بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المفسر -رحمه الله تعالى:
وقال سعيد بن جُبَيْر، والحسن البصري: فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ [سورة الواقعة:86] غير مصدقين أنكم تُدانون وتبعثون وتجزون فردوا هذه النفس.
وعن مجاهد: غَيْرَ مَدِينِينَ غير موقنين.
فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنزلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [سورة الواقعة:88-96].
هذه الأحوال الثلاثة هي أحوال الناس عند احتضارهم: إما أن يكون من المقربين، أو يكون ممن دونهم من أصحاب اليمين، وإما أن يكون من المكذبين بالحق، الضالين عن الهدى، الجاهلين بأمر الله؛ ولهذا قال تعالى: فَأَمَّا إِنْ كَانَ أي: المحتضر، مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وهم الذين فعلوا الواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات وبعض المباحات، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ أي: فلهم روح وريحان، وتبشرهم الملائكة بذلك عند الموت، كما تقدم في حديث البراء: أن ملائكة الرحمة تقول: أيتها الروح الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه، اخرجي إلى روح وريحان، ورب غير غضبان[1].
قال علي بن طلحة، عن ابن عباس: فَرَوْحٌ يقول: راحة وريحان، يقول: مستراحة.
وكذا قال مجاهد: إن الروح: الاستراحة.
وقال أبو حَزْرَة: الراحة من الدنيا، وقال سعيد بن جُبَيْر، والسدي: الروْح: الفرح. وعن مجاهد: فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ جنة ورخاء، وقال قتادة: فروح ورحمة، وقال ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير: وَرَيْحَانٌ ورزق.
وكل هذه الأقوال متقاربة صحيحة، فإن من مات مقرّبًا حصل له جميعُ ذلك من الرحمة والراحة والاستراحة، والفرح والسرور والرزق الحسن.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقوله -تبارك وتعالى: فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ هذه المعاني التي أوردها الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في معنى فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ بالحياة الطيبة أو غير ذلك مما ذكر كلها متقاربة، كما قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- لأن الروْح إذا قال الإنسان: وجدت روْحاً فإن هذا يدل على الراحة، ويدل على السعة، ويدل على الحياة الطيبة إذا وجد الإنسان شيئاً يستروح به من كرب الحر من النسيم البارد مثلاً، يقول: وجدت روحاً وهكذا فهذه المعاني التي يذكرونها كلها ترجع إلى هذا.
وهكذا فعل ابن جرير -رحمه الله- جمع بينها، فهذا كله من قبيل اختلاف التنوع، ولا يحتاج معه إلى ترجيح، والريحان فُسر بمعانٍ تقارب ذلك، والمعنى الأخير الذي ذكره وقال: وريحان: رزق كما مضى في سورة الرحمن، ويعني رزقاً في الجنة، فروح وريحان، روح أي سعة، ونعيم وبهجة وسرور وراحة، فالجنة دار الكرامة والراحة والبهجة والسعة، ففيها السعة والبرودة، روْح.
والريحان فسر بالرزق وفسر بالرحمة، وفسر بالريحان المعروف، وابن جرير -رحمه الله- يفسره بهذا، يقول: إن الإنسان عند الموت تبشره الملائكة بهذا، وتأتيه بغصن من الجنة غصن ريحان فلا يموت إلا وقد عرف إلى أي شيء يصير فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ، ومثل هذا يعبر به فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ إلى ما يصير إليه من محل الكرامة واللذة والحبور والسعة، والنعيم والمكان الطيب، والله تعالى أعلم.
وَجَنَّةُ نَعِيمٍوقال أبو العالية: لا يفارق أحد من المقربين حتى يُؤْتَى بغصن من ريحان الجنة، فيقبض روحه فيه.
وقال محمد بن كعب: لا يموت أحدٌ من الناس حتى يعلم أمن أهل الجنة هو أم من أهل النار.
