الجمعة 18 / ذو القعدة / 1446 - 16 / مايو 2025
وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَآئِنُهُۥ وَمَا نُنَزِّلُهُۥٓ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وَإِن مّن شَيْءٍ إِلاّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزّلُهُ إِلاّ بِقَدَرٍ مّعْلُومٍ ۝ وَأَرْسَلْنَا الرّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السّمَآءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ۝ وَإنّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ۝ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ۝ وَإِنّ رَبّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [سورة الحجر:21-25].

يخبر تعالى أنه مالك كل شيء، وأن كل شيء سهل عليه، يسير لديه، وأن عنده خزائن الأشياء من جميع الصنوف، وَمَا نُنَزّلُهُ إِلاّ بِقَدَرٍ مّعْلُومٍ كما يشاء وكما يريد، ولِمَا له في ذلك من الحكمة البالغة والرحمة بعباده لا على جهة الوجوب، بل هو كتب على نفسه الرحمة، قال يزيد بن أبي زياد عن أبي جحيفة عن عبد الله : ما من عام بأمطر من عام، ولكن الله يقسمه بينهم حيث شاء عاماً ههنا وعاماً ههنا، ثم قرأ: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ الآية، رواه ابن جرير.

قوله: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ بمعنى أنه مالك لكل شيء، خزائن السماوات والأرض بيده - تبارك وتعالى -، وبعضهم فسر الخزائن بالمفاتح، فمفاتح الرزق كلها بيده - تبارك وتعالى -، وإذا كانت مفاتح الرزق بيده فإن خزائنها بيده، وبعضهم خص ذلك بالمطر وَإِن مّن شَيْءٍ إِلاّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزّلُهُ إِلاّ بِقَدَرٍ مّعْلُومٍ، وهذا وإن اختاره كبير المفسرين ابن جرير - رحمه الله -، إلا أنّ أول الآية يدل على العموم، وَإِن مّن شَيْءٍ إِلاّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ يعني ما من شيء إلا عندنا خزائنه، فخزائن جميع الأشياء بيده - تبارك وتعالى - وَمَا نُنَزّلُهُ الضمير في قوله: ننزله لا يختص بالمطر، وما ذكره بعض السلف فيما يتعلق بالمطر، وما أورده الحافظ ابن كثير - رحمه الله - عن عبد الله بن مسعود كل ذلك لا يعني الحصر، وَمَا نُنَزّلُهُ أي: الرزق الذي منه المطر.