الخميس 19 / جمادى الأولى / 1446 - 21 / نوفمبر 2024
[7] قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
تاريخ النشر: ١٧ / شعبان / ١٤٢٥
التحميل: 11562
مرات الإستماع: 6323

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المفسر في الفرق بين الحمد والشكر: "والتحقيق أن بينهما عموماً وخصوصاً، فالحمد أعم من الشكر من حيث ما يقعان عليه؛ لأنه يكون على الصفات اللازمة والمتعدية، تقول حمدته لفروسيته، وحمدته لكرمه، وهو أخص؛ لأنه لا يكون إلا بالقول، والشكر أعم من حيث ما يقعان عليه؛ لأنه يكون بالقول والفعل والنية، وهو أخص؛ لأنه لا يكون إلا على الصفات المتعدية، لا يقال شكرته لفروسيته، وتقول شكرته على كرمه وإحسانه إليَّ، هذا حاصل ما حرره بعض المتأخرين، والله أعلم".

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقد ذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- قول ابن جرير ومن وافقه بأن الشكر والحمد بمعنىً واحد لا فرق بينهما، وهو قولٌ معروف، ومن فرّق -كالحافظ ابن كثير -رحمه الله- اختلفت أقوالهم، فمن أشهرها ما ذكره هنا من أنهما يفترقان إذا ذكرا معاً.

وعلى كل حال يكون الحمد أعم من جهة وأخص من جهة، فالحمد أعم من جهة أنه يكون على النعمة وعلى غير النعمة، فالله محمودٌ على كل حال -على النعمة وغير النعمة- ويكون على الصفات المتعدية والصفات اللازمة، فالله يحمد لما يتصف به من أوصاف الكمال، يحمد لعظمته ولمجده ولجلاله ولعزته، وهذه صفات لازمة، ويحمد لكرمه ولرحمته وجوده وعطائه وبره وإحسانه وإفضاله، وهذه كلها أوصاف متعدية.

وأما الشكر فيقولون: إنه لا يقع إلا بإزاء نعمة، أي بمقابل نعمة، فهو من هذه الناحية أخص من الحمد، ويكون على الأوصاف المتعدية؛ لأن الإنعام إنما يكون بالوصف المتعدي، مثل الرزق، والكرم، والإحسان وما أشبه ذلك، فمن جهة ما يقعان عليه يكون الحمد أعم من الشكر، ومن جهة مورد الحمد والشكر فإنه يكون بالنسبة للحمد أخص؛ لأن الحمد إنما يكون باللسان، وهذا ولا بد مع مواطأة القلب حتى لا يكون منافقاً، وأما الشكر فيكون باللسان وبالقلب -أي باستحضار النعمة وشكرها بالقلب- ويكون أيضاً بالجوارح.

أفادتكم النعماء مني ثلاثةً يدي ولساني والضمير المحجبا

أي: إنعامكم وإفضالكم أثر شكراً بالقلب واللسان والجوارح، فيلهج اللسان بالشكر، والجوارح بالخدمة كما يقال، كأن تصلي وتحسن إلى الناس ونحو ذلك، قال تعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا [سورة سبأ:13].

فهذا من أشهر الفروق عند من فرق بين الحمد والشكر، وبعضهم يقول غير هذا، وعلى كل حال ليس هذا مقام تطويل.

"وقال أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري: الحمد نقيض الذم".

من الفروقات أن يقال: إن الحمد نقيضه الذم، والشكر نقيضه الكفر.

"تقول حمدت الرجل أحمده حمداً ومحمدة، فهو حميدٌ ومحمود، والتحميد أبلغ من الحمد، والحمد أعم من الشكر.

وقال في الشكر: هو الثناء على المحسن بما أولاه من المعروف، يقال شكرته وشكرت له، وباللام أفصح، وأما المدح فهو أعم من الحمد.."

قوله في الشكر: "هو الثناء على المحسن بما أولاه من المعروف" يعني على الأوصاف المتعدية ويكون بإزاء النعمة.

