الأربعاء 16 / ذو القعدة / 1446 - 14 / مايو 2025
قَالَ يَٰقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّى وَءَاتَىٰنِى رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِۦ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَٰرِهُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ [سورة هود:28].

يقول تعالى مخبراً عما رد به نوح على قومه في ذلك: أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي أي: على يقين، وأمر جلي، ونبوة صادقة، وهي الرحمة العظيمة من الله به، وبهم فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أي: خفيت عليكم فلم تهتدوا إليها، ولا عرفتم قدرها، بل بادرتم إلى تكذيبها، وردها أَنُلْزِمُكُمُوهَا أي: نغصبكم بقبولها وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ".

هذا التفسير الذي ذكره الحافظ ابن كثير - رحمه الله - هو من أحسن ما قيل في معنى الآية، وهو بمعنى قول ابن جرير - رحمه الله -: أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ قال: أي على يقين، وأمر جلي، ونبوة صادقة، أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ ما هي البينة؟، وَآتَانِي رَحْمَةً ما هذه الرحمة؟ فمن أهل العلم من يقول: البينة: هي النبوة، والرحمة أيضاً هي النبوة، كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي أي: أن الله أوحى إليّ وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ بهذا الإيحاء، والنبوة، ومن أهل العلم من يقول: كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي أي: على أمر جلي بيّن واضح، لا لبس فيه، ولا خفاء، على يقين، وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ هذه الرحمة هي النبوة، وهذا المعنى هو الأقرب إلى السياق - والله تعالى أعلم -.