"وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [سورة هود:29-30].
يقول لقومه: لا أَسْأَلُكُمْ على نصحي لكم مَالاً: أجرة آخذها منكم، إنما أبتغي الأجر من الله وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا".
فقوله: وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً يعني: لا آخذ عليه عرضاً من الدنيا، شيئاً من المال، أجرة أتقاضها منكم في سبيل هذا البلاغ، والتعليم، والدعوة إلى الله ، والنصح، وهذا كثير في القرآن كقوله - تبارك وتعالى -: قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ [سورة سبأ:47]، وكقوله: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ [سورة ص:86]، وهكذا في قوله: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا [سورة الفرقان:55]، قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ [سورة الأنعام:90]، يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [سورة هود:51] إلى غير ذلك من الآيات، وذلك أن الرسل - عليهم الصلاة والسلام - يعلمون الناس، ولا يأخذون على ذلك شيئاً، فيؤخذ من هذه الآية ونظائرها أن الإنسان ينبغي له أن يدعو إلى الله ولا يأخذ في مقابل دعوته لهم شيئاً من الأجر، ويوجد في بعض البلاد الأعجمية في كل مسجد صندوق للدعوة تقوم عليه لجنة من المسجد لشئون المسجد، فيؤتى أحياناً ببعض الدعاة ممن يرتاحون له؛ لأنه يذكر لهم بعض الأشياء الطريفة، أو القصص، أوالحكايات وما أشبه ذلك، فيجلس معهم ساعة أو نحو ساعة بأكثر من ألفي دولار مع أنها بلاد فقيرة جداً، متوسط دخل الإنسان فيها ما يصل إلى ثلاثمائة ريال، وللأسف الشديد ابتلينا بشيء من هذا، فتجد الدرس الواحد، أو المحاضرة؛ تباع بأربعمائة ألف ريال، وربما يذهب الواحد مع حملة بمئة ألف، ومثل هذا المفروض أنه لا يقع مهما تأول الناس في هذه الأشياء، ومن فعل ذلك فثقوا تماماً أن الكلمات تخرج ميتة من فمه، ويذهب النور الذي على كلامه، ولا ينتفع الناس بما يقول إطلاقاً، أيضاً من أراد أن يعلم الناس القرآن لا يأخذ على تعليمه أجراً، والعلماء تكلموا على هذه المسألة هل يجوز له أن يشترط أو لا يشترط، إلا من اضطر فالضرورات لها أحكامها حتى لا يتعطل التعليم، بخلاف ما يعطاه من بيت مال المسلمين إذا كان قد انقطع لهذا، وتفرغ له؛ فإن هذا يختلف عن الأجرة، أما أن يشارط الناس ويقول: لا أعلّم العلوم الشرعية إلا بكذا، أو لا أعلّم القرآن إلا بكذا؛ فالمفروض أن تبذل مجاناً، ومثل هذا ينبغي للإنسان أن يترفع عنه، وقد قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله -: "قوله تعالى: وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ الآية، ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة عن نبيه نوح - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام -، أنه أخبر قومه أنه لا يسألهم مالاً في مقابلة ما جاءهم به من الوحي، والهدى، بل يبذل لهم ذلك الخير العظيم مجاناً من غير أخذ أجرة في مقابله، وبيّن في آيات كثيرة أن ذلك هو شأن الرسل - عليهم صلوات الله وسلامه -، كقوله في سبأ عن نبينا ﷺ: قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ الآية، وقوله فيه أيضاً في آخر ص: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ، وقوله: أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ [سورة الطور:40، وسورة القلم:46]، وقوله في الفرقان: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا، وقوله في الأنعام: قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ، وقوله عن هود في سورة هود: يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي الآية، وقوله في الشعراء عن نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب - عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام -: وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الشعراء:109]، وقوله تعالى عن رسل القرية المذكورة في يس: اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا [سورة يس:20-21] الآية، وقد بيّنا وجه الجمع بين هذه الآيات المذكورة وبين قوله تعالى: قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى [سورة الشورى:23]، في كتابنا "دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب" في