الأحد 11 / ذو الحجة / 1446 - 08 / يونيو 2025
ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلْءَاخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ فِى ضَلَٰلٍۭ بَعِيدٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

ثم وصفهم بأنهم يَستَحِبُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ أي: يقدمونها ويؤثرونها عليها ويعملون للدنيا، ونسوا الآخرة وتركوها وراء ظهورهم، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وهي اتباع الرسل، وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أي: ويحبون أن تكون سبيل الله عوجاً مائلة عائلة، وهي مستقيمة في نفسها لا يضرها من خالفها، ولا من خذلها، فهم في ابتغائهم ذلك في جهل وضلال بعيد من الحق، لا يرجى لهم - والحالة هذه - صلاح.

قوله: وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أي عن اتباع الرسل، يصدون عن اتباعهم، والفعل "صدَّ" يأتي لازماً ويأتي متعدياً، ويمكن أن يحمل على المعنيين هنا، فهم يصدون أنفسهم عن اتباع الرسل، ويصدون غيرهم.

قال: وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أي: يحبون ويريدون أن تكون سبيل الله عوجاً مائلة على أهوائهم وشهواتهم ورغباتهم، كما قال الله : وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ [سورة القلم:9]، وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً [سورة الإسراء:73].