وقوله: "هو الثناء على المحسن" هذا بناءً على تفسير الحمد بإضافة المحامد ونسبتها إلى المحمود، أي أوصاف الكمال، فلا يكون بمعنى الثناء، وإنما الثناء هو إعادة الحمد ثانياً، وكثير من أهل العلم لا يفرق، وبعض أهل العلم يضيف قيداً آخر في الفرق بين الحمد والشكر وهو قيد يتعلق بقضية الأوصاف أو الكمالات الاختيارية، ولتوضيح معنى الأوصاف الاختيارية نذكر مثلاً الجمال فهو كمال لكنه ليس اختيارياً بالنسبة للإنسان، أما الكرم فهو كمال اختياري، فهذا يذكرونه في الفرق بين الحمد وبين المدح.

يقول: "يقال شكرته وشكرت له وباللام أفصح" المشهور باللام وهو الأكثر استعمالاً، قال تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ [سورة لقمان:14]، وقال تعالى: وَاشْكُرُواْ لِلّهِ [سورة البقرة:172]، ويأتي متعدياً بنفسه كما في قوله تعالى: وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ [سورة النحل:114].

وفي قول الشاعر:

شكرتك إن الشكر حبلٌ من التقى وما كل من أوليته نعمة يقضى

فقال شكرتك، مع أن الغالب في الاستعمال أن يقول: شكرت لك.

"وأما المدح فهو أعم من الحمد؛ لأنه يكون للحي وللميت وللجماد أيضاً، كما يمدح الطعام والمكان ونحو ذلك، ويكون قبل الإحسان وبعده، وعلى الصفات المتعدية واللازمة أيضاً فهو أعم".

يعني أن الحمد أو الشكر لا يكون للحيوانات ولا للجمادات، فلا تقول: حمدت هذه السارية، ولا تقول: حمدتُ هذه الدابة، وإنما يكون لمن يعقل فتقول: حمدتُ زيداً، وتقول: فلان يحمد صاحبه، وفلان يشكر صاحبه، وما أشبه هذا.

وبالنسبة للمدح فإنه يكون على الصفة اللازمة والمتعدية، ويكون بسبب النعمة والإنعام والإفضال، ويكون من غير ذلك، ويكون على الأوصاف الاختيارية وعلى الأوصاف غير الاختيارية، فتُمدح المرأة لجمالها، ولطولها، ولسواد عينيها، وما أشبه ذلك، لكنها لا تشكر على هذا، فلا يقال: شكراً على بياض وجهك وطول قامتك، ولكن يمكن أن تمدح على ذلك، فالمدح سائغ على أوصاف الكمال الاختيارية وغير الاختيارية وعلى الأوصاف اللازمة والمتعدية، فتَمدح المرءَ لعزته وهيبته، وتمدحه أيضاً لكرمه وبره وجوده وإحسانه، وهكذا.

وكذلك قد تَمدح الصِّبْغَ، وتمدح الخشب، وتمدح الجهاز، وتمدح اللباس، وفلان يمدح السيارة الفلانية، وتمدح نوعاً من الأشجار، وهكذا فهو أعم.

"ورواه غير أبي معمر عن حفص فقال: قال عمر لعليٍّ-ا- وأصحابه عنده: لا إله إلا الله وسبحان الله والله أكبر قد عرفناها، فما الحمد لله؟ قال عليٌّ: كلمة أحبها الله تعالى لنفسه.."

قد يقول قائل: إنه لم يذكر معنىً جديداً في تعريف الحمد في قوله: كلمة أحبها الله لنفسه، والسؤال هو عن معنى الحمد، وهذا يدل على نبذ السلف للتكلف، فهم أبعد ما يكونون عن التكلف، والتشقيق لم يكن من أفعالهم وإنما وجد هذا عند المتكلفين من بعدهم، ونحن مهما حاولنا أن نتخلص من هذا الأمر إلا أنه للأسف أمرٌ كأنا طبعنا عليه، حيث تجد الواحد منا يتلقى العلم بهذه الطريقة، ثم لا يستطيع أن ينفك من إسارها.

