السبت 21 / جمادى الأولى / 1446 - 23 / نوفمبر 2024
المخرج من الفتن
تاريخ النشر: ١٦ / جمادى الآخرة / ١٤٢٩
التحميل: 7399
مرات الإستماع: 19661

لقد حذر النبي ﷺ من جميع الفتن الكبار والصغار

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً.
اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن التوكل إلا عليك، ومن الطلب إلا منك، ومن الرضا إلا عنك، ومن الذل إلا في طاعتك، ومن الصبر إلا على بابك، أما بعد:
لقد حذر النبي ﷺ أمته من كل شر يعترض طريقها، فحذرها ﷺ من جميع الفتن الكبار والصغار.
وما ترك ﷺ خبر طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لهم ﷺ منه خبراً؛ كل ذلك شفقة على هذه الأمة من أن تضل أو تهلك وفيها كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وفي ذلك الشفاء الكامل، والدواء الناجع لكل المضلات والمشكلات العارضة التي تنتاب هذه الأمة. 
يقول النبي ﷺ ناصحاً لأمته مشفقاً عليها: إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضها أي يهون بعضها بعضاً، حيث تتابع حتى تكون الأولى أخف من الثانية.
يقول: وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى له[1] أي يضع نفسه في مكان إخوانه، فلا يقدم على أمر من الأمور إلا وقد وضع نفسه مكان هذا الأخ من المؤمنين، فلا يصل إليه بشيء من السوء والمكروه الذي يكرهه لنفسه. 
ولقد أشرف النبي ﷺ مرة على أُطُـمٍ من آطـام المدينة: أي على بناء مرتفع من قلاعها، فقال ﷺ مخاطباً أصحابَه: هل ترون ما أرى؟ ومعلوم أن من علا أطمَ من آطام المدينة فإنه يشاهد بيوت المدينة جلية واضحة تحته.
قال: هل ترون ما أرى؟ قالوا: لا، قال: فإني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر[2] كان رسول الله ﷺ يرى الفتن بين بيوت الناس كمواقع المطر.
وأخبر ﷺ كما في حديث حذيفة بن اليمان عن كل ما يتعلق بالفتن، حتى قال حذيفة : "والله ما ترك رسول الله ﷺ من قائد فتنة إلى انقضاء الدنيا يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعداً إلا قد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته"[3]
أخبرهم ﷺ عن هؤلاء القادة والزعماء ممن يتزعمون هذه الفتن ممن يبلغ معه من الأتباع والمأمورين والمريدين ممن يبلغون ثلاثمائة فصاعداً، فكم هؤلاء الذين أخبر عنهم ﷺ؟
كما أخبر - عليه الصلاة والسلام - عن تنوع هذه الفتن، فمنها الكبار، ومنها الصغار؛ كما في حديث حذيفة - رضي الله تعالى عنه - قال - عليه الصلاة والسلام - : منها ثلاث لا يكدن يذرن شيئاً، ومنهن فتن كرياح الصيف، منها صغار ومنها كبار أي فيها شيء من الشدة، ولكنها شدة تنقضي وليست كرياح الشتاء.
قال حذيفة: فذهب أولئك الرهط الذين سمعوه معي كلهم غيري[4] أي أن كل من سمع مع حذيفة هذا الحديث عن الفتن من النبي ﷺ قد ماتوا ولم يبق منهم حذيفة وكأنه يخشى أن تدركه شيء من هذه الفتن! 

  1. أخرجه مسلم في كتاب: الإمارة - باب: وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول (1844) (ج 3 / ص 1472).
  2. أخرجه البخاري في كتاب: المظالم - باب: الغرفة والعلية المشرفة في السطوح وغيرها (2335) (ج 2 / ص 871)، ومسلم في كتاب: الفتن وأشراط الساعة - باب: نزول الفتن كمواقع القطر (2885) (ج 4 /ص 2211).
  3. أخرجه أبو داود في كتاب: الفتن والملاحم - باب: ذكر الفتن ودلائلها (4243) (ج 2 / ص 496)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود برقم (913)، وفي المشكاة برقم (5393).
  4. أخرجه مسلم في كتاب: الفتن وأشراط الساعة - باب: إخبار النبي ﷺ فيما يكون إلى قيام الساعة (2891) (ج 4 / ص 2216).
لا يدري القاتل فيمَ قَتَل، ولا المقتول فيم قُتِل

