"قال المصنف - رحمه الله تعالى -: تفسير سورة الإسراء وهي مكية.
روى الإمام الحافظ المتقن أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله تعالى - عن ابن مسعود قال في بني إسرائيل، والكهف، ومريم : إنهن من العِتاق الأُوَل وهن من تِلادِي[1].
وروى الإمام أحمد عن عائشة - ا - قالت: "كان رسول الله ﷺ يصوم حتى نقول: ما يريد أن يفطر، ويفطر حتى نقول : ما يريد أن يصوم، وكان يقرأ كل ليلة بني إسرائيل، والزمر"[2]."
فقول ابن مسعود في هذه السور : إنهن من العتاق الأُوَل، العتيق: هو القديم، ويأتي بمعنى النفيس البالغ في النفاسة، أو البالغ النفاسة، وهناك ارتباط بين العتيق والقديم؛ لأن كلمة عتيق أحياناً تفيد التاقدم وطول العهد، والقدم يزيد الشيء نفاسة أحيانا، وهذا أحد الأسماء لبيت الله الحرام، البيت العتيق، قيل: المعتق من الجبابرة، ومن الأقوال: إنه القديم،إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ[سورة آل عمران:96]، "إنهن من العتاق الأُوَل وهن من تِلادِي"، التلاد يقصد به الشيء القديم الذي حفظته، وتقول : الطارف والتليد، الطارف: هو الشيء الجديد، والتليد: هو الشيء القديم.
وحديث عائشة -ا -: "كان رسول الله ﷺ يصوم حتى نقول: ما يريد أن يفطر، ويفطر حتى نقول: ما يريد أن يصوم، وكان يقرأ كل ليلة بني إسرائيل والزمر"، القراءة تحتمل أن يكون ذلك في صلاة الليل، ويحتمل أن يكون ذلك من غير صلاة، وبعض أهل العلم يجعله مما كان يقرأه ﷺ في الصلاة، في صلاة الليل (القيام)، ويحتج لذلك بذكر الصوم معه، كان يصوم، ذكرتْ صيامه، قالوا: وأرادت بذلك قيامه، يعني بقولها: وكان يقرأ، - والله تعالى أعلم -.
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [سورة الإسراء:1].
يمجد تعالى نفسه، ويعظم شأنه؛ لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه، فلا إله غيره ولا رب سواه، الّذِي أَسْرَىَ بِعَبْدِهِ يعني: محمداً ﷺ، ليلاً أي: في جنح الليل، مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وهو مسجد مكة، إِلَىَ الْمَسْجِدِ الأقْصَى وهو بيت المقدس الذي بإيلياء معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل ؛ ولهذا جُمعوا له هناك كلهم، فأمهم في محلتهم ودارهم، فدل على أنه هو الإمام الأعظم، والرئيس المقدم - صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين -، وقوله تعالى: الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَه أي: في الزروع والثمار لِنُرِيَهُ أي: محمدا،ً مِنْ آيَاتِنَا أي: العظام، كما قال تعالى: لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى وسنذكر من ذلك ما وردت به السنة من الأحاديث عنه ﷺ ، وقوله تعالى: إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ أي: السميع لأقوال عباده مؤمنهم وكافرهم، مصدقهم ومكذبهم، البصير بهم فيعطي كلًّا منهم ما يستحقه في الدنيا والآخرة."
قوله -تبارك وتعالى-: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، سبحان: بعضهم يقول: هذا مصدر لسبح يسبح تسبيحاً وسبحاناً، وبعضهم كسيبويه يقول: إن هذا اللفظ "سبحان" العامل فيه ليس من لفظه، يعني الكلام هكذا: نزّه ينزه تنزيهاً، فوضع مكان "تنزيهاً" "سبحان"، وبعضهم يقول: إنه مفعول مطلق، والكلام فيه كثير.
وقوله:أَسْرَى بِعَبْدِهِ يعني: محمداً ﷺ ، وذِكْر العبودية في هذا المقام الشريف الذي رقى النبي ﷺ فيه السبع الطباق، يدل على شرف العبودية ومنزلتها، وهكذا ذِكْر ذلك في مقام الإيحاء فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى [سورة النجم:10]، وفي مقام الدعوة: وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ [سورة الجن:19]، وفي مقام تنزيل الوحي: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا[سورة الفرقان:1]، وما شابه ذلك.
قال:الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ، أسرى: الإسراء هو سير الليل، وبعضهم يخص ذلك بسير أول الليل، وإذا كان الإسراء لا يكون إلا بالليل -سواء قيل: في أوله، أو قيل: هو سير الليل مطلقاً- ولا يكون في النهار فوجْهُ قولِه بعدَه: لَيْلاً، من أهل العلم من يقول: إن هذا مع التنكير في قوله:لَيْلاً؛ لبيان أن ذلك وقع في بعض الليل لا في كله، وهذا فيه آية عظيمة، وهي أن النبي ﷺ يذهب هذا المسير الذي يقدر بأربعين ليلة، ثم بعد ذلك يعرج به إلى السماء في بعض ليلة وليس في ليلة كاملة، فهذا من آيات الله -تبارك وتعالى-.
قال:مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ"وهو مسجد مكة"،ذهب إلى هذا بعض السلف، وبه قال الحسن وبعضهم يقول: إنه أسري به ﷺ من بيت أم هانئ، وهذا ذهب إليه كثيرون، وبعضهم يقول: من بيته ﷺ، والروايات الواردة في هذا كثيرة جداً، وهذه الروايات يفهم من بعضها أنه أسري به من المسجد، كان نائماً في المسجد، وفي بعضها أنه من بيته، والعلماء اختلفوا في ذلك بناء على اختلاف الروايات، وذهب كثير منهم إلى أنه أسري به ﷺ من بيت أم هانئ، وقوله:إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى: وهو بيت المقدس، قيل له: الأقصى لبعده عن المسجد الحرام، فهو المسجد الأقصى: يعني الأبعد، وليس بعده مسجد، فحينما نزلت الآية لم يكن وراءه مسجد يُعبد الله فيه، قال: الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَه، بعضهم يقول: يعني ببعث الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام -، والأقرب - والله أعلم - أن تحمل الآية على ظاهرها وإطلاقها، فالله جعله مباركاً، ووصف الأرض تلك بأنه بارك فيها للعالمين، لمّا ذكر نجاة إبراهيم ﷺ ولوط ﷺ ذكر أن ذلك كان إلى الأرض التي بارك فيها للعالمين،وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ[سورة الأنبياء:71]، وذلك يعني بلاد الشام، وبعضهم يقول: أكناف بيت المقدس، بيت المقدس وما حوله، وبلاد الشام ورد فيها من الأحاديث أنها أرض مباركة، ومن البركة التي فيها ما ذكره النبي ﷺ: أنه لا تزال طائفة من الأمة منصورة [3]، وجاء في بعض الأحاديث قال: وهم بالشام [4]، وجاءت الأحاديث: إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم [5].
