الأحد 20 / جمادى الآخرة / 1446 - 22 / ديسمبر 2024
(140) الدعاء بعد التشهد الأخير قبل السلام تتمة حديث اللهم بعلمك الغيب "والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة..." [4]
تاريخ النشر: ١٩ / جمادى الآخرة / ١٤٣٥
التحميل: 2810
مرات الإستماع: 1952

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

فنختم الحديثَ على ما جاء في هذا الدُّعاء عن رسول الله ﷺ مما يُقال في الصَّلاة، وهو قوله: اللهم بعلمك الغيب، وقُدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياةَ خيرًا لي، وتوفّني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، اللهم وأسألك خشيتَك في الغيب والشَّهادة، وأسألك كلمةَ الحقِّ في الرِّضا والغضب، وأسألك القصدَ في الفقر والغنى، وأسألك نعيمًا لا ينفد، وأسألك قُرَّة عينٍ لا تنقطع، وأسألك الرِّضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذّة النَّظر إلى وجهك، والشّوق إلى لقائك[1]، بلغنا هذا الموضع في الكلام على هذا الحديث، وأنَّ ابن القيم[2]-رحمه الله- ذكر أنَّه قد جمع في هذا الدُّعاء العظيم بين أطيب ما يكون في الدنيا؛ وهو الشّوق إلى لقاء الله -جلَّ جلاله وتقدَّست أسماؤه-، مع أطيب ما يكون من النَّعيم واللَّذات في الآخرة؛ وهو النَّظر إلى وجهه الكريم، كلّ ذلك قد مضى الكلامُ عليه.

وكذا أيضًا الكلام على الرِّضا بعد وقوع القضاء، وأنَّ هذا هو الرضا الحقيقي، وإلا فما دونه فهو عزمٌ على الرضا، فإنَّ الرضا إنما يتحقق بعد وقوع القضاء، وإلا فقد يعزم وينفسخ عزمه، فهنا سُئل الرِّضا بعد المقضي.

وقد ذكر الحافظُ ابن القيم[3] -رحمه الله-، وذكر قبله شيخُ الإسلام[4] هذا المعنى، وأشار ابنُ القيم -رحمه الله- إلى أنَّ المقدورَ يكتنفه أمران: الاستخارة قبل وقوعه، والرِّضا بعد وقوعه، وأنَّ من سعادة العبد أن يجمع بينهما؛ يستخير، ثم بعد ذلك إذا وقع المقضي فإنَّه ليس أمامه إلا الصَّبر، فإن ارتقى فإنَّه يصل إلى حال الرِّضا.

وقوله ﷺ: والشّوق إلى لقائك، فالشّوق إلى لقاء الله -تبارك وتعالى- هو من مُقتضيات المحبَّة التي هي من أعظم وأجلّ مراتب العبودية، وهذه المحبّة لازمة، وهي من المقامات الواجبة، وإن كان الناسُ يتفاوتون في ذلك تفاوتًا كبيرًا.

وإذا كان الشوقُ إلى لقاء الله -تبارك وتعالى- يعني: سفر القلب إلى طلب محبوبه؛ فيكون القلبُ ينزع إليه، ويتوق إلى لقائه، كما يقول الحافظُ ابن القيم[5] -رحمه الله-، هذه مرتبةٌ إنما تكون لمن كان مُحققًا للإيمان، وكان على حالٍ مرضيّة، وعلى حالٍ من استحضار مُراقبة الله -تبارك وتعالى-، مع معرفته معرفةً صحيحةً بأسمائه وصفاته، فمَن عرف الله هذه المعرفة الصَّحيحة أحبَّه من كل قلبه، ولم يعد في قلبه محبّة تُزاحم محبّته، وصار لقاؤه -تبارك وتعالى- أحبّ الأشياء إلى قلبه، وهنا يسأل هذه المنزلة: الشّوق إلى لقاء الله -تبارك وتعالى-، فهذا إنما يكون لأهل المحبّة، فصاحب المحبّة قلبُه لا يفتأ ولا يهدأ؛ لأنَّه في حالٍ من الشوق إلى محبوبه.

هذا كلّه كما قال النبيُّ ﷺ مُبينًا لقيدٍ يُقيد به ما مضى، أو بعض ما مضى: في غير ضرَّاء مُضرّة، ولا فتنة مُضلّة.

فهنا قوله ﷺ: في غير ضرَّاء، أي: شدّة مضرّة، فإنَّ الشَّدائد لا بدَّ من تواردها على العبد، فإنَّ هذه الحياة الدنيا إنما هي دار الكبد، وهذا كما قال شيخُ الإسلام[6] -رحمه الله-، مثل: الحرّ والبرد، لا بدَّ منه، فالكلّ يُكابد، والكل يلقى ما يلقى في هذه الحياة الدنيا؛ لأنَّها دار الكبد، والتَّعب، والعناء، والنَّصب، وإنما الراحة في الجنَّة.