"قال عليٌ: كلمة أحبها الله تعالى لنفسه، ورضيها لنفسه، وأحب أن تقال، وقال ابن عباس -ا: الحمد لله كلمة الشكر، وإذا قال العبد الحمد لله قال: شكرني عبدي، رواه ابن أبي حاتم".

ابن عباس إمام في التفسير وفي اللغة ومع هذا لم يفرق بين الحمد والشكر، وعلى كل حال فالأمر في هذا سهل، والمقصود أن نشتغل بحمد الله والثناء عليه وشكره، وهذا يتحقق بأن يلهج اللسان بهذه الأمور، ولكن للأسف أنه يغلب علينا الاشتغال بمثل هذه التشقيقات مع التقصير في العمل.

"وقد روى الإمام أحمد بن حنبل عن الأسود بن سريع قال: قلت يا رسول الله، ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي -تبارك وتعالى- فقال:  أما إنّ ربك يحب الحمد[1]ورواه النسائي.

وروى أبو عيسى الحافظ الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث موسى بن إبراهيم بن كثير عن طلحة بن خراش عن جابر بن عبد الله -ا- قال: قال رسول الله ﷺ:  أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله[2]، وقال الترمذي: حسن غريب.

وروى ابن ماجه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ:  ما أنعم الله على عبد نعمة فقال: الحمد الله إلا كان الذي أعطى أفضل مما أخذ[3].

وفي سنن ابن ماجه عن ابن عمر -ا- أن رسول الله ﷺ حدثهم إن عبداً من عباد الله قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فعضلت بالملكين، فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى الله فقالا: يا ربنا إن عبداً قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها، قال الله وهو أعلم بما قال عبده: ماذا قال عبدي؟ قالا: يا رب إنه قال: لك الحمد يا رب كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فقال الله لهما: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها[4].

والألف واللام في الحمد لاستغراق جميع أجناس الحمد وصنوفه لله تعالى، كما جاء في الحديث: اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله.. الحديث[5].

والرب هو المالك المتصرف، ويطلق في اللغة على السيد، وعلى المتصرف للإصلاح، وكل ذلك صحيح في حق الله، ولا يستعمل الرب لغير الله بل بالإضافة تقول: رب الدار، رب كذا، وأما الرب فلا يقال إلا لله وقد قيل: إنه الاسم الأعظم".

قال: "والرب هو المالك المتصرف ثم قال: ويطلق في اللغة على السيد وعلى المتصرف للإصلاح وكل ذلك صحيح في حق الله" لو قيل: الرب هو المالك المتصرف المعبود المدبر لشئون خلقه، المربي لهم بالنعم الظاهرة والباطنة وهو السيد بحيث تُذكر هذه المعاني جميعاً كان أولى؛ فهذه كلها ثابتة لله -تبارك وتعالى، فالمعاني التي يذكرونها في معنى الرب هي نحو سبعة معانٍكلها ثابتةٌ لله  ومنها أن يقال الرب لصاحب الشيء، قال تعالى: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ [سورة الصافات:180]، فرب العزة معناه صاحب العزة، وكذلك الرب تطلق بمعنى السيد، فالرب هو السيد والمالك كما قال عبد المطلب: أنا رب الإبل، وفي الحديث: لا يقل أحدكم: أطعم ربك[6] بمعنى سيدك.

ومن معاني الرب كذلك أي المربي لخلقه بالنعم الظاهرة والباطنة وبأنواع التربية المعنوية بما يفيض عليهم من الرحمات، وألوان الإحسان المعنوي من هدايتهم للإيمان، وإرسال الرسل، وتعليمهم ما لم يكونوا يعلمون، وكذلك ما يفيض عليهم من ألوان اللذة والسرور بمعرفته ، وما يلهمهم من الصبر ونحو ذك، كما يربيهم التربية الحسية المتمثلة في نقلهم من طورٍ إلى طور في بطون أمهاتهم، ثم يخرجهم من بطون أمهاتهم، وما يكلؤهم به من ألوان النعم وهكذا، فهذا كله من تربيته لهم فالرب يأتي لهذه المعاني كلها.

