الأربعاء 09 / ذو القعدة / 1446 - 07 / مايو 2025
قَالُوا۟ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْعَزِيزُ إِنَّ لَهُۥٓ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُۥٓ ۖ إِنَّا نَرَىٰكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ۝ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّآ إِذًا لَّظَالِمُونَ [سورة يوسف:78-79].

لما تعيّن أخذ بنيامين، وتقرر تركه عند يوسف بمقتضى اعترافهم؛ شرعوا يترققون له، ويعطفونه عليهم قَالُواْ يَأَيّهَا الْعَزِيزُ إِنّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً يعنون وهو يحبه حباً شديداً، ويتسلى به عن ولده الذي فقده، فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ أي: بدله يكون عندك عوضاً عنه، إِنّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ أي: العادلين المنصفين، القابلين للخير، قَالَ مَعَاذَ اللّهِ أَن نّأْخُذَ إِلاّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ أي: كما قلتم، واعترفتم: إِنّآ إِذاً لّظَالِمُونَ أي: إن أخذنا بريئاً بسقيم".

قوله - تبارك وتعالى -: إِنّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ قال: "أي من العادلين المنصفين، القابلين للخير"؛ يمكن أن يفسر على ظاهره، فهو أحسنَ إليهم غاية الإحسان، أوفى لهم الكيل، وأحسن ضيافتهم، فقالوا: نراك من المحسنين، فأحسِن إلينا بدفع بنيامين لنا، ثم من لطيف تعبيره أنه قال لهم: مَعَاذَ اللّهِ أَن نّأْخُذَ إِلاّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ ولم يقل: معاذ الله أن نأخذ إلا من سرق، فلم يتهمه بالسرقة، ولم يصفه بذلك.