فهنا قيّد هذه الضَّراء بهذا القيد وبهذا الوصف، قال: في غير ضرَّاء مُضرّة، فهذه الضَّراء المضرّة هي التي قد تحمل مَن حلَّت به إلى تمني الموت، فيتمنى الانتقال من هذه الدار ومن هذه الحياة.

بعض أهل العلم يقولون: إنَّ الجار في قوله: في غير ضرَّاء مُضرّة مُتعلّق بقوله: والشّوق إلى لقائك، يكون المعنى: يعني: أعنِّي، أسألك شوقًا إلى لقائك لا يُؤثر في سيري وسلوكي إليك، سلوكي الصِّراط المستقيم في هذه الحياة الدنيا، بحيث يمنعني عن ذلك، أو أن يضرّني، يعني: أن يُصاحب ذلك ضرَّاء مُضرّة.

ويحتمل أن يكون قوله: في غير ضرَّاء مُضرّة، ولا فتنة مُضلّة أن يكون مُتعلِّقًا بقوله: أحيني ما كانت الحياةُ خيرًا لي، وتوفّني ما كانت الوفاةُ خيرًا لي.

فلا يبعد -والله تعالى أعلم- أنَّ هذه المعاني مُجتمعة مُرادة، وإن كان المعنى الثاني أوضح، فإذا أردنا أن نجمع هذه المعاني فيُقال: إنَّ قوله: في غير ضرَّاء مُضرّة يعني: باعتبار ما سبق، فهو يقول: أحيني ما كانت الحياةُ خيرًا لي، وتوفّني ما كانت الوفاةُ خيرًا لي.

علَّمنا النبيُّ ﷺ ألا يتمنّى أحدٌ الموتَ لضرٍّ نزل به، وعلَّمنا ﷺ أنَّ المؤمن إن كان ولا بدَّ فإنَّه يقول: اللهم أحيني ما علمت الحياةَ خيرًا لي، وتوفّني ما علمت الوفاةَ خيرًا لي، إذا نزلت به الأوصاب، اعتلَّ بدنه، نزلت به مُصيبة، ونحو ذلك، لا يجوز له أن يتمنّى الموت؛ لأنَّه لا يدري، فلعلّ الحياة تكون خيرًا له، فلا يكون ذلك -يعني: تمني الموت- إلا إذا كان يخشى من الفتنة في الدِّين، فلا يكون ذلك على سبيل الجزع بسبب ما ناله في بدنه، أو ماله، أو أهله، أو ولده، أو نحو ذلك، فليس له أن يتمنّى الموت.

فهنا: أحيني ما علمت الحياةَ خيرًا لي، وتوفّني ما علمت الوفاةَ خيرًا لي، هذا الدُّعاء يقوله، وكذلك: أسألك الشَّوق إلى لقائك في غير ضرَّاء مُضرّة، يعني: لا يصدر عني ذلك، هذا الطلب، وكذلك الاشتياق إلى لقاء الله ؛ ولذلك يقتضي أنَّه ينتقل من هذه الدار حال كونه قد ابتُلي بضرَّاء مُضرّة، أو فتنة مُضلّة.

فهذا كأنَّه -والله تعالى أعلم- مُراعى في هذا الدُّعاء، فهو يسأل ربَّه هذه الأمور، لكن لا على أن يكون ذلك مع أو بسبب ضرَّاء نزلت به، أو فتنة قد حلَّت، وإنما يطلب ذلك من باب أنَّها مقامات عالية للعبد، فهو يسألها، يسأل ربَّه ذلك، لا تخلُّصًا من شدَّةٍ، ولا خوفًا من فتنةٍ قد نزلت ووقعت.

وقوله ﷺ هنا: ولا فتنة مُضلّة، الفتنة معروفة، لكنَّها قيّدت هنا بالمضلّة؛ لأنَّ الفتنَ لا يخلو منها الإنسانُ، والله قال: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ [التغابن:15]، فالأموال فتنة، والأولاد فتنة، وما يحصل للإنسان أيضًا من أمورٍ من ثناء الناس هذا فتنة، وكذلك وسائل الإعلام هذه الجديدة فتنة، الأضواء فتنة، الشُّهرة فتنة، والولايات والمناصب وما إلى ذلك فتنة، الزَّوجة قد تكون فتنةً لزوجها، لكن هذه الفتن نُلابسها، ونُواقعها.

النبي ﷺ قال: صدق الله: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ[7]، لما جاء الحسنُ أو الحسينُ وهو يخطب على المنبر، فنزل وضمَّه إليه .. إلى آخره، وقرأ هذه الآية.