والإسراء العلماء مختلفون فيه كثيراً متى كان؟، ولا شك أنه كان قبل الهجرة، فكثير من أهل العلم يقولون: قبل الهجرة بسنة، وبعضهم يقول: قبلها بسنوات باعتبار أن خديجة -ا- صلت مع النبي ﷺ ، قالوا: والصلاة لم تفرض إلا حينما عرج بالنبي ﷺ ، واختلفوا في وقت وفاة خديجة أيضاً، فبعضهم يقول: كان ذلك قبل الهجرة بخمس، وبعضهم يقول غير هذا، اختلفوا فيه كثيراً، وللعلماء كلام كثير فيها بناء على الروايات المتفاوتة، ثم اختلفوا هل أسري به في ليلة، وعرج في مرة أخرى غير ليلة الإسراء؟ هل صلى ببيت المقدس بالأنبياء قبل أن يعرج به أو بعدما عرج به؟ وحينما خُير بين الآنية من الخمر واللبن والعسل هل كان هذا قبل المعراج أو كان بعد المعراج؟ أو أن ذلك وقع مرتين؟ وحادثة شق الصدر أيضاً هل كانت مرة واحدة؟ ومتى كانت؟ لأن من الروايات ما يدل على أن ذلك وقع ليلة الإسراء، ومنها ما يدل على أنه وقع -كما في حديث أنس وهو في الصغر حينما كان مسترضعاً ببني سعد، فلذلك اختلفوا هل وقع ذلك مرة واحدة ومتى كانت؟ أو وقع أكثر من مرة؟ والأنبياء الذين رآهم جاء في الأوصاف التي ذكرها حينما أتى على وادي الأزرق ﷺ ، إلى غير ذلك مما ورد في سؤاله ﷺ وهو في الطريق إلى مكة: أي وادٍ هذا؟ ، كأني أنظر إلى يونس بن متى، كأني أنظر إلى موسى ﷺ [6]، كذلك حينما ذكر الدجال وعيسىﷺ وهو يطوف بالكعبة، هل رأى ذلك في ليلة الإسراء والمعراج، أو أن ذلك كان رؤيا منام؟ أو أنه ﷺأخبر عن أمر أطلعه الله عليه مثلاً في علم الغيب دون أن يراه في ليلة المعراج، أو غير ذلك مما قاله أهل العلم في مثل هذه الأشياء؟، يعني هل هذا حديث عن أمر وقع في السابق، أو أنه قد وقع لهم هذا الحج وهم في الملأ الأعلى؟ وقد ذكر الإمام مسلم - رحمه الله - كثيراً من الروايات والتفاصيل في صحيحه، ويمكن الرجوع إلى ما قاله العلماء في فتح الباري، وشرح صحيح مسلم، وشرح الطحاوية، فشرح النووي على المسلم في الجزء الأول صفحة: (145، 384، 403) وكذلك شرح القاضي عياض على مسلم الجزء الأول: (494)، والفتح الجزء الأول: (458)، والثالث: (414)، والسادس: (579، 485، 478)، والسابع: (203)، والثامن: (609)، والعاشر: (33،70)، والثالث عشر (96، 478)، تجدون فيها الكلام على هذه القضايا.
ومن الأشياء التي اختلفوا فيها هل كان الإسراء بالروح، أو بالجسد والروح؟ فذهب بعض السلف إلى أن الإسراء كان بالروح، وهذا قول غير صحيح، والذي عليه عامة أهل العلم سلفاً وخلفاً أن الإسراء كان بروحه وجسده ﷺ، والأدلة على هذا كثيرة، منها ما في هذه الآية من الأدلة،سُبْحَانَ فالتسبيح لا يكون إلا على أمر عظيم، وأما ذهاب الروح فهو أمر يحصل للإنسان في المنام، وكذلك في قوله: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ والعبد يكون لمجموع الروح والجسد، فالإنسان لمجموع الروح والجسد، وكذلك لقوله: لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا المقصود بذلك رؤية العين، وللأحاديث الواردة في هذا، فقد ركب البراق، والركوب لا يكون للأرواح بمجردها- ولا تحتاج إلى ركوب -، وكذلك أنه كذبه المشركون واستفظعوا ذلك وشنعوا عليه، وارتد بعض ضعفاء الإيمان، ولو كانت رؤيا منام لما استكثروا شيئاً من ذلك، ففي الرؤيا يصل الإنسان إلى أبعد من هذا، ولكن إنما شنعوا واستكثروا هذا واتهموه بالكذب ﷺ؛ لأنها لم تكن بمجرد الروح.
التخيير بين الآنية هنا كان في البداية، لكن في بعضها أنه لما نزل إلى بيت المقدس بعد المعراج، وبعض العلماء يقول: وقع ذلك مرتين، فذلك أولاً كان لضيافته، والضيافة يكون فيها الإكرام في أولها وفي آخرها، فأعطي في أول مجيئه ثم بعد العروج.
((... فاستفتح جبريل فقيل له: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل له: من أنت، قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى فرحبا بي ودعوا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة، فاستفتح جبريل، فقيل له: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا فإذا أنا بيوسف ، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير، ثم يقول الله تعالى:وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً [سورة مريم:57]، ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة، فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: قد أرسل إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم ، وإذا هو مستند إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه، ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا ورقُها كآذان الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت، فما أحد من خلق الله تعالى يستطيع أن يصفها من حسنها))
[7].
