الأحد 22 / جمادى الأولى / 1446 - 24 / نوفمبر 2024
سورة القدر كاملة
تاريخ النشر: ٢٨ / ذو القعدة / ١٤٣٤
التحميل: 5488
مرات الإستماع: 5040

بسم الله الرحمن الرحيم

قال -رحمه الله: تفسير سورة القدر، وهي مكية.

قوله: سورة القدر مكية، ليس هذا محل اتفاق، فبعضهم يقول: على قول الأكثر -يعني قول الجمهور: إنها مكية، هذا ذكره بعض أهل العلم كالماوردي، مع أن بعضهم عكس ذلك، يعني: الثعلبي مثلاً يقول: إنها مدنية على قول الأكثر، وكذلك القرطبي أيضًا نسب هذا -يعني: أنها مكية- إلى الأكثر.

هذه السورة يقال لها: سورة القدر، وسماها بعضهم: بسورة ليلة القدر.

هذه السورة تتحدث عن إنزال القرآن في ليلة شريفة ذكر الله أوصافها في هذه السورة، هذا الموضوع الذي تدور عليه هذه السورة، فهذا يدل على شرف هذا القرآن؛ حيث أُنزل في هذا الوقت الشريف، كما يدل أيضاً على شرف هذه الليلة، ليلة القدر هذه.

قوله: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [سورة القدر:1]، ما المراد بالقدر؟ بعضهم يقول: إن ذلك يرجع إلى معنى الحكم، يعني: سميت بذلك؛ لأن الله -تبارك وتعالى- يقدر فيها، ويقضي، ويحكم فيها، كما قال تعالى: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [سورة الدخان:4]، فالمقادير التي تكون أثناء العام تقدر في هذه الليلة، وليس في ليلة النصف من شعبان، قال الله : إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ [سورة الدخان:3]، ووصف هذه الليلة بقوله: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ.

ويحتمل أن يكون كما قال بعض أهل العلم: إن المقصود بالقدر يعني: الشرف والمنزلة، تقول: فلان له قدر أي: مكانة وشرف ومنزلة، فهي لعظيم قدرها وشرفها قيل لها: ليلة القدر، وهذا قال به الزهري، وإلى هذا ذهب ابن عاشور من المعاصرين، أي أن المقصود بها: المنزلة والشرف؛ فلشرفها قيل لها ذلك.

وبعضهم ذهب إلى أن هذا من الضيق، مَن قُدر عليه رزقه يعني: ضُيق، فقيل لها: ليلة القدر؛ لكثرة من ينزل من الملائكة، فيضيق بهم الفضاء، وتضيق بهم الأرض، كما يقوله الخليل بن أحمد -رحمه الله، وهذا أبعد الأقوال، ولكن لا يبعد أن يكون المعنى الأول والثاني كلاهما مراد، فهما يصدقان عليها، فهي: الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم، أي: ليلة الحكم، والقضاء، والتقدير، وهي أيضاً: ليلة شريفة، كما وصفها الله -تبارك وتعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [سورة القدر:1]، فهي: ليلة مباركة، ومن بركتها أنها خير من ألف شهر، ومن بركتها تنزُّل الملائكة والروح فيها، ومن بركتها أنها سلام حتى مطلع الفجر.

بسم الله الرحمن الرحيم.

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ۝ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ۝ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ۝ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [سورة القدر:1-5].

قال -رحمه الله: يخبر -تعالى- أنه أنزل القرآن ليلة القدر.

انظر هنا لم يفسر ابن كثير المراد بالقدر، وقد مضت الأقوال في تفسيره، وابن جرير -رحمه الله- يفسر ذلك بأنه الحكم، وهو قول مجاهد، أن ليلة القدر يعني: الحكم.

وهي: الليلة المباركة التي قال الله : إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ [سورة الدخان:3]، وهي: ليلة القدر، وهي: من شهر رمضان، كما قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [سورة البقرة:185]، قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله ﷺ.

