الإثنين 12 / ذو الحجة / 1446 - 09 / يونيو 2025
أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰهُ ۖ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُۥ فَعَلَىَّ إِجْرَامِى وَأَنَا۠ بَرِىٓءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"قوله - تبارك وتعالى-: أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ [سورة هود:35] هذا كلام معترض في وسط هذه القصة مؤكد لها، مقرر لها، يقول تعالى لمحمد ﷺ: أم يقول هؤلاء الكافرون الجاحدون افترى هذا، وافتعله من عنده، قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي أي: فإثم ذلك علي، وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ أي: ليس ذلك مفتعلاً، ولا مفترى؛ لأني أعلم ما عند الله من العقوبة لمن كذب عليه".

قوله: أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ هذا يحتمل أن يكون كلاماً معترضاً كما قال الحافظ ابن كثير، وهو اختيار ابن جرير أيضاً، وهو الظاهر المتبادر - والله تعالى أعلم -.

ومعنى: أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ أي: اختلق القرآن، يحتمل أن يكون ذلك من كلام نوح، أو أن هذا الخطاب يُقصد به نوح - عليه الصلاة والسلام - يعني: أن قوم نوح يقولون ذلك عن نبيهم - عليه الصلاة والسلام -، والله يوجهه، ويخاطبه: قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي، والأقرب - والله أعلم - أن هذا موجه إلى النبي ﷺ.

وأصل الإجرام من الاجترام وهو الاكتساب، وصار ذلك في غالب الاستعمال يطلق على الاكتساب السيئ.