السبت 21 / جمادى الأولى / 1446 - 23 / نوفمبر 2024
الانتقام - العدل في التعدد
تاريخ النشر: ١٣ / ربيع الآخر / ١٤٢٩
التحميل: 3852
مرات الإستماع: 5134

بسم الله الرحمن الرحيم

الانتقام – العـدل في التعدد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلا زال حديثنا عن المشكلات الزوجية، وقد قلنا في الدرس الماضي: إن من المشكلات الزوجية أن يتلقى أحد الزوجين التوجيه من أطراف خارجية، البنت من أمها ومن أخواتها يحرضنها على هذا الزوج، وكذلك هو ربما يتلقى من أخواته ومن أمه فيلقنونه ويحركون قلبه ومشاعره تجاه هذه المرأة، فيتصرف بعض التصرفات التي لا تليق، وهؤلاء قد لا يحسبون العواقب، فينبغي للإنسان أن لا يدخل هذه الأطراف في مثل هذه المشكلات، ويتفق مع امرأته ابتداءً أن لا تذكر شيئاً لأهلها مما يجري بينه وبينها، وكذلك هو لا يذكر شيئاً لأهله فيما يدور بينه وبين امرأته، وهذا هو الرجل العاقل، وهذه هي المرأة العاقلة.

ومن ذلك أيضاً أن بعض الناس من الأزواج ومن الزوجات يحمِّل كل واحد منهما الطرف الآخر التبعات والمسئوليات الناتجة من تصرف أطراف آخرين، فمثلاً: هذه المرأة تزوجت برجل، وأخوها قد تزوج أخت هذا الزوج، فهذا أخذ أخت هذا، وفلان أخذ أخته، فطلقت أخته من قبل أخي زوجته، فيأتي إلى هذه المسكينة فيقول لها: قومي فالحقي بأهلك، والله لا تقر لكِ عين في بيتي وأختي تبكي قد طلقها أخوك، فتقول له: أنا ما ذنبي؟ أنا لم أعلم بمشكلتهم، وليس لي علاقة بالموضوع!!

وهذا يقع للأسف، فأهلها يسيئون إليه، وتقع خصومة بينه وبين أحدٍ من إخوانها، فيثور على هذه المسكينة، ويتشفى منها باعتبار أنها فرد من أفراد هذه الأسرة، وهذا حرام لا يجوز، وهذا ظلم، والله يقول: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [(38) سورة المدثر]، فلا يحمل أحد تبعات تصرف الطرف الآخر.

ومن ذلك أيضاً: الزواج من الثانية، والزواج من الثانية طيب ومطلوب، وهو الأصل، والله يقول: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} [(3) سورة النساء]، فالأصل أن يعدد الإنسان، فالمرأة يصيبها النفاس والمرض والحيض والتعب وغير ذلك مما يعتري المرأة عادة، فالرجل يحتاج إلى امرأة أخرى ثانية وثالثة، وهذا لا غضاضة فيه، وخير هذه الأمة أكثرها نساءً     ﷺ، لكن المشكلة حينما يتزوج الثانية من يكون ضعيفاً، لا يصلح أن يتزوج الثانية، لا يصلح أن يدير امرأة واحدة فضلاً على أن يأتي بامرأة أخرى فتلعب به هذه المرأة، أو يلعب به هؤلاء النساء لعب الصبيان بالكرة، ولربما كانت شخصية إحدى النساء قوية فتسيطر عليه، ولا يستطيع أن يذهب إلى الأخرى، ولربما بكى عندها طويلاً وأبكى، يبث لها مشاعره وآلامه وحسرته وأنه يحب لقاءها والجلوس معها، ولربما كتب لها بعض الأشعار -إن كان شاعراً- وكتب لها بعض العبارات الرومانسية -كما يقال- التي يعبر بها عن محبتها وعن تقديره لها؛ ولكنه مغلوب على أمره من قبل تلك المرأة المسيطرة عليه، فهذا لماذا يتزوج؟ بعض النساء تقول: منذ أن تزوجته منذ شهور طويلة قريباً من سنة كاملة لم يبت عندي ليلة واحدة، والسبب هو هذه المرأة الأولى أنها قوية ومسيطرة عليه، فهذا لا يصلح أن يتزوج، وإنما الذي يتزوج الثانية والثالثة والرابعة هو الشخص الذي يكون لديه القدرة على العدل، أما أن يتزوج ثم يظلم فهذا لا يجوز، وبعضهم يتزوج الثانية ويجحف في حق الأولى، وهذا هو الغالب فيشتط ويندفع ويتصرف تصرفات لا تليق.