رسول الله ﷺ : والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيمَ قَتَل، ولا المقتول فيم قُتِل فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهَرْج، القاتل والمقتول في النار[1] أي أن هذه الفتن يكثر فيها الهرج، وهو الاختلاف في الآراء، وتفاوت الأهواء، وتداخل الناس حتى يحصل القتال بينهم.
ثم بعد ذلك يكون لهؤلاء المقاتلين أحوال وصفها ﷺ حيث إن الواحد منهم ليدخل في القتال وليس له هدفٌ واضح محدد، وليس له قضية يقاتل من أجلها، فلو سئل هؤلاء الأفراد المقتحمون في هذا القتال: ما هي أهدافكم؟ وما هي مطالبكم؟ لم يستطيعوا أن يفصحوا عن شيء من ذلك.
وأخبر ﷺ عن تقلب الناس في هذه الفتن ظهراً لبطن كما في حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - الذي قال فيه ﷺ : بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم أي لشدة إدلهمامها وظلمتها وخفائها وسوادها وفلوحها، قال: يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا[2].
كما أخبرنا ﷺ عن الحال التي نعيشها في هذه الأيام من تداعي أمم الكفر من كل حدب وصوب على هذه الأمة، كما في حديث ثوبان - رضي الله تعالى عنه - عن رسول الله ﷺ : يوشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها أي: كما يتداعى الآكلون على القصعة التي يأكلون منها طعامهم، فقال قائل: من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟: هل نحن قليل فيطمع عدونا بنا بسبب قلتنا؟
قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل والغثاء هو ما يحمله السيل من وسخ مما لا وزن له.
قال: ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا، وكراهية الموت[3].
ومما أخبر به النبي ﷺ أيضاً عن تمايز الناس وتفاوت أحوالهم في هذه الفتن - وهذا من دلائل نبوته - عليه الصلاة والسلام - ما جاء في حديث أبي بكرة عن النبي ﷺ بإسناد حسن أنه قال: ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة أي بأرض منخفضة يطلق عليها مدينة البصرة، وذلك قبل أن توجد البصرة، فهذا يدل على أن رسول الله ﷺ يحدث عن الوحي عن الله - تبارك وتعالى - .
يقول: ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة، عند نهر يقال له: دجلة، يكون عليه جسر، يكثر أهلها، وتكون من أمصار المسلمين، فإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء وبنو قنطوراء وصفهم رسول الله ﷺ بقوله: عراض الوجوه، صغار الأعين، حتى ينزلوا على شط النهر وهؤلاء هم الترك، كما فسر ذلك العلماء - رحمهم الله - وهم التتار الذين نزلوا وخربوا بغداد.
قال: فيتفرق أهلها ثلاث فرق، فرقة يأخذون أذناب البقر والبرية وهلكوا أي أن فرقة من هذه الثلاث الفرق يعرضون عن المقاتلة هرباًَ منها وطلباً لخلاص أنفسهم ومواشيهم، ويحملون على البقر فيهيمون في البوادي ويهلكون فيها، أو يعرضون عن المقاتلة ويشتغلون بالزراعة ويتبعون البقر للحراثة إلى البلاد الشاسعة فيهلكون.
يقول: وفرقة يأخذون لأنفسهم وكفروا أي أن الفرقة الثانية يطلبون أو يقبلون الأمان والعهد من بني قنطوراء، فيدخلون تحت طاعتهم، ويبقون تحت لوائهم.
يقول ﷺ : وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلونهم، وهم الشهداء[4] أي يتركون أطفالهم ونساءهم خلفهم فيقاتلون الكفار فيقتلون في سبيل الله فأولئك هم الشهداء الكاملون.
قال بعض أهل العلم: وهذا من معجزاته ﷺ ؛ فإنه وقع كما أخبر وكانت هذه الواقعة في صفر سنة ست وخمسين وست مائة[5]

