الثلاثاء 15 / ذو القعدة / 1446 - 13 / مايو 2025
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَٰجًا وَذُرِّيَّةً ۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِىَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ ٱللَّهِ ۗ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ۝ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [سورة الرعد:38-39].

يقول تعالى: وكما أرسلناك يا محمد رسولاً بشرياً، كذلك قد بعثنا المرسلين قبلك بشراً، يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق، ويأتون الزوجات، ويولد لهم، وجعلنا لهم أزواجاً وذرية، وقد قال تعالى لأشرف الرسل وخاتمهم محمد ﷺ: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ [سورة الكهف:110]، وفي الصحيحين أن رسول الله ﷺ قال: أما أنا فأصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وآكل اللحم، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني[1]

وقوله: وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ [سورة الرعد:38] أي: لم يكن يأتي قومه بخارق إلا إذا أذن له فيه، ليس ذلك إليه بل إلى الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ أي: لكل مدة مضروبة، كتاب مكتوب بها، وكل شيء عنده بمقدار، أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [سورة الحج:70].

قوله: لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ، قال ابن جرير – رحمه الله -: لكل أجل أمر قضاه كتاب عنده قد كتبه، فالله - تبارك وتعالى- قد كتب مقادير الخلق في كتاب عنده قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وقد قال النبي ﷺ: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال وعرشه على الماء[2].

  1. رواه البخاري، كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح (5 / 1949)، برقم (4776) ومسلم، كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة واشتغال من عجز عن المؤن بالصوم  (2 / 1020)، برقم (1401).
  2. رواه مسلم، كتاب القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام (4 / 2044)، برقم (2653).