قال بعض أهل العلم في قوله: "كَذِب": إن "فَعِل" هنا بمعنى مفعول، "دمٍ كذب" أي دمٍ مكذوب، ولكن لو أخذنا ظاهر اللفظ بِدَمٍ كَذِبٍ هنا وصف اسم العين باسم المعنى، فالدم عين، والكذب معنى، فهنا وصف اسم العين الذي هو الدم باسم معنى بأنه كذب، يعني من الممكن أن يقال: بدمٍ طري مثلاً، ولهذا جاء في قراءة غير متواترة "كَدِب" بالدال، ومعنى "كدب" يعني طري، دم جديد رطب، بدمٍ كدب، فهنا يكون وصْفُه على هذه القراءة وصفَ اسم العين باسم عينٍ، لكن "كذب" هذا اسم معنى، فإذا حصل ذلك في كلام العرب فإنه يكون من المبالغة في تأكيد الشيء، وشدة ارتباطه بهذه الصفة، يعني كأن هذا الدم هو عين الكذب.
قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا سولت بمعنى سهلت، وزينت، وأصل ذلك يقال: التسويل هو تقرير معنىً في النفس، يطمع صاحبه بإتمامه، فَصَبْرٌ جَمِيلٌ يحتمل أن يكون المبتدأ محذوفاً أي فشأني صبرٌ جميل، أو صبري صبرٌ جميل، أو الذي أنا عليه صبرٌ جميل، ويحتمل أن يكون الخبر هو المحذوف أي صبرٌ جميل صبري، والصبر الجميل هو الذي لا جزع معه، ولا شكاية، والهجر الجميل هو الهجر الذي لا يكون معه أذى - والله أعلم -.