تواضعه ﷺ، تصور أعظم شخصية عرفها التاريخ يمشي في الحرة مع واحد من أصحابه، لا يمشي مع جموع من الناس، ولا مراكب وإنما كواحد من الناس.

يقول: فاستقبلَنَا أُحدٌ، وهذا من التوسع بالتعبير، وإلا فمعلوم أن أُحدًا في مكانه ثابت، فهم الذين مشوا حتى ظهر لهم أُحد قبالة وجوههم.

وأحد جبل معروف يمتد من ناحية الشمال إلى الجنوب، وهو الذي قال فيه النبي ﷺ: أُحد جبل يحبنا ونحبه[1].

فقال: يا أبا ذر، قلت: لبيك يا رسول الله، فقال: ما يسرني أن عندي مثل أُحدٍ هذا ذهباً تمضي عليّ ثلاثة أيامٍ وعندي منه دينارٌ...[2] إلى آخر ما ذكر.

قوله: يا أبا ذر، هذا من كمال أدبه ﷺ يكني أصحابه، وهذا هو الأكمل، والعرب تحب الكنية، وتتدرج منها إلى الاسم وآخر ذلك اللقب، فالعرب يكرهون الدعاء باللقب، أن يُدعى أحد بلقبه.

وجواب أبي ذر أيضاً في غاية الأدب يقول: قلت: لبيك يا رسول الله، يعني: إجابة لك.

فقال: ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهباً أحد جبل كبير، هو أكبر جبل من الجبال القريبة من المدينة، وقطره يصل إلى نحو سبعة كيلو مترات بالقياس، فهو جبل هائل كبير متشعب.

النبي ﷺ يقول: ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهباً وفي بعض الروايات ذكر ﷺ تحوله ذهباً، أي: يتحول جبل أحد ذهباً.

يقول: تمضي عليّ ثلاثة أيام وعندي منه دينار، إلا شيءٌ أرصده لديْنٍ تمضي عليه ثلاثة أيام، باعتبار أن هذه المدة يحتاج إليها مثلاً في تفريقه، والنظر في أصحاب الحاجات والنظر في الأعوان، حتى يفرقوا هذا القدر الهائل من المال.

تمضي عليّ ثلاثة أيام، وعندي منه دينار، وفي بعض الروايات أن أبا ذر قال: دينار أو قنطار، القنطار: شيء كبير حتى إنه قدر بأحد، فأجابه النبي ﷺ بالدينار، أنه دينار، قال: إلا شيء أرصده لديْن، وهذا يدل على أن قضاء الدين أولى من الصدقة، وأن الإنسان قد يُبقى عنده مالاً من أجل سداد الدين، ولا يذهب الإنسان يتصدق وعليه حقوق للخلق.

يقول: إلا أن أقول به في عباد الله هكذا، وهكذا وهكذا، عن يمينه وعن شماله ومن خلفه في هذه الرواية ذكر الجهات الثلاث، وفي بعض الروايات ذكر بين يديه -من أمامه وعن يمينه، وعن شماله، وفي بعضها ذكر الجهات الأربع، فيكون الرواة ذكروا بعضاً منها، فالنبي ﷺ يفرقه من كل ناحية على أصحاب الحاجات في وجوه البر المتنوعة، وهذا يدل على كثرة العطاء والبذل، حيث لا يبذل من جهة واحدة وإنما يبذل من جهات متعددة.

يقول: ثم سار فقال: إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة، "الأكثرين" يعني: في الدنيا من أصحاب العرض والمال والثراء هم الأقلون يوم القيامة.

الأقلون يعني: في المنزلة والدرجة، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا، عن يمينه، وعن شماله، ومن خلفه، يعني: كل إنسان عنده أموال في هذه الدنيا وثراء فإن ذلك يكون نقصاً في مرتبته في الآخرة إلا إن اتصف بهذا الوصف المذكور، قال: إلا من قال: هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وشماله ومن خلفه، أعطى وبذل.

وقال ﷺ: وقليلٌ ما هم، وهذا صحيح؛ لأن النفوس مجبولة على الشح، وقد حبب إليها المال حبًّا شديداً كما قال الله : وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا [الفجر: 20].

وكثير من الناس يسعى ويجتهد ويبذل الأوقات الطويلة، وتمضي سنوات العمر من أجل أن يجمع المال يقول: من أجل أن أتصدق، وأحسن وأصل الرحم وأفعل وأفعل، وأبذل في وجوه البر وألوان صنائع المعروف، والواقع أن الله لم يأمرنا بجمع هذا المال واكتنازه من أجل أن ننفقه، ثم إن المُشاهد في حياة الناس، وفي واقع الناس أنهم لا يفعلون هذا، الذين حصّلوا الأموال هل هم يفعلون هذا؟.

