الخميس 19 / جمادى الأولى / 1446 - 21 / نوفمبر 2024
(100) دعاء الاستفتاح " إن صلاتي ونسكي "‏
تاريخ النشر: ٢٨ / ربيع الأوّل / ١٤٣٥
التحميل: 2305
مرات الإستماع: 1835

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

تحدّثنا في الليلتين الماضيتين عن قول المصلِّي في دُعاء الاستفتاح: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [الأنعام:79].

وفي هذه الليلة نتحدَّث عن جُمَلٍ مما تضمّنه هذا الذكر والدُّعاء؛ وذلك قوله: إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163].

إِنَّ صَلَاتِي لما قال هنا: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قال: إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي، فيه شائبة تعليلٍ، فهو لما قرّر أنَّه مُتوجّه إلى الله -تبارك وتعالى- وحده، وأنَّه لا يُشرك به غيره، يقول: إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، كيف أُشرك بمَن كانت حياتي ومماتي ونُسكي له؟! هكذا قال بعضُ أهل العلم؛ وذلك يظهر وجهه على أحد المعاني التي يُفسّر بها قوله: إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

فقوله: إِنَّ صَلَاتِي الصَّلاة معروفة، وهي تلك العبادة ذات الركوع والسُّجود، ويدخل في ذلك الفرض والنَّفل، فإنَّ (صلاة) مُفرد مُضاف إلى معرفةٍ، وهو ياء المتكلم، والمفرد إذا أُضيف فإنَّ ذلك يُكسبه العموم: إِنَّ صَلَاتِي يعني: صلواتي، لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي [الممتحنة:1] يعني: أعدائي، فـ(عدو) هنا مُفرد أُضيف إلى الياء، ضمير، والضَّمائر معارف، فصار ذلك للعموم.

إِنَّ صَلَاتِي يعني: صلواتي جميعًا، الفرض منها والنَّفل، وهذه الصَّلاة ذُكرت أولاً لأنَّها أجلّ العبادات، وهي الركن الأول بعد الشَّهادتين، فإنَّ الشَّهادتين هما الركن الأول من أركان الإسلام، ثم يأتي بعد ذلك الصَّلاة، وهي عماد الإسلام، هي العمود، فإذا ذهب العمودُ فإنَّه لا بقاءَ ولا قيامَ لدين المرء بغيرها: إِنَّ صَلَاتِي كلّها لربي، يعني: أنَّه لا يُصلي لغير الله -تبارك وتعالى-، لا باعتبار التَّقرب إلى معبودٍ سواه، يُصلِّي له، من صنمٍ، أو قبرٍ، أو نحو ذلك، كما يفعل المشركون؛ يُصلون لغير الله -جلَّ جلاله وتقدَّست أسماؤه-.

وَنُسُكِي النُّسك جمع نسيكة، وأصل النُّسك العبادة، تقول: فلان مُتَنَسِّكٌ، يعني: مُتعبدٌ، وفلان صاحب نسكٍ، وفلان من النُّسَّاك، يعني: من العُبَّاد.

والنَّسيكة يقولون: هي الفضّة المذابة المصفَّاة، صافية ونقية من كل شوبٍ، وتُقال النَّسيكة أيضًا لما هو أعمّ في المعنى، يعني يُقال: "النُّسك" لكلِّ ما يُتقرَّب به إلى الله ، يعني: كلّ ما يُتعبَّد به ويُتقرَّب، كل أنواع القُربات يُقال لها: نُسك.

ونحن نعرف أنَّ أعمالَ الحجِّ مثلاً يُقال لها: المناسك، وهي: الطَّواف، والسَّعي، والوقوف بعرفة، والمبيت بمُزدلفة، والبقاء في منى، والمبيت بها، ورمي الجمار، فكلّ هذه يُقال لها: مناسك.

فالنُّسك -أيّها الأحبّة- يُطلق بإطلاقٍ عامٍّ واسعٍ، فتجدون في كتب اللغة، والفقه، وشروح الحديث، والتفسير عند تفسير هذه الآية: إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين.

فهذه اللفظة (النُّسك) تأتي لمعنًى عامٍّ كبيرٍ، وهو كلّ ما يُتقرَّب به إلى الله -تبارك وتعالى-، ويُطلق تارةً على معنًى أخصّ، وهذا المعنى الأخص تارةً يُقال للحجِّ؛ فالحجّ يُقال له: النُّسك، فلان أدَّى النُّسك، أي: ذهب لأداء النُّسك، وكذلك العمرة، تقول: حلق شعره في نسكٍ، ونحو ذلك، فهذا شاع في الاستعمال، وهو إطلاقٌ لا إشكالَ فيه، ويُطلق على معنًى أخصّ من ذلك.

فصار عندنا معنًى كبيرٌ، وهو معنى صحيح، وهو كلّ ما يتقرّب به إلى الله، وعندنا معنى متوسّط، وهو الحجّ بجميع أعماله، بما في ذلك الهدي، وعندنا معنى أخصّ -وهو رقم ثلاثة-، وهو الذَّبائح من الهدي والأضاحي، فالذَّبائح يتقرّب بها إلى الله، والمشركون يتقرَّبون إلى معبوداتهم بذبح الذَّبائح ونحرها.

وإذا قرأتم في مثل كتاب: (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام)، وهذا كتابٌ كبيرٌ، بنحو عشرة مجلدات، ذكر فيه كلّ ما يتَّصل بأحوال العرب على طريقةٍ مُنظَّمةٍ ومُرتَّبةٍ، وغاية في الترتيب والتَّبويب، فإذا نظرتَ إلى المواضع التي يتقرّب العبدُ بها إلى معبوداتهم بالذبح، تجد أنَّه كان عندهم أماكن مخصصة للقبائل، يقصدونها، ويذهبون إليها، وتعرفون الرجل الذي سأل النبيَّ ﷺ أنَّه نذر أن ينحر إبلاً ببوانة، فسأله النبيُّ ﷺ عن هذا المعنى قائلاً: هل كان فيها وثنٌ من أوثان الجاهلية يُعبد؟ قالوا: لا. قال: هل كان فيها عيدٌ من أعيادهم؟ قالوا: لا. قال رسولُ الله ﷺ: أوفِ بنذرك؛ فإنَّه لا وفاءَ لنذرٍ في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم[1].

فحينما تنظرون إلى أعمال المشركين تجدون مواضع يقصدونها، ويُسافرون إليها، في نواحٍ في جزيرة العرب، وهذه مواضع للذَّبح عندهم، يتقرَّبون بالذَّبائح والنَّحائر لمعبوداتهم وأصنامهم: اللَّات والعُزَّى ومناة، ونحو ذلك، كلٌّ بحسبه، وبما أملى عليهم الشَّيطان.

فالنَّسائك: هي الذَّبائح يُتقرَّب بها، فأهل الإيمان يتقرَّبون إلى الله؛ لأنَّه لا يجوز التَّقرب بالذَّبح لغير الله، فالذي يذبح للصنم مُشركٌ، والذي يذبح لصاحب القبر مُشركٌ، والذي يذبح للجنِّ مُشركٌ، فمن الناس مَن إذا بنى دارًا أمره الساحر، أو الكاهن، أو نحو ذلك: أن يذبح على عتبتها شاةً، أو معزًا، أو ديكًا أسود، أو نحو ذلك، فهذا إنما يفعلونه للجنِّ، ويأمرونهم بأشياء في تفاصيل معروفة عند هؤلاء الأشرار، وهذا كلّه من الإشراك بالله .

وكان أيضًا هؤلاء يتلاعبون بالناس؛ إذا حفروا بئرًا أمروهم أن يذبحوا على شفا هذه البئر؛ من أجل ألا تُغوِّرها الجنُّ بزعمهم، فيذبحون.

فهذا كلّه من الشِّرك الأكبر المخرج من الملّة -نسأل الله العافية-، ويقع فيه بعض الجهلة، ويقع فيه أهلُ الإشراك عمومًا، وهو كلّه من الشِّرك الأكبر.

إذًا النُّسك والنَّسيكة يُقال للذَّبيحة؛ ولهذا جاء عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- أنَّه قال: النُّسك هاهنا إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي أنَّه الذَّبائح[2].