وإذا نظرت في الرب باعتبار أنه السيد يكون ذلك صفة ذات، وإذا نظرت إليه باعتبار أنه المتصرف المربي لخلقه وما أشبه ذلك فهي صفة فعل، وبهذا نعرف أن أوصاف الله  منها ما يكون صفة ذات باعتبار، ويكون صفة فعل باعتبارٍ آخر، ومن الاعتبارات في ذلك تنوع القراءات وسيأتي ذكر هذا في قوله تعالى: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [سورة الفاتحة:4] فعلى قراءة "ملك"يكون ذلك صفة ذات، وعلى قراءة "مالك"يكون صفة فعل.

قوله: "وأما الرب فلا يقال إلا لله " يعني هذا إذا أطلق من غير قيد، فأما قولك: أنا رب الإبل، أنا رب الدار، أنا رب السيارة فهذا لا إشكال فيه، لكن الرب هذا لا يطلق إلا على الله .

وقد جاء في بعض شعر العرب إطلاق الرب على بعض البشر من الناس، وهذا تعدٍّ وتجاوز بالمخلوق قدره، فهذا لا يجوز بحالٍ من الأحوال، ووقوعه في شعر بعض العرب حاصل لكنه نادر.

"والعالَمين جمع عالم، وهو كل موجود سوى الله والعالَم جمع لا واحد له من لفظه".

العالَمين جمع عالم، هذا هو المشهور، وبعضهم يقول: إن هذا اسم جمع وليس جمعاً للعالَم لكن هذا القول فيه نظر.

يقول: "والعالَم جمع لا واحد له من لفظه" فالعالَم جمعٌ، وعالَمين جمع عالَم، فإذا كان العالَم جمع لا واحد له، فالعالَمين جمع الجمع، وجمع الجمع لا واحد له من لفظه.

"والعوالم أصناف المخلوقات في السماوات وفي البر والبحر، وكل قرنٍ منها وجيل يسمى عالَماً أيضاً".

يعني أن العالَمين جمع للجمع ليشمل ذلك سائر الأصناف، فالملائكة عالَم، والجن عالَم، والطيور عالَم، وهكذا.

وكذلك أصناف الأمم أيضاً يقال لهم: عالَم، فنقول مثلاً: العالَم العربي، فهذا إطلاق صحيح في اللغة، وكذلك الأجيال والقرون، فكل جيل يقال له: عالَم، فالله رب العالَمين، رب الأولين والآخرين، رب السماوات والأرض وما بينهما، وأحسن ما يفسر به القرآن القرآن، وقد قال موسى ﷺ جواباً لفرعون لما قال له: وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ۝ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا [سورة الشعراء:23-24]، فالعالَمين يشمل ذلك جميعاً، أي: العالَم العلوي والعالَم السفلي وما بينهما بكل ما يحويه من المخلوقات.

"قال الفراء وأبو عبيد: العالَم عبارة عما يعقل، وهم الإنس والجن والملائكة والشياطين، ولا يقال للبهائم عالَم".

هذا قول لبعضهم، ولكنه ليس محل اتفاق.

"وعن زيد بن أسلم وأبي محيصن: العالَم كل ما له روح ترفرف".

وهذا القول أعم أوسع، فذاك يقول: ما كان له روح ويعقل، وهذا يقول: ما كان له روح ترفرف، فيدخل فيه الحشرات والطيور والحيوانات.

"وقال قتادة: رب العالمين كل صنف عالَم، وقال الزجاج: العالَم كل ما خلق الله في الدنيا والآخرة، قال القرطبي: وهذا هو الصحيح، إنه شامل لكل العالَمين، كقوله:  وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ۝ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ [سورة الشعراء:23-24]، والعالَم مشتق من العلامة، قلت: لأنه عَلَم دال على وجود خالقه وصانعه ووحدانيته".

هذا هو المشهور عند أهل اللغة وعند المفسرين وهو أن العالَمين جمع عالَم، والعالَم مشتقٌ من العلامة؛ لأنه يدل على قدرة الصانع وعلمه.