هذا القول من ابن عباس -رضي الله عنهما- مما لا يقال من جهة الرأي، وهو ثابت عنه من طرق متعددة، فمثل هذا يكون له حكم الرفع، وابن عباس -رضي الله عنهما- وإن كان يروي شيئًا من الروايات عن بني إسرائيل إلا أن مثل هذا الموضع مما يبعد فيه جدًّا أن يكون ذلك مما أخذ عن بني إسرائيل، فالراوي وإن كان عُرف بالأخذ عن بني إسرائيل فإذا ذكر أمرًا من الأمور الغيبية فإنه ينظر أيضاً إلى مضمون هذا الخبر، فقد يحكم معه بأن ذلك مما له حكم الرفع، وأن هذا لا يُتلقى عن بني إسرائيل.

فهو هنا يتحدث عن نزول القرآن على النبي ﷺ، يقول: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة، فالله حكم بإنزاله في ليلة القدر: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ يعني: القرآن، قال: فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ [سورة الدخان:3]، فهي الليلة المباركة، وقال: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [سورة البقرة:185]، فدل على أن ليلة القدر في رمضان، مع أن العلماء اختلفوا في ليلة القدر على أربعين قولاً، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح، وذكره غيره، فاختلفوا على أربعين قولاً مع أن الشهر لا يزيد على ثلاثين يومًا، وإن من هذه الأقوال: قول من يقول: إنها في سائر العام، فكيف يجيبون عن هذا: أنه في ليلة مباركة، وفي ليلة القدر، وأنه في شهر رمضان؟

فهؤلاء لا يعجزهم الجواب، يقولون: هي في تلك السنة كانت في رمضان، ولكنها تتنقل في سائر العام، وهذا قول في غاية الضعف، ولا عبرة به، بل هي في رمضان، بل هي في العشر الأواخر من رمضان، كما ثبت ذلك عن النبي ﷺ.

والراجح: أنها متنقلة فيها، في ليالي الوتر، لكن هل ذلك فيما يبقى أو باعتبار ما مضى -يعني: الوتر؟ فيه خلاف.

يقول: "أنزل إلى بيت العزة" يعني: الله حكم بإنزال القرآن جملة في ليلة القدر، وهو لم ينزل في الواقع على النبي ﷺ إلا منجمًا، فكيف يجمع بينها؟

من هنا كانت أقوال العلماء في تفسير هذا الموضع: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، أي: كيف أنزله في ليلة القدر وهو نزل في أوقات مختلفة؟ فهذه الرواية عن ابن عباس -رضي الله عنهما- التي لها حكم الرفع تبين ذلك، يعني: أنه نزل جملة إلى السماء الدنيا، وهذا الذي عليه الجمهور.

وذهب بعض السلف إلى أن المراد بقوله: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ يعني: ابتدأنا إنزاله، فنزل أوله، وهو: اقْرَأْ [سورة العلق:1]، على النبي ﷺ في رمضان، في ليلة القدر، وبعضهم يقول -وهذا أيضًا مروي عن بعض السلف، ولكن القائل بذلك قليل جدًّا: إن المقصود بقوله: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ: أنه كان يَنزل ما سينزل أثناء العام -أي كل سنة- في ليلة القدر، ثم بعد ذلك ينزل منجمًا على النبي ﷺ، لكن هذا لا دليل عليه.

ثم يمكن الجمع بين القولين الأول والثاني -ولا إشكال في ذلك- بأن القرآن نزل جملة إلى السماء الدنيا، كما دل عليه حديث ابن عباس هذا -رضي الله عنهما- في ليلة القدر، كما أنه أيضًا ابتُدئ إنزاله على النبي ﷺ في ليلة القدر، فيكون ذلك متحققًا فيه من الجهتين؛ لأن أول ما نزل على النبي ﷺ كان في رمضان، والله أعلم.

