أصل الرحل يطلق على ما يستصحبه المسافر معه من أوعية، أو مركب يوضع على البعير، ويقال الرحل للمنزل الذي ينزله الإنسان، ومنه قوله: صلوا في رحالكم[1]، والمراد بالرحل هنا الأوعية التي يوضع فيها الطعام.
قال: اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ أي: التي قدموا بها ليمتاروا عوضاً عنها، فِي رِحَالِهِمْ أي: في أمتعتهم سواءً كانت هذه البضاعة هي عبارة عن نقود، أو كانت عبارة عن أشياء معمولات، ومصنوعات.
قوله: لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "لعل" لتعليل، أي: من أجل أن يرجعوا، فخشي ﷺ أنهم إذا رجعوا لا يكون عندهم شيء؛ لأن الناس في جدب، وحاجة، فوضع لهم البضاعة من أجل أن يرجعوا، ويحتمل أن يكون وضع لهم هذه البضاعة في رحالهم لكونه عرف أنهم إذا وصلوا، وفتحوا المتاع، ووجدوا الطعام، وقيمته في الرحال؛ عرفوا أن هذا خطأ حصل، ولا يحل لهم هذا الطعام، وهذا لا يخلوا من بعد؛ لأنهم إذا احتاجوا للرجوع فلن يرجعوا جمعياً، وإنما يكتفون بإرسال واحد منهم لإرجاع المتاع.
- رواه البخاري، كتاب الأذان، باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة والإقامة وكذلك بعرفة وجمْع وقول المؤذن الصلاة في الرحال في الليلة الباردة أو المطيرة (1 / 227)، برقم (606)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الصلاة في الرحال في المطر (1 / 484)، برقم (697).