السبت 10 / ذو الحجة / 1446 - 07 / يونيو 2025
أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُوا۟ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا۟ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ۝ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ۝ وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ [سورة إبراهيم:28-30].

قال البخاري: قوله: أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِينَ بَدّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً ألم تعلم، كقوله: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ [سورة إبراهيم:24] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ [سورة البقرة:243]، البوار الهلاك، بار يبور بوراً، وقَوْماً بُوراً هالكين. حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء، سمع ابن عباس - ا - أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً قال: هم كفار أهل مكة.

وروى ابن أبي حاتم عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل علياً عن أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ [سورة إبراهيم:28] قال: هم كفار قريش يوم بدر، وقال: مشركو قريش أتتهم نعمة الله الإيمان فبدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار، والمعنى يعم جميع الكفار فإن الله تعالى بعث محمداً ﷺ رحمة للعالمين، ونعمة للناس، فمن قبلها وقام بشكرها دخل الجنة، ومن ردها وكفرها دخل النار.

اختلف المفسرون في معنى قوله – تبارك وتعالى -: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً فقيل: المراد بهم كفار قريش، وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ يعني في الدنيا، بما وقع لهم في يوم بدر حيث قُتل رءوسهم وسادتهم وكبراؤهم، وأُسر من أسر.

وقيل في قوله: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً هذه الآية تعم جميع الكفار وهذا هو الذي ذكره ابن كثير – رحمه الله - فيكون وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ يعني في النار، ويمكن أن تحمل الآية على عمومها فيدخل فيها القولان، والله تعالى أعلم.