بل أكثر من يسأل عن قضايا ودقائق تتعلق بالزكاة هم الناس البسطاء من الناحية المادية، أكثر من يسأل عن قضايا تتعلق بالحقوق المالية هم الناس الذين زكاتهم ألفان، ألفان وخمسمائة، وامرأة عندها زكاة ذهب وكذا، أما الذين يملكون المليارات فأنا إلى الآن ما حصل لي الشرف أن يسألني أحد منهم كيف يزكي ماله، وهل الأموال التي هو منشبّها يمينًا ويسارًا كما يزعم في عقارات ومنشبها في أشياء باعتبار أنه ما عليها زكاة.

أكثر من يسأل عن قضايا تتعلق بالحقوق المالية هم الناس الذين زكاتهم ألفان، ألفان وخمسمائة، وامرأة عندها زكاة ذهب وكذا، أما الذين يملكون المليارات فأنا إلى الآن ما حصل لي الشرف أن يسألني أحد منهم كيف يزكي ماله، وهل الأموال التي هو منشبّها يمينًا ويسارًا كما يزعم في عقارات ومنشبها في أشياء باعتبار أنه ما عليها زكاة.

هذه ما سألوا عنها أبداً، قد يسأل آخرين لكن أنا كل يوم تمر عليّ أسئلة عن الزكاة كلهم من الناس الذين زكاتهم ألف، ألفان، خمسمائة ريال، وما أشبه ذلك، أما الذي زكاته تغني فقراء البلد فما رأينا أحدًا يسأل، ولو أخرجت هذه الزكوات لما بقي عندنا فقير، أليس كذلك؟.

فقراء، كلما صلينا فرضًا، أو صلينا جمعة استلم واحد من هؤلاء الفقراء ميمنة المسجد والآخر ميسرة المسجد يخطب يذكر حاجاته وفقره، وأمراضه وعلله وأوصابه، أين الأغنياء؟.

لو أعطاه عشر معشار الزكاة لأغناه وأولاده إلى أن يموت الجيل السابع من هؤلاء الأولاد، قرأت في تقرير أنه لو أخرجت الزكاة من الأغنياء في السعودية ومصر فقط لأغنت فقراء البلاد العربية جميعاً، كم عدد الفقراء عندنا؟، وكم عدد الفقراء في مصر؟، أين الزكاة؟، أين تذهب؟.

فالإنسان كلما ازداد ماله كلما ازداد شحًّا وإمساكاً وتقتيراً، إلا من رحم الله ولهذا قال الله : وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ [النساء:128]، وقال: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:9] علق به الفلاح؛ لأن الشح هنا مضاف إلى النفوس لشدة تمكنه منها وتعلقه بها، راسخ في النفس، ويحتاج إلى مجاهدة من أجل أن يتخلص الإنسان منه، وبهذا يرتقي في الدرجات العالية، فلا تظنن أنك إذا حصلت الأموال والثراء أنك فعلاً ستصل الرحم، وستغدق الأموال على الفقراء والمساكين، وتبحث عنهم وتعطيهم، أبداً، إلا من رحم الله ، هذا لا يحصل إلا لقليل من الناس، لنادر، من يعينه الله على نفسه، أما الآخرون فيكتب لهم من يكتب من القضاة، ومن أهل العلم في رجل في مسغبة في ديون غارق فيها، في وجوه، أيْ: رجل في جائحة فعلاً وحالته معروفة، ويبعث إلى بعض من يملكون الثراء الهائل فيعطيه أربعمائة ريال، ثلاثمائة ريال، بعد هذه الكتابات والخطابات، ومصدقة من قضاة، ثلاثة أو أربعة من القضاة يصدقون عليها، قضيته معروفة من أولها إلى آخرها، ثلاثمائة ريال، أربعمائة ريال، رجل في مسغبة كسره الفقر كسراً في حال يرثى لها ما عنده إلا بنات، الرجل في السجن أو يوشك أن يدخل السجن، ثلاثمائة ريال، الزكاة ما فيها منّة، أعطه من الزكاة.

هؤلاء الشباب الذين يبحثون عمن يزوجهم، ما عندهم مهر، لو أُعطي هذا عشرون ألفًا، ثلاثون ألفًا، أربعون ألفًا، ماذا تساوي بالنسبة لزكاة واحد من الأغنياء؟ ولا شيء، وهذا الشاب يتشحط في الديون، وسؤال الناس، ثم بعد ذلك لا يكاد يجد ما يكفيه، فالنبي ﷺ يقول: وقليل ما هم.