وجاء عنه المعاني الأخرى: فقال مرةً: الدِّين[3]، والحجّ[4]. فذكر الإطلاقات الثلاثة، وهي إطلاقات صحيحة، تجدونها في كلام السَّلف، وهم عربٌ خُلَّص؛ ولهذا فإنَّ من أهل العلم مَن حمله هنا على أعمّ المعاني، فيدخل في ذلك الحجّ، ويدخل في ذلك الذَّبائح، وهذا أحسن في التَّفسير -والله تعالى أعلم-؛ لأنَّه ينتظم هذه الأقوال؛ ولهذا قال الزجاج: "النُّسك: كلُّ ما تُقُرِّب به إلى الله ، إلا أنَّ الغالبَ عليه أمر الذَّبح"[5]، فهو لم يُنكر أن الغالب في الإطلاق هو الذَّبائح، فيكون ذلك في عُرف الاستعمال، يعني: أنَّه خصَّه العُرف بالذَّبائح، وإلا فإنَّ الأصل أنَّه يشمل هذا وغيره، فكلّ ذلك يُقال له: نُسك، فإذا حملناه على المعنى العام: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي يعني: تقرُّبي وعبادتي، كلّ ذلك لربي وخالقي -جلَّ جلاله وتقدَّست أسماؤه-.

وإذا قلنا بأنَّ المرادَ به الذَّبائح، فيكون معنى: وَنُسُكِي أي: وذبيحتي. وهذا مَن ذهب إليه يستدلّ بقوله -تبارك وتعالى-: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]، "وانحر" فُسِّر بمعنًى بعيدٍ، وهو: وضع اليدين على الصَّدر قريبًا من النَّحر في القيام في الصَّلاة. ولكن هذا كما سبق في التَّعليق على التَّفسير أنَّه معنًى بعيدٌ، ولكن الذي عليه الجمهور: النَّحر هو: ما يُتقرّب به من النَّحائر، فتكون الذَّبائح والنَّحر -كما هو معلوم- في غالب الاستعمال في الإطلاق: إنما يُقال لنحر الإبل، وأمَّا البقر والغنم فإنَّها تُذبح، فيُقال: ذبحتُ الشاة، ونحرتُ الناقة، ولا يُقال في غالب الاستعمال: ذبحتُ الناقة، وذبحتُ الجمل، ونحرتُ الشَّاة، مع أنَّه يصحّ من حيث اللغة، يعني: مَن قال ذلك وعبَّر به لا يُقال: إنَّه غلط، بل صحيحٌ، إلا أنَّه قليلٌ في الاستعمال.

فهنا إذًا: إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي تقرُّبي، أو ذبيحتي، وفَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ هذا ذكر الصَّلاة والنَّحر، مما يُؤيد تفسير "صلاتي ونُسكي" بأنَّ المراد: ذبيحتي، فهذا معنى صحيح، يشهد له القرآن، إلا أنَّه لا يُنفى ذلك عمَّا عداه؛ ولماذا ذكر الصَّلاة والذَّبح والعبادات كثيرةٌ؟ إذا فُسِّر بالذبح، وإلا إذا قيل بأنَّ النُّسك هو العبادة؛ يكون من باب عطف العام على الخاصِّ، يعني: الصَّلاة هي جزءٌ من العبادة، صلاتي وعبادتي لك؛ لأهمية الصَّلاة خصَّها، فإنَّ ذكر الخاصّ بعد ذكر العام أو العكس يدل على أهمية هذا الخاصّ، أفرده من بين سائر أفراد العام، كما في قوله: مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ [البقرة:98]، فجبريل وميكال -عليهما الصَّلاة والسلام- من جملة الملائكة، لكن لمنزلتهما.

إذًا إذَا فُسّر "النُّسك" بالعبادة يكون من باب عطف العام على الخاصِّ، فالصَّلاة من جملة العبادات، وإذا فسّر بالذَّبح فما وجه الاقتران بين الصَّلاة والذَّبح؟

يُقال: لأنَّهما من أجلِّ العبادات: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، هذا واضحٌ في الاقتران، لم يختلف في تفسير النَّحر بالعبادة، لكن النُّسك اختُلف في تفسيره -كما سبق-؛ فشيخ الإسلام -رحمه الله- تكلم بكلامٍ مُفصلٍ جيدٍ، يمكن أن يُراجع في مظانّه، وحاصله: أنَّ الصلاةَ هي أجلّ العبادات البدنية، وأنَّ النَّحر أجلّ العبادات المالية[6]، والتَّقرب إلى الله بالذَّبائح والنَّحائر هذا من أجلّ ما يتقرب به، ويُظهر به العبدُ بذلَه وتعظيمه لربِّه وخالقه في هذا الذَّبح، ففيه إظهارٌ للتَّعظيم، وبذلٌ للمال المحبوب في هذه النَّحائر؛ ولهذا كان في الأصل إخراج المال في الأضحية أفضل من التَّصدق به، فيتقرّب إلى الله -تبارك وتعالى- بهذه النَّحائر والذَّبائح، فيكون ذلك أعظم في أجره، والله -تبارك وتعالى- يقول: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ [الحج:37]، فهذه يتقرَّبون بها إلى الله؛ لينالوا الأجر والثَّواب.

