الأربعاء 21 / ذو الحجة / 1446 - 18 / يونيو 2025
قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّىٓ ۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"فعند ذلك قالوا لأبيهم مترفقين له: يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ۝ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [سورة يوسف:97-98] أي: من تاب إليه تاب عليه قال ابن مسعود ، وإبراهيم التيمي، وعمرو بن قيس، وابن جريج وغيرهم: "أرجأهم إلى وقت السحر".

قال بعض أهل العلم في قوله - تبارك وتعالى -: سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ أن يعقوب أرجأ الاستغفار لهم إلى وقت السحر، وقال بعضهم: "إنه أرجأ الاستغفار لهم إلى وقت آخر"، وقال بعضهم: "أراد أن يستأذن من يوسف حتى يعفو عنهم"، وهذه الأقوال لا دليل عليها.

وقد قال بعض السلف: هناك فرق بين طلب الشيء من الشيوخ وبين طلبه من الشباب، وذلك أن الله - تبارك وتعالى - أخبر عن يوسف أنه قال: لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [سورة يوسف:92]، فقد استغفر لهم مباشرة، ولما طلبوا من أبيهم الاستغفار قال لهم: سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ وهذا غير صحيح؛ لأنهم لم يطلبوا الاستغفار من يوسف أصلاً؛ بخلاف أبيهم فقد طلبوا منه ذلك.