الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ [سورة النحل:32] إنما يحصل هذا الاتصاف إذا كان الإنسان متحققاً بالإيمان والاستقامة على طاعة الله - تبارك وتعالى -، ولهذا قال الله: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا، وتبشرهم بالجنة، وما قاله السلف في قوله: تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ قالوا: أي طاهرين من الشرك، وبعضهم قال: من الذنوب والمعاصي، وقيل بأن نفوسهم طيبة واثقة بوعد الله لهم، يعني لأهل الإيمان، وما إلى ذلك من الأقوال، والشرك نجاسة مغلظة لا تطهرها مياه البحار، وهؤلاء أهل الإيمان تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ أي: زاكية أفعالهم وأقوالهم، وذلك بالإيمان وخلوصهم من الشرك.
وقد قدمنا الأحاديث الواردة في قبض روح المؤمن وروح الكافر عند قوله تعالى: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [سورة إبراهيم:27].