قوله: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ الضمير هنا يرجع إلى غير مذكور، أي: أنزلنا ماذا؟ يعني: القرآن، والضمير يمكن أن يرجع إلى غير مذكور، لكنه يعرف ويفهم من السياق، فهذا مثال من أوضح أمثلة عود الضمير على غير مذكور.

قوله: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ أي: أن كل القرآن نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وهذا يدل على عناية الله بهذا القرآن، فهو في اللوح المحفوظ، قال سبحانه: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ۝ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ [سورة البروج:21، 22]، وهو فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ۝ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ۝ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ۝ كِرَامٍ بَرَرَةٍ [سورة عبس:13-16]، وهو أيضًا في بيت العزة.

قال ابن كثير -رحمه الله: ثم قال تعالى معظمًا لشأن ليلة القدر التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها، فقال: وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ۝ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.

قوله: خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ألف شهر تزيد على ثلاث وثمانين سنة، فهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر، ولا شك أن مثل هذا حينما يدرك الإنسان خمسين رمضان مثلاً يدرك فيه ليلة القدر ويقومها فإن مثل هذا إذا جمعته يكون نماء وزيادة في الأعمار.

قال سبحانه: وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، ثم أعلمه وأخبره بأنها: خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، فالاستفهام قبله لجذب الأذهان، وللاهتمام بهذا الذي جاء الاستفهام فيه، وجاء عن سفيان -رحمه الله: أن كل شيء قال الله فيه: وَمَا أَدْرَاكَ فقد أعلمه، -فهنا قال: وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ثم أعلمه بقوله: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، وكل شيء قال الله فيه: وَمَا يُدْرِيكَ فإنه لم يعلمه به، قال الله: وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا [سورة الأحزاب:63].

روى الإمام أحمد: عن أبي هريرة قال: لما حضر رمضان قال رسول الله ﷺ: قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حرم ورواه النسائي[1].

ولما كانت ليلة القدر تعدل عبادتها عبادة ألف شهر ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال: من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه[2].

وقوله تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ أي: يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة؛ لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحلق الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق ٍتعظيماً له.

يعني: الذي يطلب العلم بصدق، أي: بنية صحيحة.

قول ابن كثير: "يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة" أخذ ذلك من قوله: تَنَزَّلُ على وزن "تَفَعَّل"، فإن ذلك يقتضي كثرة؛ لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، يعني: ما قال تَنْزل، بل قال: تَنَزَّلُ، فيدل على كثرة النزول، ويدل أيضاً على أنه نزول متتابع، فقوله: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ أي: تنزل نزولاً متتابعًا كثيرًا.

وأما الروح فقيل: المراد به هاهنا: جبريل ، فيكون من باب عطف الخاص على العام.

دليل ذلك: قول الله : نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [سورة الشعراء:193]، وهو: جبريل، وقال: قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ [سورة النحل:102]، يعني: جبريل ﷺ، وقال: فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا [سورة مريم:17]، يعني: جبريل -عليه الصلاة والسلام، فهذا هو المشهور، والذي عليه الجمهور، وبعضهم يقول: الروح: صنف من الملائكة، وهم من أشراف الملائكة، وبعضهم يفسره بغير هذا، كقول من قال: إن المراد: الرحمة، لكن المشهور: أنه جبريل، فيكون من قبيل عطف الخاص على العام، وعطف الخاص على العام يدل على أهميته، وعلى منزلته، وعلى شرفه.

وقوله تعالى: مِنْ كُلِّ أَمْرٍ قال مجاهد: سلام هي من كل أمر.

يقول تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ يقول: "قال مجاهد: سلام هي من كل أمر"، وبعضهم يقول: من أجل كل أمر من الأمور التي قضى الله بها في تلك السنة، وهذا غير قول مجاهد، يعني: مجاهد يقول: سلام هي من كل أمر، يعني: من كل أمر مخوف، وما إلى ذلك، والقول الآخر: أن تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر يعني: من أجل كل أمر من الأمور التي قضى الله -تبارك وتعالى- بها في تلك السنة، يتنزلون بإذن ربهم من كل أمر، يعني: أن يكون هذا التنزل من أجل هذه الأمور، أي: من كل أمر قضاه الله وقدره بذلك العام.

