الجمعة 20 / جمادى الأولى / 1446 - 22 / نوفمبر 2024
الحديث على آيات الباب (2-2)
تاريخ النشر: ١٢ / شوّال / ١٤٢٧
التحميل: 1005
مرات الإستماع: 1938

قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ...}

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

ففي باب "ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين والمنكسرين والإحسان إليهم والشفقة عليهم والتواضع معهم وخفض الجناح لهم" أورد المصنف -رحمه الله- قول الله -تبارك وتعالى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ۝ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ [الضحى:9-10]، لا تقهر: يعني لا تدفعه عن حقه، لا تغلبه على حقه، وَالضُّحَى ۝ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ۝ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ۝ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ۝ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ۝ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ۝ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ۝ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى الضحى:1-8ذكر ثلاثة أشياء: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ۝ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ۝ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى هذه الأمور الثلاثة التي امتن الله بها على نبيه ﷺ، ذكر بعدها ثلاثة أشياء قال: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ۝ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ۝ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى:9-11]، فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَر، أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىقابل هذا بهذا، تذكر نعمة الله عليك حيث وجدك يتيمًا فآواك، ووجدك ضالاً فهدى، هنا قال: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ والسائل هنا يشمل السائل بنوعيه، السائل الذي يطلب المال فيكفيه ذل المسألة، فهو منكسر يحتاج إلى من يجبره، يجبر كسره وضعفه، ويمسح على آلامه، وليس بحاجة إلى من يزيده ذلًّا وهواناً على ذله ومهانته، ولهذا قال: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ والسائل أيضاً يشمل السائل الذي يسأل عن العلم، الذي يستفتي، وهذا أيضاً بحاجة إلى تعليم وتوجيه، فمثل هذا لا يحتاج إلى نهر.

فاليتيم لا يقهر ولا يكهر، لا يدفع عن حقه، ولا يغلب على حقه، وهذا اليتيم لضعفه لربما هان على بعض النفوس وزين لها الشيطان أن تغلبه على حقه؛ لأنه لا يستطيع أن يدفع عنه، لأنه ضعيف في قواه الجسمانية، وهو ضعيف في قواه المدركة، يعني ضعيف عقل، ضعيف إدراك، صغير، فيمكن أن يحتال عليه بأدنى الحيل، ويستلب حقه ويدفع عن حقه، ويغلب عليه؛ ولهذا جاء التشديد في حق اليتامى، وهكذا السائل فإنه بحاجة إلى تلطف وأن يصبر عليه، وعلى أذاه، وهذا أمر يحتاج معه إلى معالجة للنفوس، ومجاهدة لها؛ لأن كثيراً من السائلين سواء كان السؤال للمال أو كان السؤال عن العلم فإنه قد يلحف في السؤال عن المال، والله مدح فقراء المهاجرين فقال: لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا [البقرة:273] قيده بالإلحاف، والإلحاف كأنه من اللحاف يشتمل عليه الإنسان بمجموعه، فهذا كأن الملحف يسأل ويطلب من كل الجهات، وبكل أنواع السؤالات والطرق والوسائل، لا يترك طريقاً إلا طرقه؛ من أجل أن يسأل، فهذا يبعث على الضجر، ولهذا قال: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ، وقال: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى [البقرة:263] فيحتاج إلى صبر، قد لا يحسن السؤال، قد يأتي في أوقات غير مناسبة، قد يلح، وهكذا أيضاً السائل عن العلم قد يأتي في وقت غير مناسب، يحتاج إلى أن يصبر عليه ويتلطف به، قد يسأل بطريقة غير مناسبة، كثير من الناس لا يوفق لطريقة السؤال.

وانظر ما قص الله من خبر الخصمين في قصة داود ﷺ: وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ [ص:21]جاءوا وتسوروا في وقت خلوته ﷺ، إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ [ص:22]، انظر الطريقةفَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ [ص:22]، وهل سيحكم بغير الحق وهو نبي؟، وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ [ص:22]، يعني: هم الآن يريدون السؤال، ويوجهونه، يأمرونه، وينهونه، تسوروا المحراب، وجاءوا في وقت غير مناسب، ولم يدخلوا من الباب ثم يسألونه بهذه الطريقة، بصرف النظر عن هؤلاء، هل كانوا من الخصوم فعلاً، أو أن ذلك صُور له هكذا، وكانوا من الملائكة، كلام المفسرين معروف في هذا.

