الخميس 07 / محرّم / 1447 - 03 / يوليو 2025
وَجَعَلُوا۟ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا۟ عَن سَبِيلِهِۦ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا۟ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله: وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ [سورة إبراهيم:30] أي: جعلوا له شركاء عبدوهم معه، ودعوا الناس إلى ذلك، ثم قال تعالى مهدداً لهم ومتوعداً لهم على لسان نبيه ﷺ: قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ [سورة إبراهيم:30] أي: مهما قدرتم عليه في الدنيا فافعلوا، فمهما يكن من شيء فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ أي: مرجعكم وموئلكم إلينا كما قال تعالى: نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ [سورة لقمان:24]، وقال تعالى: مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ [سورة يونس:70].

قوله: وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ [سورة إبراهيم:30] أي: ليضلوا الناس عن دين الله - تبارك وتعالى - وعن الإيمان، وفي قراءة أبي عمرو وابن كثير ليَضلوا عن سبيله بفتح الياء، وعلى هذه القراءة تكون اللام للعاقبة، كقوله – تبارك وتعالى -: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ [سورة القصص:8].

قوله: قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ [سورة إبراهيم] كقوله - تبارك وتعالى -: ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ [سورة الدخان:49] فليس الأمر يدل على وجوب أو استحباب أو إباحة، وإنما يقال ذلك لهم وعيداً وتهديداً.