الأحد 06 / ذو القعدة / 1446 - 04 / مايو 2025
فَأَثَرْنَ بِهِۦ نَقْعًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله تعالى: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا يعني: غبارًا في مكان معترك الخيول.

قوله هنا: فَأَثَرْنَ بِهِ الضمير يرجع إلى ماذا؟.

هنا يقول: في مكان معترك الخيول فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ۝ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا المكان الذي تجول فيه الخيل، أو تجري فيه، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا في هذا المكان الذي تعدو فيه الخيل، فيكون الضمير يرجع إلى المكان بهذا الاعتبار.

وبعضهم يقول: إنه يرجع إلى الصبح فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ۝ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا فالضمير يرجع إلى أقرب مذكور، وإن المكان لا ذكر له فَأَثَرْنَ بِهِ يعني: الصباح، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا.

وبعضهم يقول: أثرن به يعني: بقوائمها وحوافرها، أثرن بها الغبار، والنقع: هو الغبار، وبعضهم يقول: أثرن به بعَدْوها.

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا بهذا العَدْو، وهذه المعاني بعضها متقاربة أو متلازمة، فحينما يقال مثلا: بعدوها فإن ذلك إنما يكون ويقع بحوافرها وبقوائمها، وإنما يكون ذلك بالمكان الذي تجول فيه فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا، أثرن بهذا العدو بواسطة هذه القوائم في المكان الذي تجري فيه، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا.

والذين قالوا: هي الإبل قالوا: إن الإبل لا تثير الغبار، كما تثير الخيل؛ لأن قوائمها عريضة، وخفافها لينة ليست كالخيل.

وبعضهم يقول: إن "نقعًا" هذا مكان بين منى ومزدلفة، يعني: وادي مُحسِّر، وهذا رُد عليه بأن المكان ذاك أصلا فيه صلابة، وليس به غبار، والإبل إذا أتت عليه لا تثير الغبار، وأن هذا فيه بُعد -والله أعلم-؛ إذ إن المراد بذلك - والعلم عند الله - هي الخيل حينما تغير على الأعداء.