الخميس 10 / ذو القعدة / 1446 - 08 / مايو 2025
وَءَاتَيْنَٰهُ فِى ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَإِنَّهُۥ فِى ٱلْءَاخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله: وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً: أي جمعنا له خير الدنيا من جميع ما يحتاج المؤمن إليه في إكمال حياته الطيبة وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ.

الحسنة: الكلام الذي ذكره الحافظ ابن كثير هنا قال: أي جمعنا له خير الدنيا من جميع ما يحتاج المؤمن إليه في إكمال حياته، هذا من أجمع ما يكون في التفسير، وهذه على كل حال تجدها كثيراً في هذا الكتاب المبارك، أعني تفسير ابن كثير - رحمه الله -، فبعضهم يفسر الحسنة وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً يفسرها بالخصلة أو الحالة الحسنة، لكن ليست هذه العبارة في الإبانة كعبارة الحافظ ابن كثير - رحمه الله -، بل بعضهم يفسرها بأضيق من هذا، يقول: الحسنة هي الولد الصالح، فإن الله قال: فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ [سورة مريم:49]، فيقولون: هذه هي الحسنة، وكذلك أيضاً بعضهم يقول: الذكر الحسن في الدنيا، وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا [سورة مريم:50]، وكذلك الله أخبر عن إبراهيم ﷺ بمثل هذا في مواضع، فالحاصل أن ابن جرير - رحمه الله - يقول: الذكر الحسن هو الحسنة، وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ [سورة الشعراء:84]، أي يذكر بالخير، كما هو واقع عبر هذه القرون والأجيال المتعاقبة، وبعضهم فسر ذلك بهذا وهذا، يعني بالولد الصالح والذكر الحسن الجميل، وبعضهم يفسر هذا بالنبوة، وبعضهم يقول: الصلاة عليه في التشهد ، وبعضهم يقول: القبول عند أهل الأديان، فأهل الأديان جميعاً يقبلونه ويعظمونه، ولذلك تجد اليهود يقولون: إنه منهم، والنصارى يقولون: إنه منهم، ولهذا قال الله : مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا [سورة آل عمران:67] والشاهد أن هذه العبارات التي قالها مَن قالها من السلف ليست كعبارة ابن كثير.

وقال مجاهد في قوله: وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً: أي لسان صدق.