وفي الصحيح: أن رسول الله ﷺ قال: إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش[2]، الحديث.
روى الإمام أحمد عن عطاء بن السائب قال: كان أول يوم عرفت فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى: رأيت شيخًا أبيض الرأس واللحية على حمار، وهو يتبع جنازة، فسمعته يقول: حدثني فلان بن فلان، سمع رسول الله ﷺ يقول: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قال: فأكب القوم يبكون فقال: ما يُبكيكم؟، فقالوا: إنا نكره الموت، قال: ليس ذاك، ولكنه إذا حُضِر فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ، فإذا بُشِّر بذلك أحب لقاء الله ، والله ، للقائه أحب وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنزلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ فإذا بُشِّر بذلك كره لقاء الله، والله للقائه أكره[3].
هكذا رواه الإمام أحمد، وفي الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- شاهد لمعناه.
وقوله: وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ أي: وأما إذا كان المحتضر من أصحاب اليمين، فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ أي: تبشرهم الملائكة بذلك، تقول لأحدهم: سلام لك، أي: لا بأس عليك، أنت إلى سلامة، أنت من أصحاب اليمين.
كما قال عكرمة: تسلم عليه الملائكة، وتخبره أنه من أصحاب اليمين.
وهذا معنى حسن، ويكون ذلك كقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نزلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ [سورة فصلت:30-32].
وقال البخاري: فَسَلامٌ لَكَ أي: مُسلّم لك أنك من أصحاب اليمين. وألغيت "أنّ" وهو: معناها، كما تقول: أنت مُصدَّق مسافر عن قليل، إذا كان قد قال: إني مسافر عن قليل، وقد يكون كالدعاء له، كقولك: سقيًا لك من الرجال، إن رفعت "السلام" فهو من الدعاء.
وقد حكاه ابن جرير هكذا عن بعض أهل العربية، ومال إليه -والله أعلم.
هذه المعاني التي أوردها كلها ترجع إلى أحد المعنيين اللذيْن تحتملهما الآية من جهة "كاف" الخطاب إلى من تتوجه فَسَلامٌ لَكَ، هل تتوجه لصاحب اليمين سلام لك يا صاحب اليمين؟ أو تتوجه مثلاً إلى النبي ﷺ؟ فهذا يحتمل.
فإذا كانت تتوجه مثلا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- سلام لك أي لست ترى فيهم إلا ما تحب من السلامة، سلام لك لا ترى فيهم إلا ما يسرك هذا معنى ذكره بعض أهل العلم، وقريب منه قول من قال: فلا تهتم بهم فإنهم يسْلمون من عذاب الله، لا تهتم بهم لا ترى فيهم إلا ما تحب.
وهكذا قول من قال: فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ أنه يصل سلام لك منهم، وقول من قال: أنت سالم من الاغتمام بهم كالأول، أو أنهم يسلّمون عليك ويدعون لك، هذا كله على أساس أن "كاف" الخطاب ترجع إلى النبي ﷺ، فَسَلامٌ لَكَ أنه تسليم منهم، أو أن ذلك بمعنى أنهم سالمون فلا تهتم لشأنهم أو سلام لك منهم.
ويحتمل أن تكون "الكاف" هنا خوطب بها صاحب اليمين، وهذه كل المعاني التي ذكرها الحافظ ابن كثير -رحمه الله- وهي ترجع إلى هذا، سلام عليك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين، فإخوانك من أصحاب اليمين يسلمون عليك، وابن جرير فسره بمعنى آخر بمعنى سلام لك أنك من أصحاب اليمين فسَلِمتَ من عذاب الله، سلام لك أنك من أصحاب اليمين.