وبعض أهل العلم يقول: إن العالَم مشتقٌ من العِلم؛ وذلك أنه نتج عنه وصدر عنه، فإن هذا الخلق لا يمكن أن يصدر إلا عن علم، ثم إن الإحاطة به لا يمكن أن تتأتى إلا بالعلم، فهو يعلم أحوال هذا العالَم.

ويقول بعضهم ممن قالوا: إنه مشتق من العِلم يقولون: لأن هذه المخلوقات توصف بالعلم، وهذا يأتي على قول من يحصرها بمن يعقل إلا على وجهٍ من التكلف وذلك إذا قلنا: إن ما لا يعقل من هذه الأشياء قد أعطاها الله علماً يناسبها.

"وقوله تعالى: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [سورة الفاتحة:3] تقدم الكلام عليه في البسملة بما أغنى عن الإعادة، قال القرطبي: إنما وصف نفسه بـ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [سورة الفاتحة:3] بعد قوله: رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الفاتحة:2] ليكون من باب قرن الترغيب بعد الترهيب، كما قال تعالى: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ۝ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ [سورة الحجر:49-50]".

قوله: "ليكون من باب قرن الترغيب بعد الترهيب" وجه الترهيب في قوله: رَبِّ الْعَالَمِينَ هو أن الرب هو السيد، فرب العالمين أي هو سيدهم ونواصيهم بيده، والسيد لا شك أنه يُهاب وتخاف سطوته ويرهب جانبه، فلذلك جاء بعده بـ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [سورة الفاتحة:3]، أي ليجمع لهم بين الترغيب والترهيب، ولكن ذلك أوضح بما بعده أي في قول الله : مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [سورة الفاتحة:4] فيوم الدين هو يوم الجزاء والحساب، الذي قال الله  فيه: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ [سورة طـه:111]، ويقول الله  فيه: لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [سورة غافر:16]، فلا أحد يدعي الملك في ذلك اليوم، بل الملوك كلهم خاضعون ذليلون في ذلك اليوم، فلذلك يكون قوله تعالى: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ۝ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [سورة الفاتحة:3-4] أوضح في الجمع بين الترغيب والترهيب.

وهذه الآيات فيها من الدلالات على معانٍ من علم الله وعدله وصفات كماله الشيء الكثير.

"وقوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [سورة الأنعام:165]، قال: فالرب فيه ترهيب والرحمن الرحيم ترغيب.

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:  لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد[7]".

نخرج من هذا بأن ربوبية الله مبنية على الرحمة، وليست مبنية على العسف والقهر ومجرد التسلط، وإنزال البأس والعقوبات بهؤلاء المخلوقين، إنما هي ربوبية مبنية على الرحمة، فإذا عرف العبد ذلك سكن إلى ربه -تبارك وتعالى- وأقبل عليه وأحبه.

"مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [سورة الفاتحة:4] وتخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه؛ لأنه قد تقدم الإخبار بأنه رب العالمين، وذلك عام في الدنيا والآخرة، وإنما أضيف إلى يوم الدين؛ لأنه لا يدعي أحد هنالك شيئاً ولا يتكلم أحد إلا بإذنه".

هذا جواب على سؤال تقديره: إن الله مالك للدنيا والآخرة، فلماذا خصَّ يوم الدين بالذكر؟

الوجه الأول في الجواب أن يقال: إنه قال قبله: رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الفاتحة:4] فهذا فيه ملك الدنيا والآخرة، فهو رب العالمين وسيدهم بإطلاق، ثم خص يوم الدين لعظمته، أو لأنه هو اليوم وما دونه كساعة، كما قال تعالى: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ [سورة الروم:55]، أو لأنه هو الغاية وما قبله من الأيام مراحل تطوي الناس إليه، فإذا وصلوا إلى ذلك اليوم فهو اليوم الأبدي السرمدي، وفي ذلك اليوم يقول الله : لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ [سورة غافر:16] فلا أحد يجيب، ثم يقال: لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [سورة غافر:16] فلا أحد يدعي أن له شيئاً من الملك في ذلك اليوم.

فالحاصل أن الله أفرد يوم الدين لشيء من هذه الاعتبارات أو لغيرها فالله أعلم، فهذه وجوه يذكرها أهل العلم.