  1. أخرجه مسلم في كتاب: الفتن وأشراط الساعة - باب: لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (4/ 2231 رقم 2908).
  2. أخرجه مسلم في كتاب: الإيمان - باب: الحث على المبادرة بالأعمال قبل تظاهر الفتن (118) (ج 1 / ص 110).
  3. أخرجه أبو داود في كتاب: الملاحم - باب: في تداعي الأمم على أهل الإسلام (4297) (ج 2 / ص 514)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (5369).
  4. أخرجه أبو داود في كتاب: والملاحم - باب: ذكر البصرة (4306) (ج 2 / ص 516)، وحسنه الألباني صحيح الجامع (14130).
  5. انظر كتاب عون المعبود لـأبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي (ج 11 / ص 282). 
فتنة الأحلاس

وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنه - قال: "كنا قعوداً عند رسول الله ﷺ فذكر الفتن، فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس": وفتنة الأحلاس سميت بذلك لشدة ملازمتها للناس كالحلس وهو الغطاء أو الشعار أو الثوب الذي يجعل على ظهر البعير، فإنه يلازمه ويلاصقه.
فقال قائل: يا رسول الله، وما فتنة الأحلاس؟ قال: هي هَرَب وحَرَب هَرَب أي كرار يفر بعضهم من بعض لما بينهم من العداوة والمحاربة، وحَرَب: الحَرَب - بفتح الحاء والراء - نهب مال الإنسان وأهله وتركه لا شيء له، فالمراد فقد للأموال والذرية والنساء.

فتنة السراء

قال: ثم فتنة السراء والمراد بالسراء النعماء التي تسر الناس من الصحة والرخاء والعافية من البلاء والوباء، وأضيفت إلى السراء؛ لأن السبب في وقوعها ارتكاب المعاصي بسبب كثرة التنعم، أو لأنها تسر العدو.
دخنها من تحت قَدَمَي رجل من أهل بيتي، يزعم أنه مني وليس مني، وإنما أوليائي المتقون دخنها يعني ظهورها وإثارتها شبهها بالدخان المرتفع.
وإنما قال: من تحت قدمي رجل من أهل بيتي تنبيها على أنه هو الذي يسعى في إثارتها، أو إلى أنه يملك أمرها.
وقوله: يزعم أنه مني أي في الفعل وإن كان مني في النسب، والحاصل أن تلك الفتنة بسببه وأنه باعث على إقامتها.
وقوله: وليس مني أي من أخلائي أو من أهلي في الفعل؛ لأنه لو كان من أهلي لم يهيج الفتنة، ونظيره قوله تعالى: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ [(46) سورة هود] أو ليس من أوليائي في الحقيقة ويؤيده قوله وإنما أوليائي المتقون
يقول - عليه الصلاة والسلام - : ثم يصطلح الناس على رجل كوركِ على ضلع شبه ذلك الصلح بوضع ورك على ضلع إذ من المعلوم أن الورك لا يستقيم ولا يثبت على الضلع لثقل الورك ودقة الضلع، ومعنى ذلك أنها تستقر للناس ولاية وصلح لكنه على شيء من الضعف والوهن، لأنهم يجتمعون على بيعة رجل غير خليق للملك ولا مستقل به لقلة عمله وخفة رأيه.

فتنة الدهيماء

قال: ثم فتنة الدهيماء وفتنة الدهيماء قيل لها ذلك؛ لشدة حلوكها ودهمتها وسوادها.
قال: لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل انقضت تمادت أي لا تترك تلك الفتنة أحداً إلا لطمته لطمة أي أصابته بمحنة ومسته ببلية، وأصل اللطم هو الضرب على الوجه ببطن الكف والمراد أن أثر تلك الفتنة يعم الناس ويصل لكل أحد من ضررها فإذا قيل انقضت تمادت أي: كلما ظن الناس أنها قد انقشعت استمرت[1].
قال: يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً أي حقيقة، أو كافراً للنعمة، أو مشابهاً للكفرة، أو عاملاً عمل الكافر، وقيل: المعنى يصبح محرماً ما حرمه الله ويمسي مستحلاً إيا[2].
حتى يصير الناس إلى فسطاطين أي فرقتين وقيل: مدينتين فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده[3].
لقد عشنا برهة من الزمان ننعم بألوان من النعم في الأديان والأبدان والأموال؛ والناس يصدرون عن قول علمائهم، ثم ما لبث الناس حتى وقعت في الأمة حوادث عظام من نزول العدو في ساحتها، وموقف كبار علمائها، فتتابعت الفتن، وطمع فينا كل كافر ومنافق، وشمت بنا العدو، واختلطت الآراء، وبرزت الأهواء، وظهرت قرون النفاق، وكلٌّ يدعي وصلاً بليلى.
كأننا في سفينة قد مات ربانها من علمائها الكبار، ثم شمر كل أحد عن ذراعيه، وحسر عنها، يقول: أنا أقودكم إلى بر الأمان، لا يلتفت بعضهم لبعض، ولا يرى بعضهم لبعض حقاً ومنزلة، وعلماً ورأياً، فصار من يعلم ومن لا يعلم، ومن يفقه ومن لا يفقه، ومن له دين راسخ ومن له نفاق ظاهر فاضح؛ كلهم يتكلم في مصالح الأمة، وكلهم يقول: الطريق هاهنا، ويقول: "إليّ إليّ. 