وسدرة المنتهى قيل: لأنه ينتهي إليها ما يعرج به إلى الله ، وما ينزل منه، وهكذا فسرها بعض السلف كابن مسعود ، وقيل: ينتهي إليها علم الخلائق، وقيل: لأنه انتهى جبريل عندها فلم يتقدم بعد هذا.
وروى الإمام أحمد عن أنس : أن النبي ﷺ أُتي بالبراق ليلة أسري به مسرجاً ملجماً ليركبه، فاستصعب عليه فقال له جبريل: ما يحملك على هذا؟ فوالله ما ركبك قط أكرم على الله منه، قال : فارفضّ عرقا. ورواه الترمذي وقال: غريب.
وروى أحمد أيضاً عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ :لما عرج بي إلى ربي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم، وأخرجه أبو داود[9]، وروى أيضاً عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ:مررت ليلة أسري بي على موسى ﷺ قائماً يصلي في قبره، ورواه مسلم[10].
فالرواية السابقة في مراجعة النبي ﷺ لربه فيما فرض عليه من الصلوات ذكر أنه خفف عنه خمساً خمساً، وفي بعض الروايات الأخرى: عشراً عشراً ، فيمكن أن يكون المقصود بذكر العشر أن ذلك على سبيل الاختصار والإجمال، وهذا على سبيل التفصيل، وقوله: فارفضّ عرقاً : يعني سال عرقه، وفي هذا الحديث الذي مضى، قال: مررت ليلة أسري بي على موسى قائماً يصلي في قبره، النبي ﷺ كما مضى رأى موسى ﷺ في السماء السادسة ورآه وهو يصلي في قبره، وكذلك صلى بهم في بيت المقدس بعدما هبط من السماء، فكل هذا لا تعارض فيه ولا منافاة؛ لما ورد في الروايات مما ذكر، وذلك أن الأرواح لها شأن آخر، لا تقاس على الأبدان وتنقلاتها وحركاتها، فرآه في مكانه في منزلته في الملأ الأعلى - والأرواح أيضاً لها تعلق بالأجساد فهي تهبط وتصعد - ورآه ﷺ مرة في قبره يصلي، والأمر الآخر: وهو أن صلاته هنا ليست من قبيل التكاليف؛ لأن الآخرة ليست بدار تكليف في الأصل، وإن كان هناك بعض الأشياء التي يؤمر بها الناس مثل أنهم يدعون إلى السجود في عرصات القيامة، وكذلك أيضاً ما ورد من أن أهل الجنة يلهمون التسبيح إلهاماً، فإلهامهم التسبيح ليس ذلك من قبيل التكاليف، وإنما هو شيء يلتذّون به، وكذلك الذين يمتحنون في الآخرة: المجنون، والذي لم تبلغه الدعوة، فهذه خارجة من هذا الأصل ومستثناة من كون الآخرة ليست بدار تكليف، فهذا الذي يفعله موسى ﷺ إنما هو لحبه للصلاة إذ صارت قرة عين، كما كان بعضهم يقول: "اللهم إن كنت آتيت أحداً الصلاة في قبره فآتني الصلاة في قبري".
بعضهم يقول: إن الحطيم هو ما بين الركن والباب، وبعضهم يقول وهو المشهور: إن الحطيم هو هذا الجزء الذي لم يبن من الكعبة كما هو معلوم، لمّا قصرت النفقة عند قريش، فلم يبنوا هذا الذي فيه الحجر - وليس كل ذلك من الكعبة - فتُرك وقيل: إنه كان يلقى فيه الثياب، ثياب الطائفين إذا فرغوا من طوافهم، من غير الحمس، فإنّ غير الحمس كان الواحد منهم إذا جاء فإنه يطوف عارياً، إلا إن كان عنده ثياب جديدة، أو كان يعرف أحداً من الحمس، فأعاره ثوبه، ثم بعد ذلك إذا فرغ من الطواف ألقى هذا الثوب، فيسمونه اللقى، يطئونه بأقدامهم في الطواف، وكانوا يلقون هذه الثياب، تجمع حتى تبلى في هذا المكان الذي يقال له:الحطيم، والمقصود به الحجر في المشهور - والله أعلم -. ولاحظوا هذه الرواية:بينما أنا في الحطيم ، هذه الرواية صريحة بأن النبي ﷺ كان أُسري به من المسجد، وكما سبق من الرواية الأخرى أنه من بيت أم هانئ، وهذا الذي عليه أكثر أهل العلم، وقوله: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [سورة الإسراء:1] والمسجد الحرام تارة يطلق على مسجد الكعبة، وتارة يطلق على منطقة الحرم بكاملها، فيقال له: المسجد الحرام،هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [سورة الفتح:25].
الجارود: قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: ما رأيت مَن نسَبَه، ولعله ابن سبرة البصري، صاحب أنس بن مالك ، ويوجد آخر يدعى الجارود غير هذا، صحابي، لكن هنا مع أنس .
هذه الرواية في شق الصدر عند الإسراء، وفي بعض الروايات أن ذلك كان في صغره ﷺ ، حينما كان مسترضعاً في بني سعد.
طبعاً بكاء موسى ﷺ هنا ليس من قبيل الحسد، حاشا وكلا، وإنما من قبيل الغبطة للنبي ﷺ ، فالإنسان قد يبكي غبطة، وكذلك حزناً على قومه الذين فضلهم الله على العالمين في زمانهم، فبكى حزناً عليهم.
قلال هجر، القُلَّة: ما يعرفونه بالقَلَّة – بالتفخيم - يوضع فيها التمر، زنبيل كبير، َتسَعُ مقدار قربتين، وهجر هذه قيل: هي التي في الساحل، وبعضهم يقول: قرية قرب المدينة، وهو الأرجح، والله أعلم.
قال:وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات قال:ثم رُفع إليّ البيتُ المعمور.
قال قتادة: وحدثنا الحسن عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه رأى البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون فيه، ثم رجع إلى حديث أنس .
طبعاً هنا في هذا الحديث البيت المعمور في السماء السابعة، وجاء في بعض الروايات ما يفهم منه غير هذا، ولهذا ذكر بعض أهل العلم أن كل سماء فيها بيت معمور جمعاً بين الروايات، والله أعلم.