وبعضهم يقول: إن "مِن" بمعنى: اللام، أي: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ أي: لكل أمر، يعني: أمرهم الله به أو نزلوا من أجله، وبعضهم يقول: إن "من" هذه بمعنى الباء، ونحن نعرف أن حروف الجر تتناوب، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، يعني: بكل أمر أمرهم الله بالنزول به، فهذا يقارب ما قبله من أنها بمعنى اللام مثلاً، لكل أمر، أو بكل أمر، وإن كان يفترق في المعنى، لكن المقصود: أنهم ينزلون لأجل كذا، أو بكذا، وهكذا قول من قال: من أجل كل أمر من الأمور التي قضى الله في تلك السنة.

ابن جرير-رحمه الله- يقول: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ أي: قضاه الله في تلك السنة من رزق، وأجل، إلى غير ذلك، يعني: المواليد الذين يولدون في ذلك العام، والناس الذين يحجون في تلك السنة، ومن يموتون، الآجال، والأرزاق، والأعمال، فهم ينزلون بأمر الله الذي قضاه وقدره.

قال -رحمه الله: وقال سعيد بن منصور: حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا الأعمش، عن مجاهد في قوله: سَلَامٌ هِيَ أي: سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا، أو يعمل فيها أذى.

وقال قتادة وغيره: تقضى فيها الأمور، وتقدر الآجال والأرزاق، كما قال تعالى: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [سورة الدخان:4].

قوله: سَلَامٌ إما أن يتعلق بما قبله، يعني: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ۝ سَلَامٌ، هذا تفسير مجاهد الذي ذكره ابن كثير، يقول: سلام هي من كل أمر، فربطه بما قبله، والجمهور على خلاف ذلك، يعني: الجمهور يقولون: إن هذا وصف آخر لها، أي: أن الملائكة تنزل فيها وجبريل ﷺ، ومن صفتها أيضاً: أنها سلام حتى مطلع الفجر، لكن ما معنى "سلام"؟ هنا قال مجاهد: سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا، أو يعمل فيها أذى، وقال قتادة وغيره: تقضى فيها الأمور، وتقدر الآجال والأرزاق، كما قال تعالى: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [سورة الدخان:4].

وقوله تعالى: سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ، قال سعيد بن منصور: حدثنا هشيم، عن أبي إسحاق، عن الشعبي في قوله تعالى: مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ۝ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ قال: تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد حتى يطلع الفجر.

وقال قتادة وابن زيد في قوله: سَلَامٌ هِيَ يعني: هي خير كلها، ليس فيها شر إلى مطلع الفجر.

وبعضهم يقول: إن هذا السلام هو: سلام الملائكة على بعضهم، يعني: غير الذي قبله -وهو قول الشعبي: تسليم الملائكة على أهل المساجد، فهل المقصود أو الذي يفهم من السياق: أن ليلة القدر تسلم فيها الملائكة على أهل المساجد، أو يسلم بعضهم على بعض، أو أن المقصود: وصف هذه الليلة بأنها سلام، أي: سالمة؟ المقصود أنها سالمة، لكن سالمة من ماذا؟

بعضهم يقول: سالمة من هذا الشيطان، وتسويله، وتزيينه، وإضلاله، وتلبيسه، وبعضهم يقول -كما هنا قول قتادة وابن زيد: سالمة يعني: خير كلها، ليس فيها شر، فيدخل فيه القول الذي قبله: أنها سالمة، أي: يسلم فيها الإنسان، أو يسلم فيها المكلف، أو يسلم فيها الثقلان من إضلال الشيطان، وتسويله، وتزيينه المنكر.

وابن جرير-رحمه الله- فسرها بقول قتادة وابن زيد: سالمة يعني: خير كلها، ليس فيها شر، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ، وبهذا نعرف أن هذه الاحتمالات في قوله: سَلَامٌ إما أن يكون من الشيطان، وإما بأن يكون ما هو أعم من هذا، أي: أنها سالمة من الشرور والآفات، أو أن ذلك يتعلق بما قبله، فالملائكة والروح يتنزلون فيها بكل أمر هو سلام حتى مطلع الفجر.

والأقرب -والله أعلم: أن هذا وصف منفصل لها، لا يتعلق بما قبله، فهذه صفة ثالثة لها، ومن ثَمَّ فليس بالضرورة أن لا يقع في ليلة القدر منكر، سواء كان ذلك من قبيل العدوان على الناس، أو التعدي على حقوق الله وحدوده، فبعض الناس يتساءل ويستغرب، ويقول: ليلة القدر سلام، فكيف تقع فيها منكرات وفواحش وعدوان وظلم، ولربما يُقتل أناس، ولربما يحصل فيها فجور، ولربما يُسرق فيها أموال؟

يقال: ليس هذا هو المراد -والله أعلم، فذات مرة خرج أحدهم من المسجد في ليلة السابع والعشرين بعد القيام، فلم يجد نعليه -أعزكم الله، فجزم أنها ليست ليلة القدر؛ لأن الله قال: سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ، فهذا فهم غير صحيح.

قال -رحمه الله: ويؤيد هذا ما رواه الإمام أحمد عن عبادة بن الصامت أن رسول الله ﷺ قال: ليلة القدر في العشر البواقي، من قامهن ابتغاء حسبتهن فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهي ليلة وتر: تسع أو سبع أو خامسة أو ثالثة أو آخر ليلة....

انظر قال هنا: العشر البواقي.

وقال رسول الله ﷺ: إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بَلْجة....

بلجة يعني: مضيئة مشرقة.

كأن فيها قمرًا ساطعًا، ساكنة ساجية....

ساجية يعني: هادئة ساكنة، هذه أوصاف ثابتة، وهناك أوصاف أخرى تذكر فيها ليس عليها دليل.

قال: لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب يُرمى به فيها حتى يصبح، وإن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر....

هذا يحتاج أن يكون من يشاهدها ممن اعتاد على أن ينظر إلى الشمس في وقت الشروق، أما من لا عهد له بذلك ثم ينظر في ذلك اليوم فقط يتحرى فإن الأمر قد يلتبس عليه، ولا يميز، ولو نظر الإنسان في مثل هذه الساعة، ونظر إلى الشمس بعد شروقها قد يلتبس عليه، ولا يفرق، ولا يميز، فلابد من تمييز مثل هذه الأشياء؛ لذلك تجد الناس لربما في كل يوم ينظرون في العشر الأواخر صبيحة ليالي الوتر مثلاً، وقد لا يخرج بعضهم بنتيجة، يعني: يلتبس الأمر عليه، والسبب: أنه لا عهد له بذلك.

رأيت في بعض الصور في بعض السنوات صور في نفس الدقيقة والثانية للشمس في كل ليالي العشر، فإن صح هذا أنه ليس فيه عبث، ولا تغيير، فنحن ما نثق بهذه الصور التي تنشر في هذه الوسائل، إن صح هذا فواضح في أحد الليالي أن الشمس تختلف تمامًا عن بقية الأيام، إن لم يكن هذا عبثًا بهذه الصور، وهذا يمكن أن يتميز فيه إذا كان بأمانة فعلاً، لكن ما الفائدة من هذا؟ يعني: تكون قد انتهت، والسنة التي بعدها تكون في ليلة أخرى، يعني: لا يترتب عليه عمل.

قال: ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ، وهذا إسناد حسن، وفي المتن غرابة، وفي بعض ألفاظه نكارة[3].