بعض النساء تقول: يلقِّم امرأته الجديدة أمامي، فهذا يثير مشاعر المرأة، لماذا هذه التصرفات؟ يقول: لا بأس، أنت الكبيرة والعاقلة وتحملي، وهذه امرأة جديدة، لابد أن نؤانسها ونُذهب الوحشة عنها...الخ.

تؤكلها أمام امرأتك الأولى؟! هذا لا يجوز، هذا حرام.

وهكذا يميل معها في كل شيء ويظلم، وربما فتح لهذه الجديدة بيتاً جديداً، والأولى مع أمه وأخواته، هي التي تعمل وهي التي تطبخ، وهي التي تقوم بالصغير والكبير، وتستقبل الضيوف، إلى غير ذلك، وهذا ظلم لا يجوز،بل يجب العدل بين هؤلاء الأزواج.

فإذا كان الإنسان يعرف من نفسه القدرة على العدل فبها ونعمت، وإذا كان يعرف من نفسه العجز والضعف وكل امرأة تنهشه من ناحية وتسيطر وتجذبه فهذا لا يصح بحال من الأحوال.

الذي يكون سمّاعاً لما تقوله المرأة، أو يكون قوالاً عند النساء، إذا جلس عند هذه بدأ يذكر مآثر تلك، وقلت لها وقالت لي، وأعطيتها وأعطتني وكذا، وهي تفعل أفضل منك...الخ، فهذا يؤجج النار في نفسها.

وكذلك إذا كان سماعاً يذهب إلى هذه فيستمع منها: انظر ماذا قالت؟ وانظر أولادها ماذا صنعوا؟...الخ.

المفروض أنَّ من تزوج امرأة ثانية أن يقطع لسانه إذا دخل على إحداهن، فلا يذكر شيئاً أبداً عن المرأة الثانية، إذا دخل على الأولى كأنه ليس في الدنيا إلا هذه المرأة، وإذا دخل على الثانية كأنه ليس في الدنيا سواها، ولا يتصرف تصرفات استفزازية، يمدح هذه لتلك ويقول: أريد أن أثير الحماس والمنافسة.

لا داعي لذلك؛ فالمنافسة موجودة، أنت تحتاج أن تهدئها فقط، لا تحتاج أن تزيد في اشتعال هذه النار في نفوس هؤلاء الناس، فكثير من الناس يتزوج لكنه يسبب مشاكل لا حصر لها.

ومن ذلك أيضاً: الذنوب والمعاصٍي، فهي تحرقنا، وهي التي تفسد ما بيننا وبين الناس، فإذا أصلح العبد ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الخلق، وكثير من مشاكل الناس إنما هي بسبب ذنوبهم ومعاصيهم.

ومن التوجيهات التي أحب أن أوجهها إلى الإخوة الذين ينوون الزواج:

أنك أيها الأخ إذا أردت أن تتزوج فاختر امرأة من بيئتك، فأفضل ما تكون رقعة الثوب أن تكون منه، لا تكون نشازاً؛ لأن هذه المرأة التي تأتي بها وأنت لك أهل ولك أم ولك أخوات ولك أقارب ولك جماعة فقد تكون هذه المرأة نشازاً من بينهم، فلربما حقروها ولربما تنقصوها، ولربما لم يتأقلموا مع عاداتها وطريقتها في الحياة، ولربما احتقروا أولادها؛ بسبب عصبية عندهم أو نحو ذلك، فتكون المرأة محتقرة، ومن جاءت به من الأولاد يُحتقرون، فلا داعي إذن أن تجعل نفسك في هذه الزاوية الضيقة.

