الخميس 19 / صفر / 1447 - 14 / أغسطس 2025
جَنَّٰتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ ۖ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْزِى ٱللَّهُ ٱلْمُتَّقِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله: جَنَّاتِ عَدْنٍ بدل من دار المتقين أي لهم في الآخرة جنات عدن، أي مُقام يدخلونها.

العدن هو الإقامة، عَدَنَ بالمكان أي أقام به، جنات إقامة.

تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أي: بين أشجارها وقصورها لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ، كقوله تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [سورة الزخرف:71]، وفي الحديث: إن السحابة لتمر بالملأ من أهل الجنة وهم جلوس على شرابهم، فلا يشتهي أحد منهم شيئاً إلا أمطرته عليه حتى إن منهم لمن يقول: أمطرينا كواعب أتراباً فيكون ذلك[1].

وقوله - تبارك وتعالى -: لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ، ويقول النبي ﷺ كما في حديث أنس  : إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة، يعطى بها في الدنيا ويجزى عليها في الآخرة، وأما الكافر فطُعم بحسناته حتى إذا وافى يوم القيامة لم يكن له عند الله حسنة[2]، ومثل هذا الحديث يفسر المراد، والله يعطي المؤمن في الدنيا ويعطيه في الآخرة.

كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ أي: كذلك يجزي الله كل من آمن به واتقاه وأحسن عمله.

  1. رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (21/642)، من طريق الحسن بن عرفة، قال: حدثنا عمر بن عبد الرحمن الأبار، عن محمد بن سعد الأنصاري، عن أبي ظبية السلفي.
  2. رواه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا، برقم (2808).