قوله: ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ، يؤيد قول من قال: إنها سالمة، يعني: يسلمون فيها من الشيطان، وكذلك حينما قال: ولا يحل لكوكب يرمى به فيها حتى يصبح، فمعنى ذلك: أن الشياطين لا تسترق السمع، أما وقوع المعاصي والفجور والظلم والعدوان فإن النفوس أمارة، وبعض الناس تحولوا أصلاً إلى شياطين، فمثل هؤلاء لا يحصل لهم تصفيد، لا في ليلة القدر ولا في غيرها من ليالي الشهر، هم شياطين، بل بعضهم صار الشيطان من تلامذته.

قال -رحمه الله: وقد ترجم أبو داود في سننه على هذا فقال: "باب بيان أن ليلة القدر في كل رمضان" ثم روى عن عبد الله بن عمر قال: سئل رسول الله ﷺ وأنا أسمع- عن ليلة القدر فقال: هي في كل رمضان، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن أبا داود قال: رواه شعبة وسفيان عن أبي إسحاق فأوقفاه[4].

يعني: أنه موقوف، ولا يصح رفعه.

قال -رحمه الله: وعن أبي سعيد الخدري قال: اعتكف رسول الله ﷺ في العشر الأول من رمضان، واعتكفنا معه، فأتاه جبريل فقال: إن الذي تطلب أمامك، فاعتكفَ العشر الأوسط، فاعتكفنا معه، فأتاه جبريل فقال: الذي تطلب أمامك، ثم قام النبي ﷺ خطيبًا صبيحة عشرين من رمضان فقال: من كان اعتكف معي فليرجع، فإني رأيت ليلة القدر، وإني أنسيتها، وإنها في العشر الأواخر في وتر، وإني رأيت كأني أسجد في طين وماء، وكان سقف المسجد جريدًا من النخل، وما نرى في السماء شيئًا، فجاءت قَزَعة فمُطرنا، فصلى بنا النبي ﷺ حتى رأيت أثر الطين والماء على جبهة رسول الله ﷺ تصديق رؤياه، وفي لفظ: في صبح إحدى وعشرين، أخرجاه في الصحيحين[5].

قال الشافعي: وهذا الحديث أصح الروايات، وقيل: ليلة ثلاث وعشرين؛ لحديث عبد الله بن أنيس في صحيح مسلم[6].

حينما تنظر في الأحاديث الصحيحة الواردة فيها، كل حديث لربما تقول: هذه هي ليلة القدر جزمًا؛ مما يدل على أنها متنقلة، ففي سنة كانت في ليلة إحدى وعشرين، وفي سنة ليلة ثلاث وعشرين، وفي سنة ليلة سبع وعشرين، وهكذا.

وقيل: تكون ليلة خمس وعشرين؛ لما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس أن رسول الله ﷺ قال: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى[7].

هذا معناه: أنها تبقى، يعني: ليس باعتبار ما مضى، فباعتبار ما مضى تكون في الليالي الأشفاع، وباعتبار ما بقي تكون في ليالي الوتر، معنى ذلك: أننا نتحراها في ليالي الشفع، وفي ليالي الوتر؛ لأنها وتر باعتبار وشفع باعتبار، فإذا نظرنا إلى ما تبقى من الشهر فتكون في ليالي الشفع بالنسبة لما مضى، يعني: ليلة إحدى وعشرين كم تكون فيما بقي؟ تكون ليلة شفع فيما تبقى من الليالي، فتكون هذه أشفاع، وليالي الشفع ليلة اثنين وعشرين كم تكون باعتبار ما بقي؟ بحسب الشهر إذا كان تامًّا أو ناقصًا، فلذلك تُتحرى في هذا وهذا، في ليالي الشفع وفي ليالي الوتر، فهي وتر باعتبار وشفع باعتبار.

قال -رحمه الله: فسره كثيرون بليالي الأوتار، وهو أظهر وأشهر.