كلٌ يدعي وصلاً بليلى، واختلط الأمر على كثير من الناس، وصار كثير من العامة لا يميزون المحق من المبطل، وهذه هي حقيقة الفتن. 

  1. اعتد في شرح هذا الحديث على كتاب عون المعبود بتصرف (ج 11 / ص 209).
  2. تحفة الأحوذي (ج 6 / ص 364).
  3. أخرجه أبو داود في كتاب: الفتن والملاحم - باب: ذكر الفتن ودلائلها (4242) (ج 2 / ص 495)، وأحمد (6168) (ج 2 / ص 133)، واللفظ لأبي داود، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4194). 
حقيقة الفتن

إن حقيقة الفتن أن يلتبس الحق فيها بالباطل، وأن يبقى خفياً على كثير من الناس، والسعيد من نجاه الله من الفتن كما أخبر بذلك النبي ﷺ بقوله: إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلى فصبر فواها[1].
قوله: واها معناه التلهف والتحسر أي واها لمن باشر الفتنة وسعى فيها، وقيل: معناه الإعجاب والاستطابة، أي ما أحسن وما أطيب صبر من صبر عليها[2].

  1. أخرجه أبو داود في كتاب: الفتن والملاحم - باب: في النهي عن السعي في الفتنة (4263) (ج 2 / ص 503)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2743).
  2. عون المعبود (ج 11 / ص 231 - 232). 
المخرج من الفتن

إن المخرج من هذه الفتن يكمن في لزوم كتاب الله وفي لزوم سنة رسول الله ﷺ في الفقه في دين الله - تبارك وتعالى - ؛ فإن الإنسان إنما يؤتى بسبب جهله وقصور علمه فيضل، أو أن يؤتى بسبب غلبة الهوى على قلبه فيضل بسبب ذلك.
ولنا في حذيفة مثلاً وقدوة في العلم والمعرفة، فقد كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير من أجل أن يفعلوه، وكان حذيفة يسأل رسول الله ﷺ عن الشر مخافة أن يدركه.
قال حذيفة بن اليمان: "كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر؛ مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامَهم قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك[1].
وفي رواية: إن كان لله تعالى خليفة في الأرض فضرب ظهرك وأخذ مالك فأطعه، وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجال معه نهر ونار، فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم هي قيام الساعة[2].
وفي رواية: قال: ثم يخرج الدجال قال: قلت: فيم يجيء به معه؟ قال: بنهر أو قال: ماء ونار، فمن دخل نهره حط أجره ووجب، وزره ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: لو أنتجت فرساً لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة[3].
فهكذا عرف أبو حذيفة الفتن، لما سأل وتعلم من النبي ﷺ عنها وما الذي يقيه منها، فقد جعل النبي - ﷺ قدوته وأسوته ودليله - وهو كذلك - وهكذا ينبغي للمسلم أن يكون على بصيرة وعلم، وله منهج وطريق لا يحيد عنه حتى يموت والله راض عنه، وحتى يقي نفسه شر فتن الدنيا والخزي والنكال في الآخرة.
ومما يقي من الفتن الثبات على المبادئ، فإن مبادئ دين الله هو الطريق المنجي - بإذن الله - من الفتن، ودين الله منصور ومحفوظ، وقد أحسن القائل:

والدين منصورٌ وممتحنٌ فلا تجزع فهذه سنة الرحمنِ

ويقول ابن القيم - رحمه الله - : 

