الأحد 20 / ذو القعدة / 1446 - 18 / مايو 2025
يَٰصَىٰحِبَىِ ٱلسِّجْنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسْقِى رَبَّهُۥ خَمْرًا ۖ وَأَمَّا ٱلْءَاخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِۦ ۚ قُضِىَ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِى فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"ولما فرغ من دعوتهما شرع في تعبير رؤياهما فقال: يَا صَاحِبَيِ السّجْنِ أَمّآ أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبّهُ خَمْراً وَأَمّا الآخر فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطّيْرُ مِن رّأْسِهِ قُضِيَ الأمْرُ الّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ [سورة يوسف:41].

يقول لهما: يَا صَاحِبَيِ السّجْنِ أَمّآ أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبّهُ خَمْراً وهو الذي رأى أنه يعصر خمراً، ولكنه لم يعينه لئلا يحزن ذاك؛ ولهذا أبهمه في قوله: وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِه وهو في نفس الأمر الذي رأى أنه يحمل فوق رأسه خبزاً، ثم أعلمهما أن هذا قد فرغ منه، وهو واقع لا محالة؛ لأن الرؤيا على رِجل طائر ما لم تُعبر، فإذا عُبرت وقعت.

وروى الثوري عن عمارة بن القعقاع، عن إبراهيم عن عبد الله قال: لما قالا ما قالا، وأخبرهما، قالا: ما رأينا شيئاً، فقال: قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ، وحاصله أن من تحلَّم بباطل، وفسره؛ فإنه يُلزم بتأويله - والله تعالى أعلم -، وقد ورد في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد عن معاوية بن حيدة عن النبي ﷺ قال: الرؤيا على رِجل طائر ما لم تُعبر، فإذا عُبرت وقعت[1]".

  1. رواه أبو داود برقم (5020)، كتاب الأدب، باب ما جاء في الرؤيا، من حديث أبي رزين ، وابن ماجه برقم (3914)، كتاب تعبير الرؤيا، باب الرؤيا إذا عبرت وقعت فلا يقصها إلا على وادّ، وأحمد في المسند (26/100)، برقم (16182)، وقال محققوه: حديث حسن لغيره، من حديث أبي رزين ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3535).