الإثنين 12 / ذو الحجة / 1446 - 09 / يونيو 2025
وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَٰطِبْنِى فِى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓا۟ ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وَاصْنَعِ الْفُلْكَ يعني: السفينة، بِأَعْيُنِنَا أي: بمرأى منا، وَوَحْيِنَا أي: تعليمنا لك ما تصنعه".

كلام ابن كثير - رحمه الله - صريح في أن نوحاً ﷺ دعا على قومه بأن لا يذر على الأرض من الكافرين دياراً، قبل أن يعلمه الله بأنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن، ومن أهل العلم من يقولون: بأن نوحاً ﷺ لم يدعُ عليهم حتى أخبره الله - تبارك وتعالى - أنه لن يحصل منهم الإيمان، فعندئذ دعا عليهم بالهلاك.

وقوله: فَلا تَبْتَئِسْ أي: لا تحزن، والبائس: هو المستكين، والحزين، والابتئاس حزن مع استكانة، الإنسان إذا اشتد به الحزن أثر ذلك في حاله، وظاهره، وحركاته، وغلب عليه الخمول، والسكون، وَاصْنَعْ الْفُلْكَ أي: السفينة، بِأَعْيُنِنَا أي: بمرأى منا، وهذا دليل على إثبات صفة العين.

"وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ [سورة هود:37]، وذكر محمد بن إسحاق عن التوراة: أن الله أمره أن يصنعها من خشب الساج، وأن يجعل طولها ثمانين ذارعاً، وعرضها خمسين ذراعاً، وأن يطلي باطنها وظاهرها بالقار، وأن يجعل لها جؤجؤاً أزوراً يشق الماء، وكان ارتفاعها في السماء ثلاثين ذراعاً، ثلاث طبقات؛ كل طبقة عشرة أذرع، فالسفلى للدواب، والوحوش، والوسطى للإنس، والعليا للطيور، وكان بابها في عرضها، ولها غطاء من فوقها مطبق عليها".

هذه الروايات من الإسرائيليات، ولا يبنى عليها شيء، ولا يوثق بها إلا ما كان موافقاً لما جاء عن النبي ﷺ.

قول ابن كثير - رحمه الله -: "وأن يجعل لها جؤجؤاً أزوراً" الجؤجؤ هو صدر السفينة الذي يشق البحر، ومعنى أزور: يعني مائل.