"وإنما أضيف إلى يوم الدين؛ لأنه لا يدعي أحدٌ هنالك شيئاً ولا يتكلم أحد إلا بإذنه، كما قال تعالى: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا [سورة النبأ:38]، وقال تعالى: وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا [سورة طـه:108]، وقال تعالى: يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ [سورة هود:105]، وقال الضحاك: عن ابن عباس -ا: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [سورة الفاتحة:105] يقول لا يملك أحد معه في ذلك اليوم حكماً كملكهم في الدنيا.

قال: ويوم الدين يوم الحساب للخلائق، وهو يوم القيامة، يدينهم بأعمالهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر إلا من عفا عنه، وكذلك قال غيره من الصحابة والتابعين والسلف وهو ظاهر".

يعني أن الدِّين هو الجزاء، ومنه كما تدين تدان، قال تعالى: إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [سورة الطور:16]، ومنه قول الشاعر: دِنّاهم كما دانوا، بمعنى جزيناهم كما فعلوا أو كما عاملونا، وهذا معروف ومشهور.

"والمَلِك في الحقيقة هو الله قال الله تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ [سورة الحشر:23].

وفي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعاً:  أخنع اسم عند الله رجل تسمى بملك الأملاك، ولا مالك إلا الله[8].

وفيهما عنه عن رسول الله ﷺ قال: يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟[9].

وفي القرآن العظيم: لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [سورة غافر:16]، فأما تسمية غيره في الدنيا بملك فعلى سبيل المجاز، كما قال تعالى: إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا [سورة البقرة:247]، وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ [سورة الكهف:79]، إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا [سورة المائدة:20]، وفي الصحيحين: مثل الملوك على الأسرة[10]".

قوله عليه الصلاة والسلام:  مثل الملوك على الأسرة هذا في الجيش الذي يركب البحر غازياً في سبيل الله، وعلى كل حال فإن الملك في الدنيا ملكٌ محدود إنما يكون على فئةٍ من الناس، وفي رقعةٍ محدودة، ولأجلٍ محدود، فمن أعطي شيئاً من الملك فإنه يسلب منه لا محالة إما بالموت أو العزل، وصاحب هذا الملك كان فاقداًله في الأصل، ثم إنه يعتوره من ألوان النقص والعبودية ما لا يخفى، كما قال شيخ الإسلام في كتاب "العبودية: تجد الرجل ملكاً في الظاهر وهو عبدٌ ذليلٌ لمن لا يقوم ملكه إلا بهم في الباطن.

ولهذا يقول الله في سورة البقرة في آية الكرسي: مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ [سورة البقرة:255]، أي لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه لكمال عظمته وملكه؛ لأن ملوك الدنيا يُشفع عندهم من غير إذن، فهم لا يُستأذنون عند الشفاعة، وقد يقبلون ذلك وهم لا يرغبون فيه إما خوفاً من غائلة من الشافع ومن تنكره لهم؛ لأن ملكهملا يقوم إلا به، أو لحاجتهم إليه في مصالح أخرى، أو حياءً منه وحرجاً وخجلاً، أما الله فلا أحد يستطيع أن يمارس عليه ضغوطاً، أو يُحرَج من أحد أو يخاف من أحد، أو يضطر لقبول شفاعة أحد؛ لأنه يحتاجه في أمور أخرى حتى لا يرده، وما أشبه ذلك، بل ملكه -تبارك وتعالى- كامل ليس فيه نقص، بينما في الدنيا تجد  الملك يعتوره أشياء من هذا النقص، ثم إن الذي يهب ذلك أولاً وآخراً هو الله ولهذا يقول الله : قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [سورة آل عمران:26].

"والدِّين الجزاء والحساب، كما قال تعالى: يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ [سورة النــور:25]، وقال: أَئِنَّا لَمَدِينُونَ [سورة الصافات:53] أي مجزيون محاسبون.