وقيل: إنها تكون ليلة سبع وعشرين؛ لما رواه مسلم في صحيحه عن أبي بن كعب عن رسول الله ﷺ: أنها ليلة سبع وعشرين[8].

وروى الإمام أحمد عن زر، سألت أبي بن كعب قلت: "أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر..".

يعني: باعتبار أنها في السنة، وليست في رمضان فقط.

قال: فقال: يرحمه الله، لقد علم أنها في شهر رمضان، وأنها ليلة سبع وعشرين...

يعني: قد يكون قال هذا باعتبار أنه قصد: أن يجتهد الإنسان في العبادة، وألا تكون عبادته هي فقط في ليالٍ معدودة، بل يقوم الليل في سائر العام، وإن كان بعض أهل العلم قال: إنها في سائر العام.

قال: ثم حلف، قلت: وكيف تعلمون ذلك؟ قال: بالعلامة، أو بالآية التي أُخْبِرنا بها، تطلع ذلك اليوم لا شعاع لها، يعني: الشمس، وقد رواه مسلم[9].

يعني: كأنه نظر إليها واستقرأ، فعرف علامتها أنها في ليلة سبع وعشرين.

قال -رحمه الله: وقيل إنها تكون في ليلة تسع وعشرين.

وروى الإمام أحمد بن حنبل عن عبادة بن الصامت أنه سأل رسول الله ﷺ عن ليلة القدر، فقال رسول الله ﷺ: في رمضان، فالتمسوها في العشر الأواخر، فإنها في وتر إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو سبع وعشرين، أو تسع وعشرين، أو في آخر ليلة[10].

هذا الحديث حسن، لكن الجملة الأخيرة: أو في آخر ليلة هذه الزيادة فيه لا تصح.

وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال في ليلة القدر: إنها في ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين، وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى تفرد به أحمد، وإسناده لا بأس به[11].

وروى الترمذي عن أبي قلابة أنه قال: ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر[12].

وهذا الذي حكاه عن أبي قلابة نص عليه مالك والثوري وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو ثور والمزني وأبو بكر بن خزيمة وغيرهم، وهو محكي عن الشافعي نقله القاضي عنه، وهو الأشبه، والله أعلم.

والمستحب: الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخير منه، ثم في أوتاره أكثر.

والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني؛ لما رواه الإمام أحمد أن عائشة -رضي الله عنها- قالت: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر فما أدعو؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني، وقد رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه الحاكم في مستدركه، وقال: هذا صحيح على شرط الشيخين، ورواه النسائي أيضًا من طريق أخرى[13].

آخر تفسير سورة ليلة القدر، ولله الحمد والمنة.

هنا في هذه السورة وفي جميع المواضع التي ذكرت فيها ليلة القدر لم يذكر فيها الدعاء واستجابته، قال الله : إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ۝ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ۝ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ۝ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ، فما ذكر الدعاء، وهذا المستفيض المستقر عند المسلمين أن الدعاء يستجاب في تلك الليلة، ويتحرون الدعاء فيها، من أين يؤخذ؟

من حديث عائشة، فهو يدل على أن ذلك كان مستقرًّا عندهم، فهي تسأل النبي ﷺ: إن وافقت ليلة القدر فما أدعو؟ فدل على أن ذلك مما تُرجى فيه الإجابة، قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني، وهذا فيه من التواضع تواضع العبد لربه -تبارك وتعالى، يعني: كأنه يطلب العفو فقط، وهو مذنب مقصر، والعفو لا شك أنه لا يستغني عنه أحد، وكذلك أيضًا يدل على تواضع العبد لربه، وأيضاً كون هذه الليلة هي ليلة مباركة وبهذه المنزلة فهذا تُرجى معه إجابة الدعاء؛ ولهذا قال ابن كثير: والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، بأي اعتبار؟