قال:ثم أُتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل قال:فأخذت اللبن. قال: هذه الفطرة أنت عليها وأمتك قال:ثم فرضت عليّ الصلاة خمسين صلاة كل يوم قال:فنزلت حتى أتيت موسى، فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قال: فقلت: خمسين صلاة كل يوم. قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة، وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال:فرجعت فوضع عني عشراًقال:فرجعت إلى موسى، فقال: بمَ أُمرت؟ قلت: بأربعين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع أربعين صلاة كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال: فرجعت فوضع عشراً أُخَر، فرجعت إلى موسى فقال: بمَ أمرت؟ قلت: أمرت بثلاثين صلاة، قال: إن أمتك لا تستطيع ثلاثين صلاة كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال:فرجعت فوضع عشراً أخر، فرجعت إلى موسى فقال: بمَ أمرت؟ قلت: أمرت بعشرين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع عشرين صلاة كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال:فرجعت فوضع عشراً عني أخر، فرجعت إلى موسى فقال: بمَ أمرت؟ فقلت: أمرت بعشر صلوات كل يوم، فقال: إن أمتك لا تستطيع العشر صلوات كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال: فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى فقال: بم أمرت؟ قال أمرت بخمس صلوات كل يوم. فقال: إن أمتك لا تستطيع الخمس صلوات كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال:قلت: قد سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم، فنفذتْ، فنادى منادٍ قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وأخرجاه في الصحيحين بنحوه[12].
الأسودة يقال: السواد للشخص؛ لأنه لا يستبين من بعيد، نحو رأيت سواداً، جاء سواد إنسان، أو رأيت سواد إنسان، أسودة: يعني شخوصاً أو جماعات.
قال: قال الزهري: فأخبرني ابن حزم، ابن حزم يعني أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وهو لم يدرك أبا حبة الأنصاري، فأبو حبة الأنصاري من أهل بدر، واستشهد بأحد قبل أن يولد ابن حزم، وقبل أن يولد أيضاً أبوه محمد.
((لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام)) صريف الأقلام يعني صوت الأقلام عند الكتابة، والأقلام اليوم ليس لها صوت، لكن الأقلام التي كانت في السابق يكتبون بها، -هم يعرفون مثل هذه العبارة- التي كانت تنحت نحتاً، فيضعها في الدواة ثم يكتب، كان لها صوت باحتكاك القلم بالورق، فيقال له: صريف.
قال ابن حزم وأنس بن مالك : قال رسول الله ﷺ :ففرض الله على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى ، فقال: ما فرض الله على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة، قال موسى: فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فرجعت فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى، قلت: وضع شطرها، فقال: ارجع إلى ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك، فرجعت فوضع شطرها، فرجعت إليه فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعته فقال: هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي، فرجعت إلى موسى فقال: ارجع إلى ربك، قلت: قد استحييت من ربي، ثم انطلق بي حتى انتهى إلى سدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها حبائل اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك وهذا لفظ البخاري في كتاب الصلاة، ورواه في ذكر بني إسرائيل وفي الحج وفي أحاديث الأنبياء من طرق أخرى عن يونس به، ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان منه نحوه[14].
وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لأبي ذر : لو رأيتُ رسول الله ﷺ لسألته، قال: وما كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله: هل رأى ربه؟ فقال: إني قد سألته، فقال:قد رأيته نوراً أنىّ أراه[15] هكذا قد وقع في رواية الإمام أحمد، وأخرجه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن شقيق، عن أبي ذر قال: سألت رسول الله ﷺ هل رأيت ربك؟ قال:نور أنىّ أراه[16].
وعن عبد الله بن شقيق قال: قلت لأبي ذر: لو رأيتُ رسول الله ﷺ لسألته، فقال: عن أي شيء كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله هل رأيت ربك؟ قال أبو ذر: قد سألتُ، فقال:رأيت نوراً[17].
روى الإمام أحمد[18] عن جابر بن عبد الله - ا - يحدث أنه سمع رسول الله ﷺ يقول:لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس، قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه أخرجاه في الصحيحين[19]من طرق.
وعند البيهقي: قال ابن شهاب: قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: فتجهز -أو كلمة نحوها-، ناس من قريش إلى أبي بكر فقالوا: هل لك في صاحبك؟ يزعم أنه جاء إلى بيت المقدس ثم رجع إلى مكة في ليلة واحدة؟ فقال أبو بكر: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: فأنا أشهد لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: فتصدقه بأن يأتي الشام في ليلة واحدة ثم يرجع إلى مكة قبل أن يصبح؟ قال: نعم أنا أصدقه بأبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء. قال أبو سلمة: فبها سُمي أبو بكر: "الصديقَ"[20].
الصدِّيق يعني مبالغة من الصدق، يعني كثير التصديق، هذا كله يدل على أن الإسراء كان بروحه وجسده ﷺ، وكما سبق لو أنه كان بروحه فإن ذلك ليس بمستبعد بالنسبة للناس، فلا يحتاج إلى هذا التكذيب.
سمع وَجْساً، بالسين والجيم، الصوت الخفي يقال له: وَجْس.
في ذاك الوقت لم يكن قد شرع الأذان، ولم تفرض الصلاة بعد، وبلال لم يكن يؤذن، ولهذا بعضهم يقول: إن المعراج تكرر أكثر من مرة، وبعضهم أوصل ذلك إلى ثلاث مرات، والراجح أنه كان مرة واحدة، لكن مثل هذا يمكن أن يقال فيه - والله أعلم -: إنه باعتبار ما سيكون، فيكون من باب الإخبار عن الأمر الغيبي، وإن اختيار بلال للأذان كان له مثل هذه المقدمات، فذُكر قبل أن تفرض الصلاة على الناس، قبل أن يصلى، ومكة لم يكن يصلى فيها جماعة، ولم يكن يؤذن للصلاة قبل الهجرة، ويحتمل أن يكون قال هذا ليوضح المقصود، فيكون النبي ﷺ أراد أن يعيّنه؛ لئلا يلتبس بغيره مثلاً، فتكون لفظة ((المؤذن)) ليست من قول جبريل ﷺ، وإنما تكون من قول النبي ﷺ ، وأيضاً لا يستبعد أن يكون هذا من قول من رواه عن النبي ﷺ ومن بعده ليوضح المراد ببلال، فقد عرف بذلك "بلال المؤذن"، لكن ظاهره أن ذلك من كلام جبريل ﷺ والله أعلم.