وفي الحديث: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت[11] أي حاسب نفسه، كما قال عمر -: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتأهبوا للعرض الأكبر على من لا تخفى عليه أعمالكم، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ [سورة الحاقة:18][12]".

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [سورة الفاتحة:5]، والعبادة في اللغة من الذلة، يقال طريق معبد وبعير معبد أي مذلل، وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف".

قوله: "وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف" هذه تسمى أركان العبادة، والعبادة تطلق في المعنى الشرعي على أمرين، الأمر الأول: بالنظر إلى فعل العبد، والثاني: بالنظر إلى المفعولات والأعمال التي تعبَّد الله الناس بها.

فإذا قلنا: إن العبادة اسمٌ جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فهذا بالاعتبار الثاني أي باعتبار المفعولات والأعمال التي شرعها الله لعباده ليتقربوا بها إليه. وإذا نظرنا إلى العبادة بالاعتبار الأول، أي باعتبار أنها نفس فعل العبد الذي هو صفة من صفاته، نقول: إن العبادة هي الانقياد لله ، بمعنى الإسلام، أي إسلام الوجه لله -تبارك وتعالى- والخضوع له بالطاعة، يعني فعل العبد لا نفس العبادات التي شرعها الله ؛ لأن العبادة مصدر، تارةً يراد بها المفعول، وتارةً تطلق على نفس الفعل، كما تقول القرآن يطلق على نفس المقروء الذي هو الكتاب الذي بين أيدينا، ويطلق على القراءة، وكذلك الوحي يطلق على هذا القرآن أنه وحي، يعني ما نتج عن الإيحاء وهو هذا الكتاب، وتارةً يطلق على نفس العملية التي هي الإيحاء، فتارةً يطلق على هذا المعنى، وتارةً يطلق على المعنى الآخر، فهما إطلاقان معروفان.

"وقدم المفعول وهو إياك، وكرر للاهتمام والحصر، أي: لا نعبد إلا إياك ولا نتوكل إلا عليك".

هذه قاعدة عامة وهي أن تقديم المعمولات على عواملها يفيد الحصر، وقد يكون التقديم لمعنىًآخر كأن يكون للاهتمام به أو غير ذلك مما يذكره أهل العلم، فقوله هنا: إِيَّاكَ نَعْبُدُ [سورة الفاتحة:5] أي لا نعبد إلا إياك، "أي: لا نعبد إلا إياك ولا نتوكل إلا عليك".

لو نظرتا إلى قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ بدون تقديم وتأخير فسنقول: نعبدك، فيكون الذي تقدم هو الفعل وتقدم الضمير الذي يعود إلى المخلوق، والكاف للخطاب وهي متوجهة إلى الرب -، فكأنه قُدِّم الفعل والمخلوق على ذكر الخالق المعبود ، فلذلك قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ؛ لئلا يتقدم على المعبود شيءٌ سواه، وهذا أليق وأكمل في الأدب.

ونفس هذا الكلام يقال في قوله تعالى: وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[سورة الفاتحة:5].

"أي لا نعبد إلا إياك ولا نتوكل إلا عليك، وهذا هو كمال الطاعة، والدين كله يرجع إلى هذين المعنيين، وهذا كما قال بعض السلف: الفاتحة سر القرآن، وسرها هذه الكلمة: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [سورة الفاتحة:5]، فالأول تبرؤ من الشرك، والثاني تبرؤ من الحول والقوة، وتفويض إلى الله وهذا المعنى في غير آية من القرآن كما قال تعالى: فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [سورة هود:123]، قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا [سورة الملك:29]، رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا [سورة المزمل:9]، وكذلك هذه الآية الكريمة: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [سورة الفاتحة:5]".

بعض أهل العلم مثل ابن القيم -رحمه الله- يذكر أكثر من عشرة أوجه في وجه تقديم إِيَّاكَ نَعْبُدُ على إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ويمكن أن تراجع في كتابه مدارج السالكين.

"وتحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب، لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى".