فلا يحدث الإنسان نفسه ويقول: سأجتهد وأكون غنيًّا من أجل أن أتصدق، لا، قالها أناس قبلك وما تصدقوا.

يقول: ثم قال لي: مكانك لا تبرح حتى آتيك، اجلس مكانك، وانطلق النبي ﷺ في سواد الليل حتى توارى، واختفى، يقول أبو ذر: فسمعت صوتاً قد ارتفع، فتخوفت أن يكون أحدٌ عرض للنبي ﷺ وفي رواية: أنه سمع لغطاً، فأردت أن آتيه فذكرت قوله: لا تبرح حتى آتيك، فلم أبرح حتى أتاني، وهذا يدل على كمال طاعة الصحابة للنبي ﷺ قال له: لا تبرح، لا تجتهد وتذهب، وتعرفون ما حصل في أحد لما قال النبي ﷺ للرماة الذين على الجبل، نهاهم أن يبرحوا عن مكانهم قال: ولو رأيتم الطير تتخطفنا، فلما رأوا الانتصار، ورأوا المشركين ينهزمون نزلوا من الجبل يتلقطون الغنيمة، فطاف خالد بن الوليد من وراء العسكر، ووقع ما وقع من الهزيمة للمسلمين.

علي بن أبي طالب لما بعثه النبي ﷺ في خيبر قال: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله ﷺ[3] دفعها إلى علي بن أبي طالب وأوصاه وقال له: انطلق ولا تلتفت، فلما مشى قليلاً وقف، ولم يلتفت، فنادى يا رسول الله، على أي شيء أقاتلهم؟ ما التفت، الالتفات كانوا ينضبطون فيه ما يلتفت بوجهه؛ لأن النبي ﷺ قال: لا تلتفت، انطلق، فوقف وقال: يا رسول الله، على أي شيء نقالتهم؟ ولم يلتفت إلى النبي ﷺ، كمال الطاعة.

فأين نحن؟ ألسنة تقع في الغيبة، عيون تقع على النظر إلى القنوات والمجلات وغير ذلك من صور النساء، وأسماع تقع على الحرام والمعازف، وأمور لا يرضاها الله -تبارك وتعالى- وأيدي تأخذ الربا وبطون تأكل الحرام.

يقول: فلم أبرح حتى أتاني، فقلت: لقد سمعت صوتاً تخوفت منه، فذكرت له، فقال: وهل سمعته؟ قلت: نعم، قال: ذاك جبريل أتاني، فقال: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، قلت: وإن زنى، وإن سرق؟...، ذكر الزنا والسرقة، وفي رواية ذكر الخمر أيضاً.

من أهل العلم من يقول: ذكر الزنا والسرقة باعتبار أن الزنا معصية تتعلق بحق الله -تبارك وتعالى، وهي من الكبائر فتشير إلى باقي الذنوب المتعلقة بحق الله، والسرقة معصية كبيرة تتعلق بحقوق الخلق والعدوان على أموالهم فيدخل فيها نوع المعاصي أو جنس المعاصي التي تتعلق بحقوق المخلوقين.

والذي يرِد على الألسنة كثيراً إذا ذكرت الذنوب والكبائر والمعاصي: الزنا والسرقة، لا زلنا نمثل بهذا، نعم، فالشاهد قال: وإن زنى وإن سرق؟، قال: وإن زنى وإن سرق، متفقٌ عليه.

وفي بعض الروايات أنه قاله ثلاثاً: وإن زنى وإن سرق؟، قال: وإن زنى وإن سرق، وإن زنى وإن سرق؟، قال: وإن زنى وإن سرق، وقال: وإن رغم أنف أبي ذر -[4].

وهذا يدل على أن الإنسان لا يخرج من الإسلام بفعل الكبيرة، كما أنه لا يخلد بالنار بفعل الكبيرة خلافاً لمذهب الوعيدية من المعتزلة والخوارج الذين يكفرون الناس بالكبائر، فالخوارج يقولون: يكفر، والمعتزلة يقولون: بمنزلة بين المنزلتين يسمونه الفاسق الملِّي ويقولون: إنه مخلد في النار، وهذا كله غلط، وهذا الحديث يدل على خلافه.

