قال بعض أهل العلم في قوله - تبارك وتعالى -: سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ أن يعقوب أرجأ الاستغفار لهم إلى وقت السحر، وقال بعضهم: "إنه أرجأ الاستغفار لهم إلى وقت آخر"، وقال بعضهم: "أراد أن يستأذن من يوسف حتى يعفو عنهم"، وهذه الأقوال لا دليل عليها.
وقد قال بعض السلف: هناك فرق بين طلب الشيء من الشيوخ وبين طلبه من الشباب، وذلك أن الله - تبارك وتعالى - أخبر عن يوسف أنه قال: لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [سورة يوسف:92]، فقد استغفر لهم مباشرة، ولما طلبوا من أبيهم الاستغفار قال لهم: سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ وهذا غير صحيح؛ لأنهم لم يطلبوا الاستغفار من يوسف أصلاً؛ بخلاف أبيهم فقد طلبوا منه ذلك.