وإذا تكاثرت الخصوم وصيحوا فاثبت فصيـحتهم كمثل دخـانِ
يرقى إلى الأرج الرفيع وبعـده يهوي إلى قعر الحضيض الداني

وقد تكفل الله بحفظ هذا الدين، وحفظ كتابه: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [(9) سورة الحجر].
والنبي ﷺ قال: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك[4].
فعليك أيها المسلم بالإكثار من العبادة والأعمال الصالحة في أوقات الفتن، لأن الناس ينشغلون عن العمل الصالح في ذلك الوقت؛ بسبب اختلاف آرائهم، ولانشغالهم بالأخبار وتتبعها.
عن أبي ثعلبة الخشني أن النبي ﷺ لما ذكر الفتن قال: فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل قبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم أي مثل عمل الصحابة - قالوا: يا رسول الله أجر خمسين رجلاً منهم؟ قال: أجر خمسين رجلاً منكم[5].
وفي حديث معقل بن يسار عن النبي ﷺ قال: العبادة في الهرج كهجرة إليَّ[6] والمقصود بالعبادة في الهرج أي العبادة عند الفتن وكثرة اختلاف الآراء والأهواء؛ وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا الأفراد.
ومما يوصى به في أوقات الفتن أن يأخذ الإنسان ما يعرف، وأن يترك ما ينكر، فالزموا ما تعرفون من دين الله فقد جاء في حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: شبك النبي ﷺ أصابعه وقال: يا عبد الله بن عمرو، كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس أي صارت أمورهم متداخلة، قال: قلت: يا رسول الله، كيف ذلك؟ قال: إذا مرجت عهودهم وأماناتهم وكانوا هكذا وشبك يونس بين أصابعه يصف ذاك، قال: قلت: ما أصنع عند ذاك يا رسول الله؟ قال: اتق الله وخذ ما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بخاصتك وإياك وعوامهم [7].
وفي رواية أنه ﷺ قال: كيف بكم وبزمان - أو - يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة، تبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا وشبك بين أصابعه، فقالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم[8] والحثالة كحثالة الشعير والتمر وهو القشر وما لا يعبأ به منه.
وفي رواية: ": بينما نحن حول رسول الله ﷺ إذ ذكر الفتنة [أو ذُكِرَت عنده] فقال: إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا  - وشبك بين أصابعه - قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال: الزم بيتك وأملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة[9].
وفي حديث أبي ذر قال ﷺ : يا أبا ذر قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، وقال فيه: كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف؟ أي أن الإنسان يدفن بمقابل أجرة عبد يعطى لهذا الدافن أو الحافر لقبره؛ لكثرة القتلى، أو اشتغال الناس عن دفنهم.
قلت: الله ورسوله أعلم! أو قال: ما خار الله لي ورسوله، قال: عليك بالصبر - أو قال - : تصبر أي تصبر على أمر الله، وتجتنب نهيه، وتحبس نفسك عن الدخول بالفتنة.
ثم قال لي: يا أبا ذر قلت: لبيك وسعديك، قال: كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدم؟ وأحجار الزيت مكان معروف في المدينة، وقد وقع مصداق ما أخبر به ﷺ .
قال: ما خار الله لي ورسوله، قال: عليك بمن أنت منه قلت: يا رسول الله، أفلا آخذ سيفي فأضعه على عاتقي؟، قال: شاركت القوم إذن قال: قلت: فما تأمرني؟ قال: تلزم بيتك قلت: فإن دخل علي بيتي؟، قال: إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألقي ثوبك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه[10] أي لا تقاتل من أجل دفاعك عن نفسك.
وفي حديث أبي موسى الأشعري لما ذكر النبي ﷺ الفتنة قال: إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، القاعد فيها خير من القائم، والماشي فيها خير من الساعي، فكشروا بزيكم، وقطعوا أوتاركم، واضربوا سيوفكم بالحجارة، فإن دخل على أحد منكم فليكن كخيري ابن آدم[11].
يشير ﷺ إلى قول الآخر من ولد آدم: لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ۝ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ [سورة المائدة: 28 - 29].
كما أوصى ﷺ ف الحديث الآخر: ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به[12].
