الأربعاء 02 / ذو القعدة / 1446 - 30 / أبريل 2025
قَالُوا۟ يَٰصَٰلِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَآ ۖ أَتَنْهَىٰنَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ ءَابَآؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ۝ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ [سورة هود:62-63].

يذكر تعالى ما كان من الكلام بين صالح وبين قومه، وما كان من الجهل والعناد في قولهم: قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أي: كنا نرجوك في عقلك قبل أن تقول ما قلت، أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا".

قوله: قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا، أي: كنا نرجو رأيك، وعقلك، وأن تكون فينا سيداً كبيراً عظيماً؛ لما نرى فيك من النجابة، وحسن النظر، ثم أتيتنا بهذه الدعوة، ويحتمل أنهم قالوا ذلك استهزاء بصالح ، وقال بعض أهل العلم في قوله: قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أي: مُبعَداً، من أرجاه أي أخره، وهذا أضعف من القول الذي قبله، وقال بعضهم: معناه نرجو أن ترجع عما أنت فيه من عيب آلهتنا ومعبوداتنا، ثم بعد ذلك جئتنا تقول: إنك نبي، والمعنى الأول هو الأرجح - والله أعلم -.

"أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وما كان عليه أسلافنا، وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ أي: شك كثير، قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي".

الريب: هو شك مع قلق، ويمكن أن يكون بمعنى شك مريب أي: يكون سبباً للريب.