فالله وسع عليك فتزوج امرأة من بيئتك تفهمها وتفهمك، تتعايش معها وتتعايش معك بشيء مألوف لكم في السابق، وهو أنكم تحيون حياة متشابهة من جميع النواحي.

وهنا لا أحتاج أن أشرح لكم هذه القضية طويلاً، فقد وجدت مثالاً جميلاً كتبه أحد الأدباء، وهو الشيخ على الطنطاوي -رحمه الله- كتب كتابة جميلة وهي من أجمل ما قرأت في هذا الموضوع حيث يصف بها حياته الزوجية وسبب النجاح، وقد حذفت بعض الفقرات وسأقرأ  عامتها، يقول -رحمه الله-:  إنه سعيد في حياته وإنه مستريح، ثم يذكر سبب هذه السعادة لماذا سَعِد؟

يقول: "وقد أعانني على هذه السعادة أمور يقدر عليها كل راغب في الزواج، طالب للسعادة فيه، فلينتفع بتجاربي من لم يجرب مثلها": فالعاقل من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه.

يقول: "وليسمع وصف الطريق من سالكه من لم يسلك بعدُ هذا الطريق"، وهذا يستفيد منه من لم يكن قد تزوج، وكذلك إذا أردنا أن نزوج أحداً من أبنائنا، أو أحداً من إخواننا، أو أحداً من معارفنا، فننصحه بهذه النصائح.

يقول: "أولها: أني لم أخطب إلى قوم لا أعرفهم، ولم أتزوج من ناس لا صلة بيني وبينهم، فينكشف لي بالمخالطة خلاف ما سمعت عنهم، وأعرف من سوء دخيلتهم ما كان يستره حسن ظاهرهم"، يقول: لم أتزوج من أناس لا أعرفهم، ثم مع الأيام اكتشف أشياء ما كانت ظاهرة لي.

يقول: "وإنما تزوجت من أقرباء عرفتهم وعرفوني، واطلعت على حياتهم في بيتهم، واطلعوا على حياتي في بيتي، إذ رُبَّ رجل يشهد له الناس بأنه أفكه الناس، وأنه زينة المجالس، ونزهة المجامع، وهو في بيته أثقل الثقلاء، ورُبَّ سمح هو في أهله سمج، وكريم هو في أسرته بخيل، يغتر الناس بحلاوة مظهره فيتجرعون مرارة مخبره"، ويقول: "تزوجت بنتاً أبوها ابن عم أمي": ثم ذكر أن والدها يشتغل في نفس المهنة أو في نفس العمل، فأبوها قاضٍ، وأبوه من القضاة.

يقول: "والثاني: أني اخترتها من طبقة مثل طبقتنا، فأبوها كان مع أبي في المحكمة" إلى أن قال: "وأسلوب معيشته قريب من أسلوب معيشتنا، وهذا هو الركن الوثيق في صرح السعادة الزوجية، ومن أجله شرط فقهاء الحنيفة الكفاءة بين الزوجين".

يقول: "والثالث: أني انتقيتها متعلمة تعليماً عادياً، شيئاً تستطيع به أن تقرأ وتكتب، وتمتاز عن العاميات الجاهلات، وقد استطاعت الآن بعد ثلاثة عشر عاماً في صحبتي أن تكون على درجة من الفهم والإدراك وتذوق ما تقرأ من الكتب والمجلات، لا تبلغها المتعلمات، وأنا أعرفهن، وكنت إلى ما قبل سنتين ألقي دروساً في مدارس البنات على طالبات هنَّ على أبواب البكالوريا، فلا أجدهن أفهم منها، وإن كن أحفظ بمسائل العلوم، يحفظن منها ما لم تسمع هي باسمه".

إلى أن قال: "والرابع: أني لم أبتغِ الجمال وأجعله هو الشرط اللازم الكافي كما يقول علماء الرياضيات، لعلمي أن الجمال ظل زائل، فقد لا يذهب جمال الجميلة ولكن يذهب شعورك به -لأنك ألفته- وانتباهك إليه، لذلك نرى من الأزواج من يترك امرأته الحسناء، ويلحق مَن لسن على حظ من الجمال، ومن هنا صحت في شريعة إبليس قاعدة الفرزدق وهو من كبار أئمة الفسوق، حين قال لزوجته النوّار في القصة المشهورة: ما أطيبك حراماً وأبغضك حلالاً".

 

"والخامس: أن صلتي بأهل المرأة لم يجاوز إلى الآن بعد ثمن قرن من الزمان الصلة الرسمية، الود والاحترام المتبادل، وزيارة الغِبّ": يعني الزيارات التي لا إطالة فيها ولا كثرة، وإنما زيارات قليلة يشتاقون إليها، فلا يطيل عليهم في الزيارة بحيث يملونه ويكون ثقيلاً بالجلوس معهم ويشغلهم عن أعمالهم. 

يقول: "ولم أجد من أهلها ما يجد الأزواج من الأحماء من التدخل في شئونهم، وفرض الرأي عليهم، ولقد كنا نرضى ونسخط كما يرضى كل زوجين ويسخطان، فما تدخل أحد منهم يوماً في رضانا ولا سخطنا"، وهذه قضية مهمة أشرت إليها في بعض الدروس السابقة.

يقول: "ولقد نظرت إلى اليوم في أكثر من عشرين ألف قضية خلاف زوجيّ، وصارت لي خبرة أستطيع أن أؤكد القول معها بأنه لو تُرك الزوجان المختلفان، ولم يدخل بينهما أحد من الأهل ولا من أولاد الحلال لانتهت بالمصالحة ثلاثة أرباع قضايا الزواج"، يعني أن المشكلة في التدخلات بحيث تصير القضية صراعاً ونطاحاً بين فريق وفريق.

"والسادس: أننا لم نجعل بداية أيامنا عسلاً كما يصنع أكثر الأزواج، ثم يكون باقي العمر حنظلاً مراً وسماً زعافاً، بل أريتها من أول يوم أسوأ ما عندي، حتى إذا قبلت مضطرة به، وصبرت محتسبة عليه عدت أريها من حسن خلقي، فصرنا كلما زادت حياتنا الزوجية يوماً زادت سعادتنا قيراطاً"، يعني أنه يقسط لها محاسنه بالتدريج فتزداد مع الأيام حباً له وإجلالاً وإكباراً؛ إذ كل يوم تكتشف له سجية، لا كما يفعل بعض الأزواج من إظهار المحاسن جملة واحدة في البداية في ما يسمونه بأسبوع العسل وشهر العسل، حيث يأتي فيعطيها أفضل ما عنده من الابتسامات ومن الدماثة ومن الكرم والجود، ثم تظهر بعد ذلك المشاكل والبلايا، فهذا لا يليق، لذا أقول: لا تعطها أحسن ما عندك في أول أسبوع ثم تقسط عليها المساوئ في باقي العمر.

وأقول: هنيئاً لمن لم يتزوج بعد حتى استفاد مثل هذا الكلام، وكيف يكون سعيداً في حياته الزوجية.

"والسابع: أنها لم تُدخل جهازاً"، هناك عندهم من العادات في الشام أن المرأة تأتي بأشياء للبيت ثم يحصل عليها شجار عادة وتتحرك نفس المرأة عليها إذا استعملها الزوج أو أخذها أو نحو ذلك...إلى أن قال:

"والثامن: أني تركت ما لقيصر لقيصر، فلم أدخل في شئونها من ترتيب الدار وتربية الأولاد، وتركَتْ هي لي ما هو لي من الإشراف والتوجيه، وكثيراً ما يكون سبب الخلاف لبس المرأة عمامة الزوج وأخذها مكانه، أو لبسه هو صِدار المرأة ومشاركتها الرأي في طريقة كنس الدار، وأسلوب تقطيع الباذنجان، ونمط تفصيل الثوب"، فهذه أمور لا شأن للزوج بها.