فهؤلاء الأولاد لا شكَّ أنَّ محبَّتهم تعلق بالقلب، فلا يخلو الإنسانُ من مُلابسة فتنةٍ؛ ولهذا جاء عن بعض السَّلف -كابن مسعودٍ رضي الله تعالى عنه- أنَّ المؤمنَ يدعو حين، أو يستعيذ من مُضلات الفتن، ولا يقل: "أعوذ بالله من الفتن"؛ لأنَّ ماله وولده فتنة، مع أنَّ هذا القولَ يمكن أن يُناقش، أو يُقال: ليس على إطلاقه، يعني: بمعنى هل يلزم إذا استعاذ المستعيذ أن يقول: "أعوذ بالله من مُضلات الفتن"[8]، أو يقول: "أعوذ بالله من الفتن"، هو يستعيذ بالله من الفتن، فماله وولده .. إلى آخره هي فتنة، فهو يخشى أن يضرّه ذلك في دينه.

والله قد ذكر ذلك في سياقٍ معينٍ في الهجرة حينما تأخَّر بعضُ أصحاب النبي ﷺ عن الهجرة بسبب زوجه وولده، قالوا: إلى مَن تتركنا؟ فرقَّ لهم وجلس، ثم بعد ذلك لما هاجر بعد حينٍ ووجد أنَّه قد سُبِقَ بمعرفة شرائع الإسلام وحقائق الدِّين والإيمان وما إلى ذلك، فهمَّ بمُعاقبتهم، فهذا جاء في أسباب النُّزول، وإن كانت الرِّواية لا تخلو من ضعفٍ.

فالمقصود أنَّ هؤلاء الأولاد والزَّوجة قد يُطالبونه بأشياء تشغل قلبَه، وقد يشغلون قلبَه عن ذكر ربِّه -تبارك وتعالى-، وقد يُطالبونه بما لا يحلّ؛ فيتنازل عن بعض ثوابته، أو مبادئه، فيقع في محظورات، فإذا قال الإنسانُ: "نعوذ بالله من الفتن" فهذا معنى واضح.

هذا بالإضافة إلى أمرٍ آخر، وهو أنَّ القائلَ حينما يقول: "أعوذ بالله من الفتن"، فإنما يقصد بذلك الفتن التي يحصل بها الضَّرر والإضلال، ومن ثم إذا قال: "أعوذ بالله من الفتن" لا يُقال: إنَّ هذا الكلامَ فيه محظور، لكن لو أنَّه قيَّده، قال: "أعوذ بالله من مُضلات الفتن"، فهذا أوضح، والله -تبارك وتعالى- أعلم.

فهنا هذه الفتنة المضلّة هي التي تُوجب الانحراف عن الصِّراط المستقيم، ومن ثم فإنَّ كمالَ هذا المطلوب؛ وهو الشّوق إلى لقاء الله ، وطلب النَّظر إلى وجهه الكريم، إنما يكون كمالُه كما يقول الحافظُ ابن القيم -رحمه الله-: "موقوفًا على عدم ما يضرّ في الدنيا: ضرَّاء مُضرّة، أو يفتن في الدِّين، وهي الفتنة المضلّة، فيكون سالـمًا من ذلك كلّه، لكنَّه يتطلع إلى لقاء ربِّه، ويشتاق إليه، وإلى النَّظر إلى وجهه الكريم"[9].

والمقصود أنَّ الشّوقَ إلى لقاء الله يستلزم الرغبة في الموت، ولا بدَّ؛ لأنَّ ذلك لا يتحقق إلا بعد موته، وإنما يقع تطلب ذلك أو الدّعاء به كثيرًا لوقوع ضرَّاء مُضرّة في الدنيا، أو فتنة مُضلّة في الدِّين، فهو يقول: يا ربّ، أنا أسألك هذا، لكن من غير مُلابسةٍ لهذه المخاوف من الضَّراء، أو الفتنة، فأهل الدُّنيا يتمنّون الموتَ بسبب الضرَّاء المضرّة في المال، أو في الولد، أو في النَّفس، وأهل الدِّين يتمنّون الموتَ بسبب الفتن المضلّة، فهو يخاف أن يقع في شيءٍ من ذلك، أو يُفتن.

فهنا سأل تمني الموت إذا حملناه على الأول خاليًا من هذين الحالين، وإنما يكون ناشئًا من محض محبّة الله -تبارك وتعالى- والشّوق إلى لقائه، وهذا كان حال كثيرٍ من السَّلف؛ يُروى عن أبي الدَّرداء أنَّه قال: "أُحبُّ الموتَ اشتياقًا إلى ربي"[10].

اللهم زيِّنا بزينة الإيمان يعني: بثباته وزيادة ثمراته من حُسن العمل وما إلى ذلك: زيِّنا بزينة الإيمان، وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ [الحجرات:7]، ولا شكَّ أنَّ الإيمانَ يزين في القلب كما أنَّه يزين أهله، يُزينهم في بواطنهم بخلوصهم من الإشراك الذي هو أقبح من القبح نفسه، وكذلك يُزينهم ويجملهم في أعمالهم وأقوالهم وأحوالهم، ويُجملهم في ظواهرهم.