هنا التفات، والالتفات لا شك أنه تفننٌ في الخطاب، وله من الدلالات البلاغية في كل مقامٍ ما يناسبه، وهو في الجملة لا شك أنه أدعى إلى تنشيط السامع، وهو أدلُّ على الفصاحة والبلاغة والقدرة على التفنن بالكلام، فهذا الالتفات تارةً يكون من الغائب إلى المخاطب مثل هنا، فهو يتحدث عن الله على سبيل الغيبة، الحمد لله هو رب العالمين، هو الرحمن الرحيم، ثم قال: إياك، فتوجه إلى المخاطب، وعلل ذلك هنا فقال: كأنه لما أثنى عليه اقترب منه فناسب أن يوجه الخطاب إليه، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [سورة الفاتحة:5]، وهذا مثل قوله تعالى: حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ [سورة يونس:22]، فالكلام للمخاطب، ثم قال:  وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ [سورة يونس22] حيث تحول عكس ما عليه الحال هنا، أي تحول الكلام من الخطاب إلى الغيبة، وعلى كل حال فالالتفات أنواع، والكلام عن هذا الموضوع يوجد في كتب البلاغة مفصلاً.

"فلهذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [سورة الفاتحة:5] وفي هذا دليلٌ على أن أول السورة خبر من الله تعالى بالثناء على نفسه الكريمة بجمال صفاته الحسنى، وإرشاد لعباده بأن يثنوا عليه بذلك، ولهذا لا تصح صلاة من لم يقل ذلك وهو قادر عليه، كما جاء في الصحيحين عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله ﷺ: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب[13].

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ: يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل، إذا قال العبد: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قال: الله: حمدني عبدي، وإذا قال: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قال الله: أثنى عليَّ عبدي، فإذا قال: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قال الله: مجدني عبدي، وإذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ۝ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل[14]"

 

  1. أخرجه أحمد (15624) (ج 3 / ص 435) وضعفه شعيب الأرنؤوط.
  2. أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات - باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة (3383) (ج 5 / ص 462) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (1104).
  3. أخرجه ابن ماجه في كتاب الأدب - باب فضل الحامدين (3805) (ج 2 / ص 1250) وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه برقم (3805).
  4. أخرجه ابن ماجه في كتاب الأدب - باب فضل الحامدين (3801) (ج 2 / ص 1249) وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه برقم (3801).
  5. أخرجه أحمد (23403) (ج 5 / ص 395) وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة برقم (963).
  6. أخرجه مسلم في كتاب التوبة - باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه (2755) (ج 4 / ص 2109).
  7. أخرجه مسلم في كتاب التوبة - باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه (2755) (ج 4 / ص 2109).
  8. أخرجه البخاري في كتاب الأدب - باب أبغض الأسماء إلى الله (5853) (ج 5 / ص 2292) ومسلم في كتاب الآداب - باب تحريم التسمي بملك الأملاك وبملك الملوك (2143) (ج 3 / ص 1688).
  9. أخرجه البخاري في كتاب الرقاق - باب يقبض الله الأرض يوم القيامة (6154) (ج 5 / ص 2389)ومسلم في كتاب صفة القيامة والجنة والنار (7227) (ج 8 / ص 42).
  10. أخرجه البخاري في كتاب فضل الجهاد والسير - باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء (2636) (ج 3 / ص 1027) ومسلم في كتاب الإمارة - باب فضل الغزو في البحر (1912) (ج 3 / ص 1518).
  11. أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله ﷺ - باب 25 (2459) (ج 4 / ص 638) وابن ماجه في كتاب الزهد – باب ذكر الموت والاستعداد (4260) (ج 2 / ص 1423) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم ( 4305).
  12. انظر مصنف ابن أبي شيبة (ج 8 / ص 149).
  13. أخرجه البخاري في كتاب صفة الصلاة -  باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر وما يجهر فيها وما يخافت (723) (ج 1 / ص 263) ومسلم في كتاب الصلاة - باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وإنه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها قرأ ما تيسر له من غيرها (394) (ج 1 / ص 295).
  14. أخرجه مسلم في كتاب الصلاة - باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وإنه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها قرأ ما تيسر له من غيرها (395) (ج 1 / ص 296).

مواد ذات صلة