رجل آدم طويل الآدم يعني الأسمر،آدم طويل سبط، وجاء في بعض الروايات الأخرى في صفته غير هذا، وبعض العلماء حاول أن يجمع بين هذه الروايات، وقد يكون هذا يرجع إلى ضبط الرواة، والله أعلم.
كما ورد أيضاً أحيمر ثمود[21]، فَتَعَاطَى فَعَقَرَ[سورة القمر:29].
على كل حال هذا الحديث جملٌ منه لها شواهد أخرى، وإن كان إسناده عند الإمام أحمد فيه ضعف[22].
قافلة كانت آتيةً، هي عيرٌ لقريش، فرآها في الطريق.
هذا في ليلة المعراج، ومعروفٌ أن الدجال ليس في السماء، وأنه في جزيرة من جزائر البحر، ورآه النبي ﷺ ، فمثل هذه الأشياء هي من أمور الغيب وعالم الأرواح يختلف، قال: ((فيلمانياً)): يعني عظيم الجثة، ضخم الخلق، كما جاء وصفه بذلك في بعض الروايات.
أقمر يعني شديد البياض،هجاناً: يعني أبيض شديد البياض عظيم الخلق.
((قائمة)): يعني على حالها في موضعها وهيئتها، لكنه لا يبصر بها، يعني صحيحة من حيث الصورة لكنه لا يبصر بها.
هنا وصفه بأنه جعد الرأس، وفي بعض الروايات وصفه بأنه أملس، بخلاف ذلك، فالجعودة هي مثل شعر العرب، يقال له: جعد، والشعور التي فيها ملاسة يقال: سبط الشعر، فهذا جاء في بعض الروايات، وجاء في بعضها أنه جعد، وبعض العلماء حمل الرواية التي ورد فيها أن عيسى ﷺ جعد فقال: المقصود الخلق، يعني في اكتمال الخلق وقوته وتمامه، لكن في هذه الرواية أضاف ذلك إلى الشعر، جعد الشعر، بخلاف الروايات التي ورد فيها الإطلاق، والذي يظهر - والله أعلم - أن مثل هذا يرجع إلى ضبط الرواة.
مبطن الخلق: يعني ليس له بطن كبير، يعني ضامر البطن.
لم أنظر إلى عضو منه، إرْب: يعني عضو، لشدة المشابهة، أشبهه في كل أعضائه.
إلا نظرت إليه مني حتى كأنه صاحبكم، قال جبريل: سلم على أبيك، فسلمت عليه. ورواه النسائي من حديث أبي زيد ثابت بن يزيد عن هلال -وهو ابن خباب- به، وهو إسناد صحيح.
وروى البيهقي[24] عن أبي العالية قال: حدثنا ابن عم نبيكم ﷺ ابن عباس - ا - قال: قال رسول الله ﷺ :رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلاً طوالاً جعداً، كأنه من رجال شنوءة.
في رواية أخرى أيضاً قال عن موسى - عليه الصلاة والسلام - إنه: سبط الشعر، فهنا قال:طوالاً جعداً، فبعض العلماء قال: المقصود بالجعودة هنا القوة يعني قوي الخلق ومكتمل الخلق كأنه من رجال شنوءة، شنوءة: قبيلة من قبائل اليمن، ويقال: أزد شنوءة، قيل لهم ذلك: لشناءتهم، أو لشنوءتهم، يعني تقززهم أو تقذرهم أو تباعدهم من الأدناس أو الأقذار، وقيل: باعتبار أنهم تباغضوا، ويرجع إليهم من القبائل المعروفة الآن غامد وزهران، هم من أزد شنوءة.
عيسى ﷺ هنا قال عنه:سبط الرأس، وهناك قال:جعد الرأس.
وقال هنا:مربوع الخلق: يعني معتدلاً، ليس بالطويل ولا بالقصير.
قال: فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ[سورة السجدة: 23] فكان قتادة يفسرها أن نبي الله ﷺ قد لقي موسى وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ [سورة السجدة: 23] قال: جعل الله موسى هدى لبني إسرائيل، رواه مسلم في الصحيح[25] وأخرجاه[26] عن قتادة مختصراً.
وروى الإمام أحمد[27] أيضاً عن ابن عباس - ا - قال: قال رسول الله ﷺ : ((لما كان ليلة أسري بي، فأصحبت بمكة فظعتُ، وعرفت أن الناس مكذبيّ)).
يقول:فأصبحت بمكة، الذي في السنن الكبرى للنسائي[28] قال:قطعت بأمري وعرفت أن الناس مكذبي، وهنا قال:فظعتُ، وعرفت أن الناس مكذبي، وفظعت: يعني اشتد الأمر عليّ وهبتُهُ.
هذه العبارة ((دون دار عقيل أو عقال)) ليست في النسائي.
هذه الرواية: أنها في السماء السادسة، الروايات الأخرى: أنها في السماء السابعة.
هذا تفسير من ابن مسعود لسدرة المنتهى، لماذا قيل لها ذلك؟
المقحمات قيل لها ذلك؛ لأنها تقحم من قارفها في النار، وهنا: أعطي خواتيم سورة البقرة، وفي الحديث الآخر في صحيح مسلم[32] بينما النبي ﷺ قاعد وعنده جبريل سمع صوتاً فرفع رأسه فقال:هذا باب فتح من السماء لم يفتح قبل قط، وهذا ملك نزل من السماء لم ينزل قبل قط، فقال: أبشِر بنورين أوتيتهما فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، هذا في المدينة؛ لذلك من أهل العلم من يقول: إن من القرآن ما نزل به غير جبريل، مع أن الله يقول: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [سورة الشعراء: 193 ]، قالوا: هذا من حيث الجملة، لكن لا يمنع أن يكون بعض الآيات نزل بها غير جبريل ﷺ-، واحتجوا بهذا الحديث، حديث ابن عباس، ويجاب عنهم بأن حديث ابن عباس فيه البشرى، أبشر بنورين أوتيتهما، ولا يعني أنه نزل بها، وهذا الحديث يدل على أن هذا كان متقدماً، وسورة الفاتحة نزلت بمكة، وكانوا يصلون بمكة، وما كانوا يصلون بغير سورة الفاتحة، والذي عليه الجمهور أن سورة الفاتحة نزلت بمكة، ولم تنزل بالمدينة، وإن كان من أهل العلم من قال: إنها نزلت في المدينة، لكنه قول ليس بصحيح، ومنهم من يقول: نزلت مرتين، ومنهم من يقول: نزل شقها الأول في مكة، وشقها الثاني في المدينة، وهذا بعيد جداً، فعلى كل حال هنا ذكر في هذا الحديث في ليلة المعراج أنه أوتي خواتيم سورة البقرة.
يقول لكعب الأحبار، كعب الأحبار معروف أن أصله كان من اليهود ثم أسلم، وكان من يهود اليمن.
إن أخذت عني: يعني إن قبلت ما أشير به صليت خلف الصخرة، الصخرة هي التي عليها الآن القبة التي لا تكاد تجد من يذكر المسجد الأقصى إلا ويضع هذه القبة قبة الصخرة، وهي صخرة تعظمها اليهود، وهي قبلتهم، يصلون إليها، وإنما عظمها هذا التعظيم وبنى عليها هذا البناء عبد الملك بن مروان لما أراد أن يصرف الناس عن مكة، لما كان فيها ابن الزبير فقال له أناس: إن الناس يأتون إلى مكة، ويلقون ابن الزبير، فذهب وعظم الصخرة وبنى عليها هذا البناء والقبة، وزينها، من أجل أن يأتي الناس إليها، فلما قتل ابن الزبير تركت، لكنه لم يهدم القبة، ولم يصنع شيئاً، فهذا كان بداية هذا البناء الذي لا يزال على هذه الصخرة، وليس لها شيء عند المسلمين إطلاقاً، تعظم وليس هذا هو المسجد الأقصى، وإنما مسجد قبة الصخرة، وقد نحت في قلوب الأجيال منذ نعومة أظفارهم أن المسجد الأقصى هو هذا -مسجد قبة الصخرة-، وهذا غير صحيح، حتى الذين يتكلمون عن المسجد الأقصى من الدعاة، وأحياناً من أهل البلد من فلسطين، يضعون قبة الصخرة خلف أظهرهم في المؤتمرات، وإلى الآن أنا لا أعرف وجه هذا، لا أدري لماذا؟.
ضاهيت اليهودية، بالفتح، يعني كأنه أشار عليه بشيء فيه تعظيم لبعض ما عند اليهود، قبلة اليهود.
طالب: والضم - رعاك الله - له وجه لو قال: ضاهيتُ.
لكن هي ضبطتْ هكذا ضاهيتَ اليهودية.
الصخرة كان النصارى لشدة عداوتهم لليهود ولغلبتهم عليهم، كانوا قد جعلوها مكاناً للمزابل يلقون فيها الأقذار والنفايات على هذه الصخرة، فعمر أزال ذلك عنها، وبدأ بنفسه فأزال شيئاً فتتابع الناس.
سبق في بعض المناسبات أن التابوت كانوا يستقبلونه في الصلاة، فإذا سافروا وذهبوا في غزواتهم ونحوها حملوه، فإذا أرادوا الصلاة وضعوه فصلوا إليه، فإذا كانوا في البلد وضعوه على الصخرة، واستقبلوه، ثم بعد ذلك لما ذهب التابوت من بين أيديهم صاروا يصلون إلى مكانه وهي الصخرة.
وهذه الرواية على كل حال إسنادها عند الإمام أحمد فيه ضعف، وفيه رجل اسمه عيسى بن سنان، ضعفه جماعة كالإمام أحمد وأبي زرعة وابن معين.
سؤال: ما معنى الشطر؟
الشطر: النصف، ((ووضع شطرها فرجعت إلى موسى، قلت: وضع شطرها قال: ارجع إلى ربك، فوضع شطرها، فرجعت)) إلى آخره، كل هذا إجمال يعني في عشر عشر عشر، خمس خمس خمس، هنا شطرها شطرها، فإذا وضع الشطر ثم وضع شطره الآخر، فشطر الشطر الذي بقي، وهكذا.
ترتيب الأنبياء في السماوات:
كلما ارتفع النبي كان أشرف، فإبراهيم ﷺ في السماء السابعة، وموسى ﷺ في السادسة، فكلما ارتفع كان أرفع، فإبراهيم ﷺ أفضل الأنبياء سوى النبي ﷺ ، وموسى ﷺ هو أفضل أنبياء بني إسرائيل، وهكذا.
قال المصنف -رحمه الله تعالى-:
وقد روى البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي هريرة - - قال: قال رسول الله ﷺ :حين أسري بي لقيت موسى ، فنعته فإذا رجل -حسبته قال:- مضطرب، رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة، قال:ولقيت عيسىفنعته النبي ﷺ قال: ربعة، أحمر كأنما خرج من ديماس -يعني حمام-، قال:ولقيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به قال:وأُتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر، قيل لي: خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربت، فقيل لي: هديت الفطرة -أو أصبت الفطرة- أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك[33]. وأخرجاه من وجه آخر.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ :لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي، فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كرباً ما كربت مثله قط، فرفعه الله إلي أنظر إليه ما سألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، وإذا موسى قائم يصلي، وإذا هو رجل جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم قائم يصلي، أقرب الناس شبهاً به عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم قائم يصلي، أقرب الناس شبهاً به صاحبكم -يعني نفسه- فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت قال قائل: يا محمد هذا مالك خازن جهنم فسلم عليه، فالتفتُّ إليه فبدأني بالسلام[34].
روى البيهقي عن عائشة - ا - قالت: "لما أسري برسول الله ﷺ إلى المسجد الأقصى، أصبح يحدث الناس بذلك، فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه، وسعوا بذلك إلى أبي بكر، فقالوا: هل لك في صاحبك؟ يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس، فقال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: فتصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟، قال: نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه في خبر السماء في غدوة أو روحة؛ فلذلك سمي أبو بكر: الصدِّيق"[35].
