قال المفسر - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى: وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ [سورة هود:9-11].
يخبر تعالى عن الإنسان وما فيه من الصفات الذميمة - إلا من رحم الله من عباده المؤمنين - أنه إذا أصابته شدة بعد نعمة حصل له يأس، وقنوط من الخير بالنسبة إلى المستقبل، وكفر وجحود لماضي الحال، كأنه لم يرَ خيراً، ولم يرجُ بعد ذلك فرجاً، وهكذا إن أصابته نعمة بعد نقمة لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي أي: يقول: ما ينالني بعد هذا ضيم، ولا سوء، إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ أي: فرح بما في يده، بطر، فخور على غيره".