السبت 09 / محرّم / 1447 - 05 / يوليو 2025
قَالُوٓا۟ أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا۠ يُوسُفُ وَهَٰذَآ أَخِى ۖ قَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَآ ۖ إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"ولكن لما ضاق الحال، واشتد الأمر؛ فرَّج الله - تعالى - من ذلك الضيق كما قال تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ۝ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [سورة الشرح:5-6] فعند ذلك قالوا: أَئِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ، وقرأ أُبيُّ بن كعب أَوَأَنْتَ يُوسُفُ، وقرأ ابن محيصن: إِنَّكَ لأنتَ يُوسُفَ، والقراءة المشهورة هي الأولى؛ لأن الاستفهام يدل على الاستعظام أي أنهم تعجبوا من ذلك أنهم يترددون إليه من سنتين وأكثر وهم لا يعرفونه، وهو مع هذا يعرفهم، ويكتم نفسه؛ فلهذا قالوا على سبيل الاستفهام: أَئِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي.

وقوله: قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا أي: بجمعه بيننا بعد التفرقة، وبُعد المدة إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ".