الأربعاء 16 / ذو القعدة / 1446 - 14 / مايو 2025
وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنۢبَآءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَ ۚ وَجَآءَكَ فِى هَٰذِهِ ٱلْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [سورة هود:120].

يقول تعالى: وكل أخبار نقصها عليك من أنباء الرسل المتقدمين من قبلك مع أممهم، وكيف جرى لهم من المحاجات، والخصومات، وما احتمله الأنبياء من التكذيب، والأذى، وكيف نصر الله حزبه المؤمنين، وخذل أعداءه الكافرين، كل هذا مما نثبت به فؤادك، أي: قلبك يا محمد؛ ليكون لك بمن مضى من إخوانك من المرسلين أسوة، وقوله: وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ أي: هذه السورة، قاله ابن عباس، ومجاهد وجماعة من السلف، وهو الصحيح يعني في هذه السورة المشتملة على قصص الأنبياء، وكيف أنجاهم الله، والمؤمنين بهم، وأهلك الكافرين، جاءك فيها قصص حق، ونبأ صدق، وموعظة يرتدع بها الكافرون، وذكرى يتذكر بها المؤمنون".

قوله: وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ قال: "أي: في هذه السورة"، وهذا الذي عليه عامة المفسرين باعتبار أن اسم الإشارة "هذه" مؤنث وهو للقريب، فهذا من هاتين الجهتين يصدق على هذه السورة، وابن جرير - رحمه الله - اعتبر هذا القول ورجحه، ولم يستجز مخالفته للإجماع، والإجماع عند ابن جرير يقصد به قول عامة المفسرين وأكثرهم، وهذا المعنى ليس محل إجماع؛ لأن من العلماء من قال: وَجَاءكَ فِي هَذِهِ يعني: آيات القرآن، وسور القرآن، القرآن كله، وبعضهم يقول: فِي هَذِهِ أي: الدنيا جاءك الحق، والأول هو الأقرب - والله تعالى أعلم -، وبعضهم يقول: في هذه الأنباء التي قصها الله في القرآن، ولا تختص بهذه السورة.