هذا يدل على أن الإنسان لا يخرج من الإسلام بفعل الكبيرة، كما أنه لا يخلد بالنار بفعل الكبيرة خلافاً لمذهب الوعيدية من المعتزلة والخوارج الذين يكفرون الناس بالكبائر، فالخوارج يقولون: يكفر، والمعتزلة يقولون: بمنزلة بين المنزلتين يسمونه الفاسق الملِّي ويقولون: إنه مخلد في النار، وهذا كله غلط، وهذا الحديث يدل على خلافه.

في قول جبريل للنبي ﷺ: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة هل المقصود أنه يدخل الجنة ابتداءً بمعنى ما يدخل النار أبداً؟ أو أنه بعد أن يعذب؟.

من أهل العلم من قال: ابتداءً، لكن هذا لمن؟ لمن حقق التوحيد لا يشرك بالله شيئاً، ليس له أهواء تنازعه، الله يأمره بشيء، والنفس والهوى تأمره بشيء فيطيع النفس والهوى، أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الجاثية:23].

فيكون عنده من أنوار التوحيد ما يبدد كل دواعي الهوى في النفس، ومن أهل العلم كالإمام البخاري من يحمل هذا على مثل من مات على توبة، وبعضهم يقول: يدخل النار يعذب، والأحاديث الصحيحة إذا جمعناها تدل على أن أقوامًا من هذه الأمة يدخلون النار، وكذلك أحاديث الشفاعة يشفع النبي ﷺ لأقوام قد صاروا حمماً في النار من المسلمين، فيخرجون منها، فيقلون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، هؤلاء من؟ هؤلاء ممن شهد ألا إله إلا الله، والنبي ﷺ يقول: دخلت امرأة النار في هرة[5].

وكذلك الرجل الذي كان على رحل النبي ﷺ ومتاعه وكذا لما مات في المعركة قُتل فقالوا: شهيد، فقال النبي ﷺ: إن الشملة التي غلها لتُسعَّر عليه في قبره[6].

شملة وهو يجاهد مع النبي ﷺ، إلى غير ذلك من الأحاديث التي تدل على أن الإنسان يدخل النار إذا قارف بعض الأعمال إلا إذا أدركه الله بلطفه ورحمته وغفر له، فيُجمع بين الأحاديث ولا يغتر الإنسان بمثل هذا.

الشاهد من الحديث في الباب هو ما يتعلق بأن النبي ﷺ يقول: ما يسرني أن عندي مثل أحدٍ هذا ذهباً تمضي عليّ ثلاثة أيامٍ وعندي منه دينارٌ... إلى آخر ما ذكر، هل نحن بهذه المثابة أو قريب من هذا أصلاً؟.

الله المستعان، فيحتاج الإنسان إلى مجاهدة النفس ومعرفة حقيقة الدنيا، وينظر في حال رسول الله ﷺ وفي حال أصحابه، وفي زهدهم بهذه الدنيا، الإنسان قد تكون الدنيا في يديه، قد يملك الكثير، الصحابة وُجد فيهم أغنياء، لكن الشيء المهم هو ألا تدخل الدنيا في قلبه، فتزاحم محبة الله وإرادة ما عنده، فينشغل بها وتغلب عليه الغفلة، هذا أمر.

والأمر الثاني: ألا يضيع حقوق الله ، وحقوق الخلق من الزكاة ومن النفقات على من أوجب الله عليه النفقة عليهم.

والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.

  1. أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب خرص التمر، (2/ 126)، برقم: (1482)، ومسلم، كتاب الحج، باب أحد جبل يحبنا ونحبه، (2/ 1011)، برقم: (503).
  2. أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب قول النبي ﷺ: ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا، (8/ 94)، برقم: (6444)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب الترغيب في الصدقة (2/ 687)، رقم: (94).
  3.  أخرجه البخاري، كتاب أصحاب النبي ﷺ، باب مناقب -علي بن أبي طالب- القرشي الهاشمي أبي الحسن (5/ 18)، برقم: (3702)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل علي بن أبي طالب (4/ 1871)، برقم: (2404).
  4. أخرجه البخاري، كتاب اللباس، باب الثياب البيض (7/ 149)، رقم: (5827)، ومسلم، كتاب الإيمان،  باب من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات مشركا دخل النار (1/ 95)، رقم: (94).
  5. أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب: خمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم، (4/ 130)، برقم: (3318)، ومسلم، كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، (4/ 2110)، برقم: (2619).
  6. أخرجه البخاري، كتاب الأيمان والنذور، باب: هل يدخل في الأيمان والنذور الأرض، والغنم، والزروع، والأمتعة، (8/ 144)، برقم: (6707)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم الغلول، وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، (1/ 108)، برقم: (115).

مواد ذات صلة