وقوله هنا: قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ, لَقَدْ عَلِمْتَ هكذا قرأه الجمهور بفتح التاء, وفي قراءة متواترة, قراءة الكسائي بضم التاء, لَقَدْ عَلِمْتُ فموسى يتحدث عن نفسه ﷺ ، فيقول: أنا أعلم ذلك وأنت لا تعلمه يا فرعون, لكن قراءة الجمهور لَقَدْ عَلِمْتَ, يؤيدها قوله - تبارك وتعالى -:وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا [سورة النمل:14], وقوله: بَصَائِرَ هذا نصْبُه على الحال, وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا أي: هالكاً, وذلك قاله موسى ﷺ بعد أن خاطبه بأسلوب ألين من هذا، فالله قال: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا[سورة طه:44] فجاءه بهذه الآيات فلما كابر وكفر كان آخر الدواء الكي, فخاطبه بهذا الخطاب الذي ذكره الله : وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا أي: هالكاً, والله أعلم.