سورة سبأ في الكلام على قوله تعالى: قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ [سورة سبأ:47]، ويؤخذ من هذه الآيات الكريمة أن الواجب على أتباع الرسل من العلماء وغيرهم أن يبذلوا ما عندهم من العلم مجاناً من غير أخذ عوض عن ذلك، وأنه لا ينبغي أخذ الأجرة على تعليم كتاب الله - تعالى -، ولا على تعليم العقائد، والحلال، والحرام، ويعتضد ذلك بأحاديث تدل على نحوه؛ فمن ذلك ما رواه ابن ماجه والبيهقي والروياني في مسنده عن أبيّ بن كعب قال: "علمت رجلاً القرآن، فأهدى لي قوساً، فذكرت ذلك للنبي ﷺ فقال: إن أخذتها أخذت قوساً من نار، فرددتها[1]، قال البيهقي وابن عبد البر في هذا الحديث: هو منقطع، أي بين عطية الكلاعي وأبيّ بن كعب ، وكذلك قال المزي، وتعقبه ابن حجر: بأن عطية ولد في زمن النبي ﷺ، وأعله ابن القطان بأن راويه عن عطية المذكور هو عبد الرحمن بن سلم وهو مجهول، وقال فيه ابن حجر في التقريب: "شامي مجهول"، وقال الشوكاني في نيل الأوطار: "وله طرق عن أبيّ "، قال ابن القطان: "لا يثبت منها شيء"، قال الحافظ: "وفي ما قاله نظر"، وذكر المزي في الأطراف له طرقاً منها: أن الذي أقرأه أبيّ هو الطفيل بن عمرو، ويشهد له ما أخرجه الطبراني في الأوسط عن الطفيل بن عمرو الدوسي قال: "أقرأني أبيّ بن كعب القرآن؛ فأهديت له قوساً، فغدا إلى النبي ﷺ وقد تقلدها، فقال النبي ﷺ: تقلدها من جهنم[2] الحديث"، وقال الشوكاني أيضاً: وفي الباب عن معاذ عند الحاكم والبزار بنحو حديث أبيّ، وعن أبي الدرداء عند الدارمي بإسناد على شرط مسلم بنحوه أيضاً، ومن ذلك ما رواه أبو داود وابن ماجه عن عبادة بن الصامت قال: "علّمت ناساً من أهل الصفة الكتاب، والقرآن، فأهدى إليّ رجل منهم قوساً، فقلت: ليس بمالٍ، أرمي بها في سبيل الله لآتين رسول الله ﷺ فلأسألنه، فأتيته فقلت: يا رسول الله أهدى إليّ رجل قوساً ممن كنت أعلمه الكتاب، والقرآن، وليست بمال، أرمي عليها في سبيل الله، فقال: إن كنت تحب أن تطوق طوقاً من نار فاقبلها[3]، وفي إسناده المغيرة بن زياد الموصلي، قال الشوكاني: "وثّقه وكيع، ويحيى بن معين، وتكلم فيه جماعة، وقال الإمام أحمد: ضعيف الحديث حدّث بأحاديث مناكير، وكل حديث رفعه فهو منكر، وقال أبو زرعة الرازي: لا يحتج بحديثه، وقال فيه ابن حجر في التقريب: المغيرة بن زياد البجلي أبو هشام أو هاشم الموصلي صدوق له أوهام، وهذا الحديث رواه أبو داود من طريق أخرى ليس فيها المغيرة المذكور، حدثنا عمرو بن عثمان وكثير بن عبيد قالا: حدثنا بقية حدثني بشر بن عبد الله بن بشار، قال عمرو: وحدثني عبادة بن نسي عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت نحو هذا الخبر، والأول أتم، فقلت: ما ترى فيها يا رسول الله ﷺ؟ فقال: جمرة بين كتفيك تقلدتها أو تعلقتها[4] انتهى منه بلفظه، وفي سند هذه الرواية بقية بن الوليد وقد تكلم فيه جماعة، ووثقة آخرون إذا روى عن الثقات، وهو من رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وقال فيه ابن حجر في التقريب: "صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، والظاهر أن أعدل الأقوال فيه أنه إن صرح بالسماع عن الثقات فلا بأس به، مع أن حديثه هذا معتضد بما تقدم، وبما سيأتي إن شاء الله - تعالى -".
ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد والترمذي عن عمران بن حصين - ا - عن النبي ﷺ أنه قال: اقرءوا القرآن، واسألوا الله به، فإنّ مِن بعدكم قوماً يقرءون القرآن يسألون به الناس قال الترمذي في هذا الحديث: ليس إسناده بذلك[5].
وكل الأحاديث الواردة في هذا لا تخلو من مقال؛ ولهذا ذكر عامة أهل العلم أن ما أخذه الإنسان من غير استشراف نفس فلا إشكال فيه، وإنما الإشكال في الاشتراط، ومسألة أخذ الأجرة على تعليم القرآن ألَّف فيها بعض أهل العلم رسائل مستقلة، وذهب كثير من الفقهاء إلى أنه يجوز ذلك للمصلحة يعني مصلحة التعليم، وإذا كان الإنسان منقطعاً لهذا الغرض، ولا يجد بداً من هذا، والعلماء - رحمهم الله - حتى الذين منعوا كالحنفية، وتشددوا في هذا؛ المتأخرون منهم لانوا في هذه المسألة، فلا ينبغي للإنسان أن يشترط هذا، فإن أعطي، وكان محتاجاً؛ أخذ، وإن كان مستغنياً فلا يأخذ، حتى في تعليم الحديث ونحو ذلك، وقد تكلم بعض أهل العلم ولمز من كان لا يحدّث إلا بمقابل؛ لفقره.