فقد يسأل الإنسان ويستفتي ولكنه يسأل في وقت غير مناسب، وأحياناً يلح بالاتصال، بعض الناس لا يمل، ولا يكل، يتصل ثلاثين اتصالاً متتابعًا، وأحياناً في ساعات متأخرة من الليل، الساعة الثانية وترد تقول: نعم، بعد ثلاثين اتصالا، بعد عشرين اتصال، بعد خمسة وعشرين اتصالا، نعم، عندي سؤال:

ما حكم وضع زيت الحشيش على الشعر؟

امرأة تسأل عن زيت الحشيش على الشعر، أنا ظننت أنه سؤال عن نازلة عن مصيبة، قالت: لو كان في مصيبة ما اتصلت عليك، وبهذه الطريقة، وبهذا الأسلوب، لو كان في مصيبة ما اتصلت عليك الساعة الثانية يبدو أن الذي يسهر يظن أن كل الناس يسهرون، أن كل الناس مستيقظون حتى الصباح، ففي معاناة، وبعضٌ يقول: الحكومة وضعتكم وتعطيكم رواتب، وأنتم لا تردون على التليفون، اتقوا الله، ويرسل رسائل، ويتكلم بكلام شديد، تتصل لي في بيتي ليس هذا هو عملي، فتجد أذى كثيراً من السائل، بل بعض المشايخ أطلعني على رسائل في الجوال شتم لماذا لا يرد؟! وبعضها لعن لماذا لا يرد على هذا المتصل؟!.

فأقول: هذا يحتاج إلى صبر عظيم، طريقة السؤال، ووقت الاتصال، ووقت المجيء، تسلم من الصلاة لا يمهلك، تقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام، إلا ويأتي، انتظر حتى ننتهي من الأذكار، وهكذا السائل يقوم أمام الناس في المسجد، الناس يقولون الأذكار ويخطب ويشكو الخالق على المخلوقين، هذا أمر لا يليق، ومع ذلك فلا تنهر، يكفيه ذل المسألة، يمكن أن يُوجه، ويُعلم، ويقال له: هذا لا يليق، هذا لا يصلح، الله يذكّر نبيه ﷺ بهذه الأمور، وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ، وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى قابله بقوله: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ، فيتحدث الإنسان بالنعمة لا يجحدها، وهذا الحديث بالنعم على نوعين:

النوع الأول: حديث مُجمل، فيقول: أنا بخير، أنا بنعمة، أنا بعافية، فهذا هو الحد الأدنى. 

النوع الثاني: هو الحديث المفصل، وذلك ليس بلازم، بعض الناس، يقول: أتخوف على نفسي من العين، نقول: لا داعي لأنْ تذكر التفاصيل، يكفي أن تقول: أنا بخير، أنا بنعمة، لكن المشكلة من يذكر غير هذا، هو في عافية، هو في خير، ويقول: أنا أبداً، دائماً تعبان، أنا دائماً مريض، أولادي هؤلاء دائماً -هم ليس بهم بأس، يخشى عليهم من العين- مرضى، أوضاعي المادية سيئة، أنا في وضع سيئ، أنا في مشكلات أسرية، وليس به بأس، يخشى من العين، بعض الناس هكذا، يدخل الاختبار ويخرج ويسأله زملاؤه كيف أديت الاختبار؟، يقول: لا تسأل لخبطت في الإجابات، وذهبت المعلومات، وتبخرت، وما عرفت كيف أجيب، ولا أعرف كيف ستكون نتيجتي، وأنا خائف من هذه المادة، ثم زملاؤه الضعفاء والمساكين يرثون لحاله، ولماذا يا فلان؟ وإن شاء الله تعالى تكون أمورك جيدة، ثم يتبين أنه حاصل على خمسة من خمسة، هذا موجود، لماذا تقول مثل هذا الكلام؟!، هذا إجرام، وتجده قبل الاختبار: أنا ما قرأت ولا ذاكرت ولا استطعت، وتعبان، ووجدت نفسي منغلقة عن القراءة، وحاولت أفتح الكتاب وما استطعت، والذين يعرفونه من قرب من يسكنون معه يقولون: لمدة أسبوعين لا تراه الشمس، حتى صلاة الجماعة ما يخرج، وهو يقول: أنا ما استطعت أن أقرأ، ولا أذاكر، هذا جحود وكفران للنعمة، لا يجوز، قل: أنا بخير الحمد لله، ولا داعي للتفاصيل، لكن أن يجحد النعمة فهذا لا، فالشاهد هنا في الضعفاء والمساكين وما إلى ذلك.

فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ۝ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ والنهر يعني أن يزجره، قد تكون العبارة أحياناً سليمة كأن يقول: إن شاء الله، أو يقول: أبشر، ولكنه يؤديها بطريقة تدل على نفس متوهجة فهذا هو النهر، هو يقول: إن شاء لله، لكن بطريقة عنيفة، يَشعر من هذا النطق، وهذه الحروف والأداء أنها صدرت من نفس محتدبة، هذا ما يجوز، هذا السائل بنوعيه نتلطف به، ويوجهه إذا أخطأ لكن من غير أن ينهر، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ إذا كان مجرد هذا الأداء الذي يقال له ذلك منهيًّا عنه، فكيف لو أنه تكلم بعبارات سيئة، كيف لو شتمه، لو دعا عليه؟، فهذا لا يجوز، والناس ينسون أنفسهم كثيراً حينما تحتدم النفوس فلا يضبطون ألسنتهم، فإذا حل الغضب غطى على العقل، فصدرت من الإنسان تصرفات غير الذي كان يقرره ويعتقده، فينسى نفسه، والله المستعان.     

قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ...}

يقول: وقال تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ۝ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ۝ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ [الماعون:1-3]، هذا المكذب بالدين مكذب بيوم القيامة، فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وجه الارتباط أن الذي لا يؤمن بالآخرة لا يراعي حرمة وحقًّا لأحد، هو لا يخاف من الله، ولا يحتسب في شيء من أعماله، ويرتجي به ما عند الله والدار الآخرة؛ لأنه لا يؤمن بالآخرة أصلاً، فهو يريد أن يستحوذ على كل شيء، فهو لا يراعي ضعيفاً، مسكيناً يتيماً، وإنما هو غليظ جاف جلف يدفع اليتيم، هذا الضعيف الذي ترق له القلوب السليمة الصحيحة، فهذا يدع اليتيم، يدفعه عن حقه دفعاً؛ لأنه لا يؤمن بعائدة ذلك، كما قال الله عن المنافقين من الأعراب:وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ [التوبة:98] يعني: هذا الذي يخرجه يشعر أنه مغرم، لا يرجو عائدته، لا ينتظر في الآخرة أن يرجع إليه منه شيء، فهو مغرم، إذاً هذا الذي يكذب بالدين هو الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين، إذا كان لا يحض على طعام المسكين فكيف يطعم المسكين؟، ولهذا قال الله فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:4-5]، ساهون عنها يعني لا يصلي على قول الجمهور من المفسرين، ما قال: ساهون فيها، وقد مضى الكلام على هذا في درس خاص، وأن ذلك يشمل الجميع، لكن المعنى المتبادر عن الذي قاله كثير من السلف فمن بعدهم: ساهٍ عنها: لا يصليها، أو يترك الصلاة حتى يخرج الوقت كصلاة المنافق، يصلي آخر الوقت، ينقرها نقراً، فهو لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ۝ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ  [الماعون:4-7]، فهو مُراءٍ كما قال النبي ﷺ، يصلي آخر الوقت تلك صلاة المنافق، يعني إذا أوشكت الشمس على الغروب نقرها، وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ الماعون يشمل كل ما لا يتضرر ببذله، يمنع الماعون يعني الآن لو طُلب منه أدنى الأشياء سكين يقطع بها، مفتاح للعلب، طُلب منه كبريت، طُلب منه إناء، شيء لا يتضرر به، مطرقة، فأس، لا يتضرر لبذله، لا يَنقص منه شيء، يمتنع، يمنعون الماعون، ما لا يتضررون ببذله كله داخل في هذا، إذا كان هذا يمنع الماعون فإذاً ما فوق الماعون هو من باب أولى يمنعه أليس كذلك؟، إذا كان يمنع الأشياء التي لا يتضرر ببذلها، إنسان ما يخرج منه شيء، تقول له: كم الساعة؟، بخيل عليك بالجواب، فمثل هذا كيف سيبذل المال؟! فهذا الذي يكذب بالدين، ولذلك انظر إلى هؤلاء الباطنية في بلاد الشام هم يكذبون بالدين؛ لأن عقيدتهم أصلا لا يؤمنون باليوم الآخر، فهل ستظن أنه سيرحم طفلاً أو امرأة أو شيخاً؟؛ ولهذا يذبحون هؤلاء الأطفال ذبح النعاج، يذبحون النساء، يعذبون الناس بطرق عجيبة، ويقتلونهم قتلاً بشعاً؛ لأنهم لا يؤمنون بالدين، لا يؤمنون بالله، ولا باليوم الآخر أصلاً، يعني اليهودي والنصراني يؤمن بالله واليوم الآخر، لكن هذا لا يؤمن بالله، ولا باليوم الآخر فماذا تنتظر منه؟، هو يرى أن هذه الحياة فرصة أن يفعل ما يحلو منه، وما تمليه عليه نفسه السيئة، فنفوسهم أسوأ النفوس -هؤلاء الباطنية- فإذا تمكنوا فعلوا هذه الأفاعيل، وهذا عبر التاريخ، وهذا الذي يجري في الشام لا جديد فيه، الأسماء فقط تغيرت، بشار، فقط الاسم، لكن إن يسر الله أتيتكم بأشياء نفس الأفاعيل لكن بأسلحة تقليدية، بالسكاكين والخناجر والسيوف، لكن الأسماء فقط تختلف، فلا جديد إطلاقا فيما يجري، لكن الشيء الجديد أن هؤلاء تمكنوا في بلاد الشام، وترأسوا فيها، في السابق ربما صارت لهم رئاسة كما في دولة العبيديين، أو كانوا يهجمون على البلاد حينا بعد حين، يغيرون عليها، ثم الآن سلطهم الله على رقاب الناس في بلاد الشام.   

فنسأل الله أن يعجل بإهلاكهم، وأن يجعل ما يجري سبباً لزوالهم، وفنائهم ومن والاهم، ومن عاضدهم وناصرهم، إنه عزيز حكيم، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.

مواد ذات صلة