وقوله: جَنَّاتِ عَدْنٍ بدل من دار المتقين أي لهم في الآخرة جنات عدن، أي مُقام يدخلونها.
العدن هو الإقامة، عَدَنَ بالمكان أي أقام به، جنات إقامة.
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أي: بين أشجارها وقصورها لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ، كقوله تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [سورة الزخرف:71]، وفي الحديث: إن السحابة لتمر بالملأ من أهل الجنة وهم جلوس على شرابهم، فلا يشتهي أحد منهم شيئاً إلا أمطرته عليه حتى إن منهم لمن يقول: أمطرينا كواعب أتراباً فيكون ذلك[1].
وقوله - تبارك وتعالى -: لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ، ويقول النبي ﷺ كما في حديث أنس : إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة، يعطى بها في الدنيا ويجزى عليها في الآخرة، وأما الكافر فطُعم بحسناته حتى إذا وافى يوم القيامة لم يكن له عند الله حسنة[2]، ومثل هذا الحديث يفسر المراد، والله يعطي المؤمن في الدنيا ويعطيه في الآخرة.
كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ أي: كذلك يجزي الله كل من آمن به واتقاه وأحسن عمله.
- رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (21/642)، من طريق الحسن بن عرفة، قال: حدثنا عمر بن عبد الرحمن الأبار، عن محمد بن سعد الأنصاري، عن أبي ظبية السلفي.
- رواه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا، برقم (2808).