وقال في قصة نوح - عليه الصلاة والسلام -: إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ [سورة الشعراء:113-114]، يقولون: إن هؤلاء غير صادقين في اتباعهم لك، وإيمانهم، وإنما يريدون شيئاً من عرض الدنيا، على أحد الأقوال في تفسيرها، فهو يقول: حسابهم على الله - تبارك وتعالى -، وليس ذلك إليّ، هذا هو المشهور، ومن أهل العلم كابن القيم - رحمه الله - من يقول: "إن المقصود بقوله في هذه الآية: اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ [سورة هود:31] أن المراد أنه أعلم بهؤلاء أنهم أهل لقبول الحق واتباعه؛ لما فيهم من التجرد، بخلاف هؤلاء من أصحاب الرئاسات فهم يحسبون حسابات طويلة لما يفوتهم بسبب اتباع الحق من ذهاب رئاساتهم، وأموالهم؛ وللشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني - رحمه الله - في كتاب "التنكيل" كلام نفيس، في القسم الأخير منه الذي أفرد بكتاب مستقل سمي بـ"القائد إلى تصحيح العقائد"، ذكر جملة من الأمور التي يردّ الإنسان بها الحق، فذكر من ذلك قال: "ومنهم من له في الباطل شهرة، ومعيشة، فهو لا يريد أن تذهب عنه هذه الشهرة، والأضواء، والنجومية، ويصير في النهاية آخر الناس، كان مغنياً، مهرجاً، ممثلاً، مخرجاً، فناناً، لاعباً، فإذا تاب، وصلح حاله، واستقام؛ تبقى المؤهلات الحقيقة، ماذا عنده من العلم، والعمل، متخرج من رابع ابتدائي، فيبقى في المحل الطبيعي، فهو يحسب حساباته، من أين يأتيه الدخل، والأموال، والملايين، والسيارات، والهدايا، والعطايا، من أين تأتيه، وهو ربما ما يصلح يوزع إعلانات، ما عنده شيء، لا يحسن القراءة، وقد سمعت أحدهم يتكلم وهو مغضب على تلامذته يقول: "تربينا مع الكلاب"، يعني يقول: نحن عصاميون، نحن الذين بنينا أنفسنا بأنفسنا حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، وهو لاعب، يقول: وصلنا إلى هذا المجد بجهد، ومجاهدة، وصبر، نشأنا مع الكلاب، ولا يعرف وجه الفخر، فمن الناس من يكون له في الباطل شهرة، ومعيشة، فيرد الحق بسبب هذا، فهؤلاء من أصحاب الرئاسات، والملأ، رأوا أنهم إذا اتبعوا الحق سيستوون مع هؤلاء الضعفاء، وتذهب عنهم الأموال، والرئاسات؛ ولذلك تجد كبار شيوخ الطرق الصوفية الذين سخّروا الناس في إقطاعاتهم، أو في مصالحهم، أو يأخذون منهم أموالاً، وهكذا شيوخ الطوائف كالرافضة وغيرهم يأخذون من الخمس ونحو هذا، هذا إذا اتبع الحق ستذهب هذه الأشياء كلها، وقد لا يجد له وظيفة بألفين وخمسمائة ريال، تذهب كل هذه الأشياء، بعدما كان عالماً، معمماً، إذا رجع إلى الحق سيبقى من أجهل الناس في دين الله ، يحتاج يتعلم الحروف الهجائية، ويقرأ القرآن، ويحفظ، ويتعلم الأربعين النووية، ويتعلم الأحاديث والمتون، يبدأ من الصفر، فهو ما عنده استعداد.
- رواه ابن ماجه برقم (2158)، كتاب التجارات، باب الأجر على تعليم القرآن، وصححه الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (5/316)، برقم (1493).
- رواه الطبراني في الأوسط (1/139)، برقم (439)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: "عبد الله بن سليمان بن عمير ولم أجد من ترجمه ولا أظنه أدرك الطفيل" (4/111)، برقم (6446).
- رواه أبو داود برقم (3416)، كتاب البيوع، باب في كسب المعلم، وابن ماجه برقم (2157)، كتاب التجارات، باب الأجر على تعليم القرآن، والحاكم في المستدرك (2/48)، برقم (2277)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم (2915).
- رواه أبو داود برقم (3417)، كتاب البيوع، باب في كسب المعلم، وأحمد في المسند (37/426)، برقم (22766)، وقال محققوه: إسناده حسن، وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم (2916).
- رواه الترمذي برقم (2917)، كتاب فضائل القرآن عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ما له من الأجر، وأحمد في المسند (33/146) برقم (19917)، وقال محققوه: إسناده حسن لغيره، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (6467).