الإثنين 12 / ذو الحجة / 1446 - 09 / يونيو 2025
وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِىٓ إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ ۚ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ أي: أيُّ شيء يجدي عليكم إبلاغي لكم، وإنذاري إياكم، ونصحي، إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ أي: إغواءكم، ودماركم، هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أي: هو مالك أزمَّة الأمور، المتصرف الحاكم العادل الذي لا يجور، له الخلق، وله الأمر، وهو المبدئ المعيد، مالك الدنيا، والآخرة".

قوله - تبارك وتعالى -: وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [سورة هود:34] الغواية هي الإضلال، وفسرها ابن جرير بمعنى الهلاك، وهو تفسير باللازم، وجمع الحافظ ابن كثير بين المعنيين فقال: "أي: إغواءكم، ودماركم"، وهذه الآية كقوله - تبارك وتعالى -: وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ [سورة المائدة:41]، والإرادة المذكورة في الآية هي الإرادة الكونية؛ لأن الله قال: إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ [سورة الزمر:7].