"والتاسع: أني لا أكتمها أمراً ولا تكتمني، ولا أكذب عليها ولا تكذبني، أخبرها بحقيقة وضعي المالي"، والحقيقة أن هذه قضية قد نتحفظ عليها؛ لأن المرأة إن رأته كثيراً توسعت فيه، وإن رأته قليلاً سقط الرجل من عينها، فالأحسن أنه لا يخبرها، والعرب كانوا يرون أنه ليس من المروءة أن يخبر الرجل بقدر ما عنده من الدخل.   

يقول: "وآخذها إلى كل مكان أذهب إليه أو أخبرها به، وتخبرني بكل مكان تذهب هي إليه، وتعوَّدَ أولادُنا الصدقَ والصراحةَ، واستنكار الكذب والاشمئزاز منه، ولست والله أطلب من الإخلاص والعقل والتدبير أكثر مما أجده عندها، فهي من النساء الشرقيات اللائي يعشن للبيت لا لأنفسهن، للرجل والأولاد، تجوع لنأكل نحن، وتسهر لننام، وتتعب لنستريح، وتفنى لنبقى، هي أول أهل الدار قياماً، وآخرهم مناماً، لا تنثني تنظف وتخيط وتسعى وتدبر، همها إراحتي وإسعادي، إن كنت أكتب أو كنت نائماً أسكتت الأولاد، وسكنَّت الدار، وأبعدت عني كل منغص أو مزعج".

يقول: "تحب من أحب، وتعادي من أعادي، وإن كان حرص النساء على إرضاء الناس فقد كان حرصها على إرضائي، وإن كان مُناهن حلية أو كسوة فإن أكبر مناها أن تكون لنا دار نملكها نستغني بها عن بيوت الكراء".

ويقول: "تحب أهلي ولا تفتأ تنقل إليَّ كل خير عنهم، إن قصرتُ في بر أحد منهم دفعتني، وإن نسيتُ ذكرتني، حتى إني لأشتهي يوماً أن يكون بينها وبين أختي خلاف كالذي يكون في بيوت الناس، أتسلى به، فلا أجد إلا الود والحب، والإخلاص من الثنتين، والوفاء من الجانبين!"

يقول: "إنها النموذج الكامل للمرأة الشرقية، التي لا تعرف في دنياها إلا زوجها وبيتها، والتي يزهد بعض الشباب فيها، فيذهبون إلى أوربا أو أميركا ليجيئوا بالعلم فلا يجيئون إلا بورقة في اليد، وامرأة تحت الإبط، امرأة يحملونها يقطعون بها نصف محيط الأرض أو ثلثه أو ربعه، ثم لا يكون لها من الجمال، ولا من الشرف ولا من الإخلاص ما يجعلها تصلح خادمة للمرأة الشرقية، ولكنه فساد الأذواق وفقد العقول، واستشعار الصَّغَار وتقليد الضعيف للقوي، يحسب أحدهم أنه إن تزوج امرأة من أمريكا أو أي امرأة عاملة في شباك السينما، أو في مكتب الفندق فقد صاهر طرمان، وملك ناطحات السحاب، وصارت له القنبلة الذرية، ونقش اسمه على تمثال الحرية!".  

يقول: "إن نساءنا خير نساء الأرض، وأوفاهن لزوج، وأحناهن على ولد، وأشرفهن نفساً، وأطهرهن ذيلاً وأكثرهن طاعة وامتثالاً وقبولاً لكل نصحٍ نافع وتوجيه سديد، وإني ما ذكرت بعض الحق من مزايا زوجتي إلا لأضرب المثل من نفسي على السعادة التي يلقاها زوج المرأة العربية -وكدت أن أقول الشامية المسلمة- لعل الله يلهم أحداً من العزاب القراء العزم على الزواج فيكون الله قد هدى بي بعد أن هداني"، هذه تجربة جميلة جداً، والإنسان يستفيد من هؤلاء الذين لهم خبرة فينتفع، وهذا خيرً له من أن يكون مجرباً على نفسه.

هذا، وأسأل الله أن يهدينا وإياكم لأحسن الأعمال والأخلاق، وأن يوفقنا وإياكم أعظم التوفيق، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

 

مواد ذات صلة