ألا ترى أنَّ الكافرَ حينما يُسلم يُشرق وجهُه، وتتغير ملامحه ومعالمه؟

ألا ترى أنَّ الرافضي يكون في حالٍ لا يُطاق النَّظر إلى وجهه، فإذا استقام على الصِّراط المستقيم وتاب من هذه الضَّلالات؛ أشرق وجهه، وتغيّرت معالم وتقاطيع الوجه تمامًا، تتحول؟ فهذا أمرٌ مُشاهَدٌ.

فالإيمان يزين أهله، وتجد الإنسان الذي يُبتلى بالكبائر والجرائم والفواحش والمخدرات وما إلى ذلك؛ يكون مُظلم الوجه، تظهر جرائمه على وجهه، فإذا تاب وأناب إلى الله أشرق وجهه وتغيّر، حتى إنَّه يلقى مَن قد عرفه فلا يعرفه؛ لما حصل عليه من التَّغير التَّام، فتحولت تلك الظُّلمة إلى إشراقٍ، وهذا أمرٌ مُشاهَدٌ.

وقد رأينا أناسًا لم نعرفهم، والمدّة الزمنية كانت لا تتجاوز سنة واحدة، فيحتاج أن يُعرِّف بنفسه، وأن يذكر حينما جاء في المرة الأولى قبل شهور، أو قبل سنة كان وجهُه مُظلمًا، فلمَّا استقامت أحواله وتاب إلى الله -تبارك وتعالى- إذا به في غاية الإشراق، هذا أمرٌ مُشاهَدٌ.

واجعلنا هُداةً مُهتدين "هُداة" جمع هادٍ، يعني: اجعلنا هادين إلى سبيلك، يكون الإنسانُ هاديًا في نفسه، ويكون هاديًا لغيره، ويكون مُهتديًا في نفسه، وهذا هو الكمال، فإنَّ الناسَ منهم مَن يكون مُهتديًا في نفسه، ولكن هذا الاهتداء يكون ناقصًا؛ لأنَّه ترك الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر الذي علَّق اللهُ الفلاحَ به: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104]، وهذه الدَّعوة إلى الله -تبارك وتعالى-، فالدَّعوة تشمل هذا وهذا.

وكذلك من الناس مَن يكون هاديًا لغيره، ولكنَّه غير مُهتدٍ في نفسه: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [البقرة:44]، فهو يأمر الناسَ بالصَّلاة ولا يُصلي، يأمرهم بالعفاف ولا يكون عفيفًا، يأمرهم بالخير ولا يفعله، وهكذا، فهذا لا شكَّ أنه نقصٌ، ويدلّ على قلّة البصر والعقل والدِّين، وإنما الكمال فيمَن كان مُهتديًا وهاديًا.

ومن الناس -نسأل الله العافية- مَن لا يكون لا هذا ولا هذا، وهو الصنف الرابع، وهو أسوأ هؤلاء حالاً، لا يكون مُهتديًا في نفسه، ولا يدلّ أحدًا على الخير، لا يأمر أحدًا بمعروفٍ، ولا ينهى عن منكرٍ.

وينبغي على العبد أن يُحقق هذه الأوصاف، فهذا هو الكمال: أن يكون عالـمًا بالحقِّ، مُتَّبِعًا له، مُعلِّمًا لغيره، مُرشِدًا له، فهذا معنى: واجعلنا هُداةً مُهتدين.

هذا، وأسأل الله -تبارك وتعالى- أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هُداةً مُهتدين.

والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.

  1. أخرجه النَّسائي: كتاب السَّهو، نوعٌ آخر من الدُّعاء، برقم (1305)، وأحمد في "المسند"، برقم (18325)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"، برقم (1301).
  2. "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" (1/29).
  3. "إغاثة اللهفان" (1/28).
  4. "مجموع الفتاوى" (10/37).
  5. "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين" (2/68).
  6. "مجموع الفتاوى" (22/151).
  7. أخرجه أبو داود: تفريع أبواب الجمعة، باب الإمام يقطع الخطبة للأمر يحدث، برقم (1109)، والترمذي: أبواب المناقب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما-، برقم (3774)، والنَّسائي: كتاب الجمعة، باب نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه من الخطبة، وقطعه كلامه ورجوعه إليه يوم الجمعة، برقم (1413)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"، برقم (1016).
  8. انظر: "تفسير ابن رجب الحنبلي" (2/209).
  9. انظر: "إغاثة اللهفان" (1/28).
  10. "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" (1/217).

مواد ذات صلة