الأربعاء 02 / ذو القعدة / 1446 - 30 / أبريل 2025
وَأُتْبِعُوا۟ فِى هَٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۗ أَلَآ إِنَّ عَادًا كَفَرُوا۟ رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ كفروا بها، وعصوا رسل الله، وذلك أن من كفر بنبي فقد كفر بجميع الأنبياء؛ لأنه لا فرق بين أحد منهم في وجوب الإيمان به، فعادٌ كفروا بهود فنزّل كفرهم منزلة من كفر بجميع الرسل، وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ تركوا اتباع رسولهم الرشيد، واتبعوا أمر كل جبار عنيد؛ فلهذا أتبعوا في الدنيا لعنة من الله، ومن عباده المؤمنين كلما ذكروا، وينادى عليهم يوم القيامة على رؤوس الأشهاد أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ الآية".

قوله: وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ [سورة هود:59] الآيات المذكورة في هذه الآية هي التي جاءهم بها هود - عليه الصلاة والسلام -، وقد قالوا له: مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ [سورة هود:53].

وقوله: وَعَصَوْا رُسُلَهُ أي: عصوا هوداً ومعلوم أن من عصى رسولاً فقد عصى جميع الرسل - عليهم الصلاة والسلام - ومثل هذه الآية قول الله - تبارك وتعالى -: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ [سورة الشعراء:105] ومعلوم أنه لم يسبق إلى أهل الأرض رسول قبل نوح - عليه الصلاة والسلام -، فالذين كذبوا نوحاً ﷺ فقد كذبوا بجميع الأنبياء.

قوله: أَلا بُعْداً لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ أي: بعداً لهم، وهلاكاً.