والحافظ ابن كثير -رحمه الله- ذكر القول الأخير، أو ما قبل الأخير، فَسَلامٌ لَكَ قال: "أي: مسلم لك أنك من أصحاب اليمين" فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، فالآية تحتمل أن يكون ذلك متوجهاً إلى النبي ﷺ فـ "السلام" بمعنى السلامة، "سلام لك" فيحتمل أن يكون تسليماً منهم، ويحتمل أن يكون ذلك متوجهاً إلى صاحب اليمين، بمعنى التسليم أو بمعنى البشارة بالسلامة، وقد يكون بمعنى التسليم له، بمعنى مسلم لك أنك من أصحاب اليمين، كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين، لكن ما قبله أوضح منه، والله تعالى أعلم.
وقوله: وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنزلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ أي: وأما إن كان المحتضر من المكذبين بالحق، الضالين عن الهدى، فَنزلٌ أي: فضيافة مِنْ حَمِيمٍ وهو المذاب الذي يصهر به ما في بطونهم والجلود، وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍأي: وتقرير له في النار التي تغمره من جميع جهاته.
ثم قال تعالى: إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِأي: إن هذا الخبر لهو حق اليقين الذي لا مرية فيه، ولا محيد لأحد عنه.
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى: "وأما قوله تعالى: وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فليس هذا سلام تحية، ولو كان تحية لقال: فسلام عليه كما قال: سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ [سورة الصافات:109]، سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ [سورة الصافات:79].
ولكن الآية تضمنت ذكر مراتب الناس وأقسامهم عند القيامة الصغرى حال القدوم على الله، فذكر أنهم ثلاثة أقسام: مقرب له الروح والريحان، وجنة النعيم، ومقتصد من أصحاب اليمين له السلامة، فوعده بالسلامة، ووعد المقرب بالغنيمة والفوز، وإن كان كل منهما سالما غانماً، وظالم بتكذيبه وضلاله، فأوعده بنزل من حميم وتصلية جحيم، فلما لم يكن المقام مقام تحية، وإنما هو مقام إخبار عن حاله ذكر ما يحصل له من السلامة.
فإن قيل: فهذا فرق صحيح لكن ما معنى اللام في قوله: "لك"؟ ومن هو المخاطب بهذا الخطاب؟ وما معنى حرف "مِن" في قوله: مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ؟ فهذه ثلاثة أسئلة في الآية.
قيل: قد وفينا بحمد الله تعالى بذكر الفرق بين هذا السلام في الآية، وبين سلام التحية وهو الذي كان المقصود، وهذه الأسئلة وإن كانت متعلقة بالآية فهي خارجة عن مقصودنا، ولكن نجيب عنها إكمالاً للفائدة -بحول الله وقوته- وإن كنا لم نر أحداً من المفسرين شفى في هذا الموضع الغليل، ولا كشف حقيقة المعنى واللفظ، بل منهم من يقول المعنى فمسلم لك أنك من أصحاب اليمين، ومنهم من يقول غير ذلك مما هو حوْم على معناها من غير ورود، فاعلم أن المدعو به من الخير والشر مضاف إلى صاحبه بلام الإضافة الدالة على حصوله له، ومن ذلك قوله تعالى: أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ [سورة الرعد:25] ولم يقل: عليهم اللعنة، إيذانا بحصول معناها وثبوته لهم.
وكذلك قوله: وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ [سورة الأنبياء:18]، ويقول في ضد هذا: لك الرحمة، ولك التحية، ولك السلام، ومنه هذه الآية فسلام لك أي ثبت لك السلام وحصل لك، وعلى هذا فالخطاب لكل من هو من هذا الضرب فهو خطاب للجنس أي فسلام لك يا من هو من أصحاب اليمين، كما تقول: هنيئا لك يا من هو منهم.
ولهذا -والله أعلم- أتى بحرف مِن في قوله: من أصحاب اليمين والجار والمجرور في موضع حال أي سلام لك كائناً من أصحاب اليمين، كما تقول: هنيئا لك من اتباع رسول الله وحزبه، أي كائناً منهم، والجار والمجرور بعد المعرفة ينتصب على الحال كما تقول: أحببتك من أهل الدين والعلم، أي كائناً منهم فهذا معنى هذه الآية، وهو وإن خلت عنه كتب أهل التفسير فقد حام عليه منهم من حام وما ورد، ولا كشف المعنى ولا أوضحه، فراجع ما قالوه والله تعالى الموفق المان بفضله"[4].