وقال - عليه الصلاة والسلام - : إنها ستكون فتن، ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي إليها، ألا فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كان له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه قال: فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت من لم تكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال: يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر، ثم لينجُ إن استطاع النجاء، اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ قال: فقال رجل: يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين، أو إلى إحدى الفئتين فضربني رجل بسيفه، أو يجئ سهم فيقتلني؟ قال: يبوء بإثمك وإثمه ويكون من أصحاب النار[13].
وعن أبي سعيد أن النبي ﷺ قال: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنمٌ يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن[14]. وعن أبي هريرة : ويل للعرب من شر قد اقترب، أفلح من كف يده[15].
وجاء علي في وقت القتال مع أهل الشام إلى أبي بن كعب ودعاه إلى الخروج معه إلى القتال، فقال أبي: "إن خليلي وابن عمك عهد إليَّ إذا اختلف الناس أن أتخذ سيفاً من خشب فقد اتخذته، فإن شئت خرجت به معك، فتركه علي رضي الله عنه"[16].
ومما ينجي من الفتن الحذر من الأئمة المضلين الملبسين على الناس دينهم، خاصة وأن هؤلاء يرفعون عقيرتهم عادة في أوقات الفتن، فقد جاء في حديث يزيد بن عميرة وكان من أصحاب معاذ بن جبل أنه قال: "كان لا يجلس مجلساً للذكر - يعني معاذ - إلا قال حين يجلس: "الله حكم قسط، هلك المرتابون" فقال معاذ بن جبل يوماً: "إن من ورائكم فتناً يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق، والرجل والمرأة، والعبد والحر، والصغير والكبير، فيوشك قائل أن يقول: ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن، وما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة، وأحذركم زيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق"، قال - يزيد بن عميرة - : قلت لمعاذ: وما يدريني - رحمك الله - أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأن المنافق يقول كلمة الحق؟ قال: بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال ما هذه؟، ولا يثنينك ذلك عنه، فإنه لعله يراجع، وتلقى الحق إذا سمعته، فإن على الحق نوراً"[17].
فقد يخطئ العالم، وقد يخطئ الفقيه، ومن أمارة ذلك أن يأتي بشيء غريب شاذ تستغربه الأسماع، وفي حديث حذيفة "كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير وكنت أسأله عن الشر.."، إلى أن قال ﷺ بعدما سأله حذيفة: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت: يا رسول الله صفهم لنا؟ قال: نعم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا فقلت: يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم... الخ الحديث[18] وفي رواية: قوم لا يستنون بسنتي، وسيكون فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين، في جثمان إنس قلت: كيف أصنع يا رسول الله؟ الحديث..[19].
فهؤلاء يدعون الناس إلى أبواب جهنم، يشككون في ثوابتهم، وفي عقيدتهم، وفي دينهم، وفي أئمتهم وعلمائهم قديماً وحديثاً، يشككونهم في مناهجهم التعليمية، ويشككونهم بكل قيمهم، وما يحترزون عليه.
وأخيراً: علينا أن نكثر من دعاء الله وسؤاله التثبيت، وأن يجنبنا مضلات الفتن.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مقلب الأبصار ثبت قلوبنا على طاعتك، اللهم ثبتنا على الإيمان، وتوفنا على الإيمان، اللهم توفنا وأنت راضٍ عنا، اللهم أصلح لنا شأننا كله، دقه وجله، اللهم إنَّا نعوذ بك من مضلات الفتن، اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن، اللهم إنّا نعوذ بك من مضلات الفتن، اللهم أصلح أحوال المسلمين شيبهم وشبابهم، كبارهم وصغارهم، اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشداً، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، يا رب العالمين
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين. 

  1. أخرجه البخاري في كتاب: الفتن - باب: كيف الأمر إذا لم تكن جماعة (6673) (ج 6 / ص 2595)، ومسلم في كتاب: الإمارة - باب: وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة (1847) (ج 3 / ص 1475). 
  2. أبو داود في كتاب: الفتن والملاحم - باب: ذكر الفتن ودلائلها (4244) (ج 2 / ص 496)، وأحمد (23476) (ج 5 / ص 403). 
  3. سنن أبي داود - كتاب الفتن والملاحم - باب: ذكر الفتن ودلائلها (4247) (ج 2 / ص 498)، ومسند أحمد (23473) (ج 5 / ص 403)، والسلسلة الصحيحة (2739).
  4. أخرجه بهذا اللفظ مسلم في كتاب: الإمارة - باب: قوله ﷺ : ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم)) برقم (1920) (3 / 1523).
  5. أخرجه أبو داود في كتاب: الملاحم - باب: الأمر والنهي (4341) (ج 2 / ص 526)، والترمذي في كتاب: تفسير القرآن - باب: ومن سورة المائدة (3058) (ج 5 / ص 257)، وابن ماجه في كتاب الفتن ¬ - باب: قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ [(105) سورة المائدة] (4014) (ج 2 / ص 1330)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (3172): (صحيح لغيره)، وقد ضعف - رحمه الله - بقية ألفاظ هذا الحديث إلا أنه صحح بعضها منها ما ذكرنا، ومنها - كما في السلسلة الصحيحة برقم (494) (ج 1 / ص 892) ((إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم))، قالوا : يا نبي الله! أو منهم؟ قال: ((بل منكم)) [أخرجه بهذا اللفظ الطبراني في الكبير (289) (ج 17 / 117)، وفي الأوسط (3121) (ج 3 / 272)].
  6. أخرجه مسلم في كتاب: الفتن وأشراط الساعة - باب: فضل العبادة في الهرج (2948) (ج 4 / ص2268).
  7. أصله في البخاري في كتاب: أبواب المساجد - باب: تشبيك الأصابع (466) (ج 1/ ص 182) إلى قوله: ((في حثالة من الناس))، وأخرجه بتمامه الإمام أحمد في المسند (6508) (ج 2 / ص 162).
  8. أخرجه أبو داود في كتاب: الملاحم - باب: الأمر والنهي (4342) (ج 2 / ص 527)، وابن ماجه في كتاب: الفتن - باب: التثبت في الفتنة (3957) (ج 2 / ص 1307)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (8185). 
  9. أخرجه أبو داود في كتاب: الملاحم - باب: الأمر والنهي (4343) (ج 2 / ص 527)، وصحيح الجامع (570). 
  10. أخرجه أبو داود في كتاب: الفتن والملاحم - باب: في النهي عن السعي في الفتنة (4261) (ج 2 / ص 502)، وأحمد (21363) (ج 5 / ص 149)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7819). 
  11. أخرجه أبو داود في كتاب: الفتن والملاحم - باب: في النهي عن السعي في الفتنة (4259) (ج 2 / ص 502)، وابن ماجه في كتاب: : الفتن - باب: التثبت في الفتن (3961) (ج 2 / ص 1310)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2049). 
  12. أخرجه البخاري في كتاب: الفتن - باب: تكون فتن القاعد فيها خير من القائم (6670) (ج 6 / ص 2594)، ومسلم في كتاب: الفتن وأشراط الساعة باب: نزول الفتن كمواقع القطر (2886) (ج 4 / ص 2211). 
  13. أخرجه مسلم في كتاب: الفتن وأشراط الساعة - باب: نزول الفتن كمواقع القطر (2887) (ج 4 / ص 2212). 
  14. أخرجه البخاري في كتاب: الفتن - باب: التعرب في الفتنة (6677) (ج 6 / ص 2597). 
  15. أخرجه أبو داود في كتاب: الفتن والملاحم - باب: ذكر الفتن ودلائلها (4249) (ج 2 / ص 499)، وأحمد (9689) (ج 2 / ص 441)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7135). 
  16. أخرجه الترمذي في كتاب: الفتن - باب: اتخاذ سيف من خشب في الفتنة (2203) (ج 4 / ص 490)، وابن ماجه في كتاب: الفتن - باب: التثبت في الفتنة (3960) (ج 2 / ص 1309)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (3199). 
  17. أخرجه أبو داود في كتاب: السنة - باب: لزوم السنة (4611) (ج 2 / ص 612). 
  18. أخرجه البخاري في كتاب: الفتن - باب: كيف الأمر إذا لم تكن جماعة (6673) (ج 6 / ص 2595)، ومسلم في كتاب: الإمارة - باب: وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة (1847) (ج 3 / ص 1475). 
  19. صحيح مسلم في كتاب: الإمارة - باب: وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة (1847) (ج 3 / ص 1475). 

مواد ذات صلة