قال موسى بن عقبة الزهري: كان الإسراء قبل الهجرة بسنة، وكذا قال عروة، وقال السدي: بستة عشر شهراً، والحق أنه أسري به يقظة لا مناماً من مكة إلى بيت المقدس راكباً البراق، فلما انتهى إلى باب المسجد ربط الدابة عند الباب ودخله، فصلى في قبلته تحية المسجد ركعتين، ثم أتي بالمعراج -وهو كالسلم ذو درج يرقى فيها-، فصعد فيه إلى السماء الدنيا، ثم إلى بقية السموات السبع، فتلقاه من كل سماءٍ مقرَّبوها، وسلّم على الأنبياء الذين في السموات بحسب منازلهم ودرجاتهم، حتى مر بموسى الكليم في السادسة، وإبراهيم الخليل في السابعة، ثم جاوز منزلتهما ﷺ وعليهما وعلى سائر الأنبياء -، حتى انتهى إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام، أي أقلام القدر بما هو كائن، ورأى سدرة المنتهى وغشيها من أمر الله تعالى عظمة عظيمة من فراش من ذهب، وألوان متعددة، وغشيتها الملائكة، ورأى هناك جبريل على صورته وله ستمائة جناح، ورأى رفرفاً أخضر قد سد الأفق، ورأى البيت المعمور، وإبراهيم الخليل باني الكعبة الأرضية مسنداً ظهره إليه؛ لأنه الكعبة السماوية يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة يتعبدون فيه ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة، ورأى الجنة والنار، وفرض الله عليه هنالك الصلوات خمسين، ثم خففها إلى خمس رحمة منه ولطفاً بعباده، وفي هذا اعتناء عظيم بشرف الصلاة وعظمتها.
ثم هبط إلى بيت المقدس وهبط معه الأنبياء فصلى بهم فيه لمّا حانت الصلاة، ويحتمل أنها الصبح من يومئذٍ، ومن الناس من يزعم أنه أمهم في السماء، والذي تظاهرت به الروايات أنه ببيت المقدس، ولكن في بعضها أنه كان أول دخوله إليه، والظاهر أنه بعد رجوعه إليه؛ لأنه لما مر بهم في منازلهم جعل يسأل عنهم جبريل واحداً واحداً، وهو يخبره بهم، وهذا هو اللائق؛ لأنه كان أولاً مطلوباً إلى الجناب العلوي ليفرض عليه وعلى أمته ما يشاء الله -تعالى-، ثم لما فرغ من الذي أريد به، اجتمع به هو وإخوانه من النبيين، ثم أظهر شرفه وفضله عليهم بتقديمه في الإمامة، وذلك عن إشارة جبريل له في ذلك.
ثم خرج من بيت المقدس فركب البراق وعاد إلى مكة بغلس، والله -- أعلم.
وأما عرض الآنية عليه من اللبن والعسل، أو اللبن والخمر، أو اللبن والماء أو الجميع فقد ورد أنه في بيت المقدس، وجاء أنه في السماء، ويحتمل أن يكون ههنا وههنا؛ لأنه كالضيافة للقادم، والله أعلم.
ثم إنه أسري ببدنه وروحه يقظة لا مناماً، والدليل على هذا قوله تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ[سورة الإسراء:1]، فالتسبيح إنما يكون عند الأمور العظام، فلو كان مناماً لم يكن فيه كبير شيء، ولم يكن مستعظماً، ولما بادرت كفار قريش إلى تكذبيه، ولما ارتدت جماعة ممن كان قد أسلم، وأيضاً فإن العبد عبارة عن مجموع الروح والجسد، وقال تعالى: أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً، وقال تعالى:وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ [سورة الإسراء:60]، قال ابن عباس: هي رؤيا عين أريها رسول الله ﷺ ليلة أسري به، والشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم، رواه البخاري، وقال تعالى:مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى [سورة النجم:17] والبصر من آلات الذات لا الروح، وأيضاً فإنه حمل على البراق وهو دابة بيضاء براقة لها لمعان، وإنما يكون هذا للبدن لا للروح؛ لأنها لا تحتاج في حركتها إلى مركب تركب عليه، والله أعلم.
فلو أن الحافظ ابن كثير - رحمه الله - اختار أوفى الروايات في هذا الباب واقتصر عليها لكان ذلك أحسن في التفسير - والله أعلم -؛ لأن المقصود هو إيضاح كلام الله وبيان المعاني دون الخروج عن ذلك إلى الحديث عن الوقائع التي يذكرها القرآن بشيء من التفصيل وإيراد الأدلة، فهذا قد يكون خروجاً عن المقصود بالنسبة للتفسير، وإن كان لا يخلو من فائدة، لكن به يطول الكتاب، ولذلك أعرضَ عن هذا التفصيل كثير من المفسرين قصداً، ونبهوا على هذا، وأن هذا من طلبه وجده في الكتب المصنفة في السنة، وفي السيرة.
روى الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتاب دلائل النبوة من طريق محمد بن عمر الواقدي: حدثني مالك بن أبي الرجال عن عمرو بن عبد الله عن محمد بن كعب القرظي قال: بعث رسول الله ﷺ دحية بن خليفة إلى قيصر، فذكر وروده عليه وقدومه إليه، - وفي السياق دلالة عظيمة على وفور عقل هرقل -، ثم استدعى من بالشام من التجار فجيء بأبي سفيان صخر بن حرب وأصحابه، فسألهم عن تلك المسائل المشهورة التي رواها البخاري ومسلم كما سيأتي بيانه، وجعل أبو سفيان يجهد أن يحقر أمره ويصغره عنده. قال في هذا السياق عن أبي سفيان: والله ما منعني من أن أقول عليه قولاً أسقطه من عينه إلا أني أكره أن أكذب عنده كذبة يأخذها علي ولا يصدقني في شيء، قال: حتى ذكرت قوله ليلة أسري به، قال: فقلت أيها الملك ألا أخبرك خبراً تعرف أنه قد كذب؟ قال: وما هو؟ قال: قلت إنه يزعم لنا أنه خرج من أرضنا - أرض الحرم - في ليلة فجاء مسجدكم هذا - مسجد إيلياء -، ورجع إلينا تلك الليلة قبل الصباح، قال: وبطريق إيلياء عند رأس قيصر، فقال بطريق إيلياء: قد علمت تلك الليلة، قال: فنظر إليه قيصر وقال: وما علمك بهذا؟ قال: إني كنت لا أنام ليلة حتى أغلق أبواب المسجد، فلما كان تلك الليلة أغلقت الأبواب كلها غير باب واحد غلبني، فاستعنت عليه بعمالي ومن يحضرني كلهم فعالجتُه، فغلبنا فلم نستطع أن نحركه كأنما نزاول به جبلاً، فدعوت إليه النجاجرة، فنظروا إليه فقالوا: إن هذا الباب سقط عليه النجاف والبنيان، ولا نستطيع أن نحركه حتى نصبح فننظر من أين أتى، قال: فرجعت وتركت البابين مفتوحين، فلما أصبحت غدوت عليهما، فإذا الحجر الذي في زاوية المسجد مثقوب، وإذا فيه أثر مربط الدابة، قال: فقلت لأصحابي ما حُبس هذا الباب الليلة إلا على نبي، وقد صلى الليلة في مسجدنا، وذكر تمام الحديث.
