الخميس 17 / ذو القعدة / 1446 - 15 / مايو 2025
يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَٱسْتَغْفِرِى لِذَنۢبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلْخَاطِـِٔينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"ثم قال آمراً ليوسف بكتمان ما وقع: يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا أي: اضرب عن هذا صفحاً، أي: فلا تذكره لأحد.

وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ يقول لامرأته، وقد كان لين العريكة سهلاً، أو أنه عذرها لأنها رأت ما لا صبر لها عنه، فقال لها: استغفري لذنبك أي الذي وقع منك من إرادة السوء بهذا الشاب، ثم قذْفِه بما هو بريء منه إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ".

الصحيح أنه كان سهلاً، قليل الغيرة؛ لأنه أبقاه عندها، وهي لا زالت مصرة، وتقول بعد ذلك: وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ [سورة يوسف:32]، فهي تهدده وتأتي به إلى النساء، ويفتن أولئك النسوة به، فهو باق معها بعد هذه المحاولات جميعاً، والعزم المصمم، وتغليق الأبواب، وغاية ما فعل قال ليوسف: لا تخبر أحداً بهذا، وأنت استغفري لربك، وانتهت المشكلة، فهذه قلة غيرة، ويبدو أنها تعرف أن زوجها بهذه المثابة؛ ولذلك اجترأت هذا الجرأة العظيمة.