الأَمّ: القصد، تقول: أَمّ نحو كذا بمعنى قصد، وإِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ يعني إلى مدة قصدهم بالعذاب مثلاً، لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ هذا إذا ربطناها بأصل المعنى اللغوي، إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ إلى مدة زمنية محدودة معدودة قليلة لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ.
لفظ الأمة من قبيل الألفاظ المشتركة، والمشترك: هو اللفظ الواحد الذي له معانٍ متعددة، وهذا الذي يسمونه بالوجوه والنظائر، فالأمة تأتي لمعانٍ متعددة في القرآن، يقول: متعددة فيراد بها الأمد يعني المدة الزمنية.
باعتبار أنه يؤتم به، يقتدى به، أو باعتبار أنه جامع، فهو جامع للخصال والأوصاف الكاملة التي تفرقت في غيره واجتمعت فيه، ولا منافاة بينهما.
الجماعة إما مطلقاً كقوله: وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً يعني: جماعة من الناس، وإما الجماعة المتفقة أو المجتمعة على دين واحد كما في قوله تعالى: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً [سورة البقرة:213]، يعني: مجتمعة على دين واحد، كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [سورة آل عمران:110] الأمة المجتمعة على الإسلام، على توحيد الله ، واتباع رسوله ﷺ وهكذا، فهي الجماعة: تارة مطلقاً وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ جماعة من الناس يسقون، أو الجماعة المجتمعة على دين.
يعني أن أمة محمد ﷺ تنقسم إلى قسمين: أمة إجابة، وهم الذين اتبعوه، وأسلموا، وآمنوا، وأمة دعوة؛ وهم كل من وجهت إليهم الدعوة، فاليهود، والنصارى الموجودون الآن، وأهل الأوثان وغيرهم هؤلاء كلهم أمة محمد ﷺ يعني أمة الدعوة الذين خوطبوا بالدعوة، فهم كلهم من أمته.
الطائفة والجماعة مما يرجع إلى معاني الأمة، وهي تأتي بأربعة معانٍ على المشهور: بمعنى المدة الزمنية، والرجل المقتدى به، الجامع لخصال الخير، والجماعة من الناس بفرعيها مطلقاً، أو المجتمعة على دين، وملة واحدة - والله أعلم -.
- رواه مسلم برقم (153)، عن أبي هريرة بلفظ: والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي، ولا نصراني؛ ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد ﷺ إلى جميع الناس ونسخ الملل بملة.
- جزء من حديث رواه مسلم برقم (193)، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.