قال الحافظ أبو الخطاب عمر بن دحية في كتابه [التنوير في مولد السراج المنير] وقد ذكر حديث الإسراء من طريق أنس وتكلم عليه فأجاد وأفاد، ثم قال: وقد تواترت الروايات في حديث الإسراء عن عمر بن الخطاب وعلي وابن مسعود وأبي ذر ومالك بن صعصعة وأبي هريرة وأبي سعيد وابن عباس، وشداد بن أوس وأبي بن كعب وعبد الرحمن بن قرط وأبي حبة وأبي ليلى الأنصاريين، وعبد الله بن عمرو، وجابر وحذيفة وبريدة، وأبي أيوب وأبي أمامة وسمرة بن جندب، وأبي الحمراء، وصهيب الرومي، وأم هانئ، وعائشة وأسماء ابنتي أبي بكر الصديق - أجمعين -، منهم من ساقه بطوله، ومنهم من اختصره على ما وقع في المسانيد، وإن لم تكن رواية بعضهم على شرط الصحة، فحديث الإسراء أجمع عليه المسلمون، وأعرض عنه الزنادقة والملحدون، يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [سورة الصف:8].
- رواه البخاري، كتاب التفسير، باب سورة بني إسرائيل الإسراء، برقم (4431).
- رواه الإمام أحمد في المسند (40/452)، برقم (24388)، وقال محققوه: حديث صحيح، دون قوله: وكان يقرأ في كل ليلة ببني إسرائيل والزمر، وابن خزيمة في صحيحه برقم(1163).
- رواه ابن ماجه، كتاب الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، باب اتباع سنة رسول الله - ﷺ-، برقم (6)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (403).
- رواه البخاري، كتاب المناقب، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي - ﷺ- آية فأراهم انشقاق القمر، برقم (3442).
- رواه الترمذي، كتاب الفتن عن رسول الله - ﷺ-، باب ما جاء في الشام، برقم (2192)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (403).
- رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله - ﷺ- إلى السماوات وفرض الصلوات، برقم (166).
- رواه أحمد في المسند (19485)، برقم (12505)، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله - ﷺ - إلى السماوات وفرض الصلوات، برقم (164)، واللفظ لأحمد.
- صحيح مسلم: (1/145) باب الإسراء برسول الله - ﷺ- إلى السماوات وفرض الصلوات: برقم: (162).
- سنن أبي داود: (4/269) باب في الغيبة: برقم: (4878).
- صحيح مسلم: (4/1845) برقم: (2375) عن أنس بن مالك أن رسول الله - ﷺ- قال: ((أتيت)) وفي رواية ((مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره)).
- صحيح البخاري: (3/1410) كتاب فضائل الصحابة، باب المعراج: برقم: (3674).
- صحيح البخاري: (3/1410) كتاب فضائل الصحابة، باب المعراج: برقم: (3674) وصحيح مسلم: (1/145) كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله - ﷺ- إلى السماوات وفرض الصلوات: (162).
- صحيح البخاري: (1/135) كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء برقم: (342).
- صحيح مسلم: (1/148) كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله - ﷺ-: برقم: (163).
- مسند أحمد بن حنبل: (5/147) برقم: (21351).
- صحيح مسلم: (1/161) كتاب الإيمان، باب في قوله - -: ((نور أنى أراه)) وفي قوله: ((رأيت نوراً)) برقم: (178).
- صحيح مسلم: (1/161) كتاب الإيمان، باب في قوله - -: ((نور أنى أراه)) وفي قوله: ((رأيت نوراً)) برقم: (178).
- مسند أحمد بن حنبل: (3/377) برقم: (15076).
- صحيح البخاري: (3/1409) باب حديث الإسراء وقول الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} برقم: (3673) ومسلم: (1/156) باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال: برقم: (170).
- دلائل النبوة: (2/360).
- مسند أحمد بن حنبل: (4/263) برقم: (18347).
- مسند أحمد بن حنبل: (1/257) برقم: (2324).
- مسند أحمد بن حنبل: (1/374) برقم: (3546).
- دلائل النبوة: (2/386).
- صحيح مسلم: (1/151) كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله - ﷺ-: برقم: (165).
- صحيح البخاري: (3/1182) كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء برقم: (3067) و(3/1244) كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [سورة طـه: (9)] {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [سورة النساء: (164)] برقم: (3215).
- مسند أحمد بن حنبل: (1/309) برقم: (2820).
- سنن النسائي الكبرى: (6/377) برقم: (11285).
- سنن النسائي الكبرى: (6/377) برقم: (11285).
- دلائل النبوة: (2/363).
- صحيح مسلم: (1/157) كتاب الإيمان، باب في ذكر سدرة المنتهى: برقم: (173).
- صحيح مسلم: (1/554) باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة والحث على قراءة الآيتين من آخر البقرة: برقم:(806).
- رواه البخاري، كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [سورة طه:9]، برقم (3214)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله - ﷺ- إلى السماوات وفرض الصلوات، برقم (168).
- رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال، برقم (172).
- رواه البيهقي في دلائل النبوة (2/361)، والحاكم في المستدرك، (3/65)، برقم (4407)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (306).