باعتبار أن الله ذكر في ثنايا وفي وسط آيات الصيام قوله: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [سورة البقرة:186]، فدل على أن الدعاء في رمضان له مزية، وأن الدعاء في حال الصيام له مزية، والنبي ﷺ أخبر أيضاً أن للصائم دعوة مستجابة، فهي في وقت صومه أي: حال صومه من أوله إلى آخره، ولا يختص هذا بوقت الفطر، فإن ذلك لا يصح، أي: رواية: "عند فطره"[14]، لا تصح، وإنما في وقت الصوم أي: حال الصوم، في الظهر، في العصر، في الصباح، في أي وقت، فإذا اجتمع مع هذا -أي: الصوم- سجود، أو بين الأذان والإقامة، أو نحو ذلك مما يكون مظنة للإجابة فإن ذلك أحرى للإجابة.

  1. أخرجه أحمد، رقم: (7148)، وقال محققو المسند: "صحيح"، والنسائي، كتاب الصيام، باب ذكر الاختلاف على معمر فيه، رقم: (2106)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/ 72)، رقم: (23).
  2. أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب: قيام ليلة القدر من الإيمان، رقم: (35)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، رقم: (760).
  3. أخرجه أحمد، رقم: (22765)، وقال محققو المسند: الشطر الأول من الحديث حسن، وأما الشطر الثاني فمحتمل للتحسين لشواهده، وإسناد هذا الحديث ضعيف.
  4. رواه أبو داود، تفريع أبواب شهر رمضان، باب من قال: هي في كل رمضان، رقم: (1387)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (2/ 67): "قلت: وهذا هو الصواب -أنه موقوف غير مرفوع؛ لأن أبا إسحاق -وهو السبيعي- كان اختلط؛ كما سبق، وقد روى عنه سفيان وشعبة قبل الاختلاط؛ فالظاهر: أنه رفعه بعد الاختلاط؛ فتلقاه عنه موسى بن عقبة -وهو ثقة- مرفوعاً، وهو واهم في رفعه".
  5. أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب السجود على الأنف، والسجود على الطين، رقم: (813)، ومسلم، كتاب الصيام، باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إتباعًا لرمضان، رقم: (1167).
  6. أخرجه مسلم، كتاب الصيام، باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إتباعًا لرمضان، رقم: (1168).
  7. أخرجه البخاري، كتاب فضل ليلة القدر، باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، رقم: (2021).
  8. أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، رقم: (762).
  9. أخرجه أحمد، رقم: (21193)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، رقم: (762).
  10. أخرجه أحمد، رقم: (22713)، وقال محققو المسند: حديث حسن دون قوله: "أو في آخر ليلة" ودون قوله: "وما تأخر"، والترمذي، أبواب الصوم عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في ليلة القدر، رقم: (792)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
  11. أخرجه أحمد، (10734)، وقال محققو المسند: إسناده محتمل للتحسين، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (5/ 240)، رقم: (2205).
  12. أخرجه الترمذي، أبواب الصوم عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في ليلة القدر، رقم: (792)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
  13. أخرجه أحمد، رقم: (25495)، والترمذي، أبواب الدعوات عن رسول الله ﷺ، رقم: (3513)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه، أبواب الدعاء، باب الدعاء بالعفو والعافية، رقم: (3850)، والنسائي في الكبرى، من طريقين، الأولى: في كتاب النعوت، باب العفو، رقم: (7665)، والثانية: في كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يقول إذا وافق ليلة القدر، ذكر الاختلاف على سفيان في هذا الحديث، رقم: (10647)، والحاكم في المستدرك، كتاب الدعاء، والتكبير، والتهليل، والتسبيح والذكر، رقم: (1942)، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 177)، رقم: (3391).
  14. أخرجه ابن ماجه، أبواب الصيام، باب في "الصائم لا ترد دعوته"، رقم: (1753) بلفظ: إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد، وضعفه الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (4/ 41)، (921)، وأبو داود الطيالسي، رقم: (2376)، بلفظ: للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير وزيادته (ص:684)، رقم: (4747).

مواد ذات صلة