من أهل العلم من قال: إن الإشارة في قوله: إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ترجع إلى ما قصه الله وأخبر به في هذه السورة، وكثير من المفسرين يقولون: إنها ترجع إلى الأخير، وهو اختيار ابن جرير -رحمه الله- ومعنى حَقُّ الْيَقِينِ عند الكوفيين من النحاة أنه من باب إضافة الشيء إلى نفسه، بمعنى مثلما تقول: وَلَدَارُ الآخِرَةِ [سورة يوسف:109] فالدار هي الآخرة وَمَكْرَ السَّيِّئِ [سورة فاطر:43] فالمكر هو السيئ، حَقُّ الْيَقِينِ فالحق هو اليقين بهذا الاعتبار على هذا المعنى، والله أعلم.
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: من قال: سبحان الله العظيم وبحمده غُرِسَتْ له نخلة في الجنة[5].
هكذا رواه الترمذي، والنسائي، وقال الترمذي: حسن غريب، وروى البخاري في آخر كتابه عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله ﷺ: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم[6]، ورواه بقية الجماعة إلا أبا داود.
آخر تفسير سورة الواقعة، ولله الحمد والمنة.
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ سبق الإشارة إلى هذا، منهم من يقول: سبِّح متلبساً باسمه، ومنهم من يقول: سبح اسمه، نزه اسمه، ومنهم من يقول: سبح باسم ربك، يعني سبح ربك، نزه ربك ذاكراً اسمه، فالاسم هنا مفرد مضاف يفيد العموم، سبحه بذكر أسمائه الحسنى، يعني سمه بأسمائه، سبح بتسميته بأسمائه الحسنى، هكذا قال ابن جرير -رحمه الله- ومن أهل العلم المعاصرين الشنقيطي.
وترد هذه الاحتمالات في قوله: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ [سورة الأعلى:1]، نزه الاسم عن كل ما لا يليق به، فالذين اشتقوا مثلاً من أسماء الله أسماء الإله المزعومة العزى واللات لم ينزهوا أسماء الله ، ولم ينزهوا الله، وهذه الأمور متلازمة بينها ملازمة، يعني من قال: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ، سبح ربك بذكر أسمائه يعني جعله تسبيحاً للرب، أو سبح متلبساً باسمه، يكون التسبيح لله، ومن نظر إلى أنها تسبيح وتنزيه للاسم فبين ذلك ملازمة لا تخفى، فمن نزه أسماء الله فإن ذلك من تنزيه الله.
ومنهم من يقول: إن المقصود بالاسم المسمى يعني الله، ومنهم من قال: المراد به الأسماء، تنزه هذه الأسماء عن كل مالا يليق سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، والله أعلم.
- رواه النسائي، كتاب الجنائز، باب ما يلقى به المؤمن من الكرامة عند خروج نفسه، برقم (1833)، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد، برقم (4262)، وأحمد في المسند، برقم (8769)، وقال محققوه: "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، كلهم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1309).
- رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، برقم (1887).
- رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، برقم (6142)، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، برقم (2684)، وأحمد في المسند واللفظ له، برقم (18283)، وقال محققوه: إسناده حسن.
- بدائع الفوائد، لابن القيم (2/374- 375).
- رواه الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في فضل التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد، برقم (3464)، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير عن جابر، وبرقم (3465)، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، والحاكم في المستدرك، برقم (1847)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (6429).
- رواه البخاري، كتاب الأيمان والنذور، باب إذا قال والله لا أتكلم اليوم فصلى أو قرأ أو سبح أو كبر أو حمد أو هلل فهو على نيته، برقم (6304)، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، برقم (2694).