وإذا قيل: الحجّ: إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي يعني: صلاتي وحجِّي، والحجّ عبادة تجمع، مُركبة من العبادة المالية، والعبادة البدنية، على قول طائفةٍ من أهل العلم، وهنا: صَلَاتِي وَنُسُكِي هاتان أشرف العبادات، وحينما يقول: وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ، الصَّلاة والنُّسك هذا يدل على الإخلاص، ومن ثم لا يصحّ للإنسان أن يقول مثل هذا الكلام، ثم يلتفت قلبُه في صلاته إلى رياءٍ لأحدٍ، أو أن تكون عبادتُه من أوَّلها مُوجّهةً إلى غير الله -تبارك وتعالى-، وهكذا في ذبحه، فلا يذبح لغير الله، ولا يُرائي أيضًا بهذه الذَّبائح؛ لأنَّه إذا كان منذ عهد الصَّحابة -رضي الله تعالى عنهم-، في أواخر عهدهم، لما ذكروا هدي النبي ﷺ، وأنَّه ضحَّى بكبشين أملحين .. إلى آخره، وأنَّ الأُضحية تكفي الواحدةُ عن الرجلِّ وعن أهل بيته، قالوا: ثم تباهى الناسُ في ذلك الوقت، فصاروا يذبحون ذبائح كثيرة، ولربما يكون ذلك على سبيل المباهاة: ذبحنا عشرًا، وذبحنا عشرين.

نعم، في الهدي في الحجِّ نحر النبيُّ ﷺ، قدَّم مئةً من الهدي، ونحر بيده الشَّريفة -عليه الصَّلاة والسلام- ثلاثًا وستين، وأكمل عليٌّ الباقي.

ففي الهدي سواء كان مُتمتعًا، أو قارنًا، أو مُفردًا يُشرع له الهدي، وإن كان لا يجب على المفرد، والنبي ﷺ اختلف في حجِّه: هل كان مُفردًا، أو قارنًا؟ لكنَّه قدّم هذا الهدي، وكان يكفيه شاةٌ واحدةٌ -عليه الصلاة والسلام-، ولكنَّه تقرَّب إلى الله بمئةٍ.

فعلى كل حالٍ، أمَّا الأضحية فتكفي الواحدةُ عن الرجل، وعن أهل بيته، فلا حاجةَ لأن تكون للزوجة أضحية، والأولاد والبنات كلّ واحدٍ له أضحية، وهم معه، ونفقتهم واحدة.

فهنا يحذر الإنسانُ من أن يُرائي في الأضحية، فهذا مدخلٌ من مداخل الشَّيطان، فالشَّيطان لا يترك أحدًا؛ إن أخذ أضحيةً ضخمةً كبيرةً ذات ثمنٍ مُرتفعٍ قد يدخل عليه الشيطانُ من جهة المباهاة والرِّياء، وما إلى ذلك، وقد يدخل عليه الشيطانُ فيُزين له البخلَ والشَّحَّ، فيبحث عن الأرخص والأقلّ، كأنَّه مغرمٌ، فهذا أيضًا لا يليق، ولا يسوغ بحالٍ من الأحوال، فيكون مُخلصًا في صلاته، ومُخلصًا في نسكه.

ثم قال: وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي، وهذا سنتحدَّث عنه -إن شاء الله تعالى- في الليلة الآتية.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هُداةً مهتدين، والله أعلم.

وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.

  1. أخرجه أبو داود في "سننه": كتاب الأيمان والنُّذور، باب ما يُؤمر به من الوفاء بالنَّذر، برقم (2881)، وابن ماجه في "سننه": كتاب الكفَّارات، باب الوفاء بالنذر، برقم (2121)، وصححه الألباني.
  2. "زاد المسير في علم التفسير" (2/98).
  3. "زاد المسير في علم التفسير" (2/98).
  4. "زاد المسير في علم التفسير" (2/98).
  5. نقله عنه في "زاد المسير في علم التفسير" (2/98)، ولم نجده في معانيه.
  6. "الفتاوى الكبرى" لابن تيمية (2/370).

مواد ذات صلة