الخميس 10 / ذو القعدة / 1446 - 08 / مايو 2025
وَٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعْدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِى ٱلْأَرْضِ ۙ أُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوٓءُ ٱلدَّارِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

قال المصنف - رحمه الله تعالى - في تفسير قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [سورة الرعد:25].

هذا حال الأشقياء وصفاتهم، وذكر مآلهم في الآخرة، ومصيرهم إلى خلاف ما صار إليه المؤمنون، كما أنهم اتصفوا بخلاف صفاتهم في الدنيا، فأولئك كانوا يوفون بعهد الله، ويصلون ما أمر الله به أن يوصل، وهؤلاء يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ، كما ثبت في الحديث: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان[1]. وفي رواية وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر[2]؛ ولهذا قال: أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللّعْنَةُ وهي الإبعاد عن الرحمة، وَلَهُمْ سُوَءُ الدّارِ وهي سوء العاقبة والمآل، وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ.

  1. رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب علامة المنافق (1 / 21)، برقم (33)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافقين (1 / 78)، برقم (59).
  2.  رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب علامة المنافق (1 / 21)، برقم (34)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق (1 / 78)، برقم (58).