الأحد 20 / ذو القعدة / 1446 - 18 / مايو 2025
أُو۟لَٰٓئِكَ مَأْوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُوا۟ يَكْسِبُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

 قال المفسر - رحمه الله تعالى - في تفسير قوله تعالى: إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ۝ أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ [سورة يونس:7-8].
يقول تعالى مخبراً عن حال الأشقياء الذين كفروا بلقاء الله يوم القيامة، ولا يرجون في لقائه شيئاً، ورضوا بهذه الحياة الدنيا، واطمأنت إليها نفوسهم، قال الحسن: والله ما زينوها ولا رفعوها، حتى رضوا بها وهم غافلون عن آيات الله الكونية فلا يتفكرون فيها، والشرعية فلا يأتمرون بها، بأن مأواهم يوم معادهم النار جزاء على ما كانوا يكسبون في دنياهم من الآثام والخطايا والإجرام، مع ما هم فيه من الكفر بالله ورسوله واليوم الآخر.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقوله - تبارك وتعالى -: إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا من المعاني التي يأتي لها الرجاء الخوف، فحمل على ذلك بعض الآيات كقوله - تبارك وتعالى -: إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فقال به طائفة من السلف فمن بعدهم، وهو اختيار كبير المفسرين ابن جرير - رحمه الله - لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا أي: لا يخافون، وفسره بعضهم فقال: لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا: أي لا يطمعون، أو لا يتوقعون لقاء الله الذي يجازيهم فيه على كفرهم ومحادّتهم لرسله - عليهم الصلاة والسلام -، ويمكن أن يكون بعض هذه المعاني متضمناً للخوف، فيقال: لا يتوقعون لقاء الله فهم لا يخافونه ولا يطمعون فيه، وقوله: وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ حمله ابن كثير على الآيات بنوعيها، الآيات الكونية والآيات الشرعية، أو الآيات المتلوة، فكل ذلك لا يتأملونه ولا يتفكرون فيه فهم غافلون عنه.