السبت 10 / ذو الحجة / 1446 - 07 / يونيو 2025
ٱنظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا۟ لَكَ ٱلْأَمْثَالَ فَضَلُّوا۟ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله سبحانه: انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً، أي: لا يستطيعون سبيلاً إلى الهدى، فلا يصلون إليه؛ لمَا وُجد على قلوبهم من الأكنة - الأغطية -، وفي آذانهم من الوقر، قالوا:وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ فهذا لا يصلون معه إلى الهدى بحال من الأحوال، ويحتمل أن يكون قوله: فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً ، أي: سبيلاً إلى الطعن فيه، وإنما يقولون هذه المقالات الباطلة التي لا يصدقها عاقل، كيف يكون مسحوراً ويأتي بهذا القرآن؟!، المسحور يخلط، وقريب من هذا أيضاً قول من قال: فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً لا يستطيعون سبيلاً: أي لا يهتدون إلى شيء يقولونه يقبله السامع، فالأشياء التي يقولونها: شاعر، كاهن، ساحر، أو مسحور، كل هذا مما لا يقبله السامع؛ لأن من عرف أوصافه ﷺ عرف أنه أبعد ما يكون عن هذه الأمور، فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً، فلم يهتدوا إلى شيء يقولونه فيه تقبله العقول، أو لا يستطيعون سبيلاً إلى إبطاله والقدح فيه، وقد تناقضت أقوالهم، ولو قيل: فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً أي: مخرجاً مما وقعوا فيه من التناقض في أقوالهم عنه، تارة يقولون: ساحر، وتارة يقولون: كاهن، وتارة يقولون: مجنون، وتارة يقولون: شاعر، فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً.