"ولهذا قال تعالى: وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ [سورة يوسف:56-57].
يقول تعالى: وَكَذَلِكَ مَكّنّا لِيُوسُفَ فِي الأرْضِ أي: أرض مصر، يَتَبَوّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء قال السدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: "يتصرف فيها كيف يشاء".
أي على كل حالٍ يتصرف، تبوأ من اتخاذ المباءة وهي المسكن يعني أنه ينزل منها حيث شاء، فهو ممكّن بعد أن كان في ضيق الجب، وضيق السجن؛ صار بهذه المثابة.
ليس هناك دليل على إيمان ملك مصر، ويدل على أن ملك مصر لم يؤمن قوله - تبارك وتعالى -: وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ [سورة غافر:34]، ولو كان الملِك آمن لتبعه الناس، والناس على دين ملوكهم.