الثلاثاء 01 / ذو القعدة / 1446 - 29 / أبريل 2025
وَلَبِثُوا۟ فِى كَهْفِهِمْ ثَلَٰثَ مِا۟ئَةٍ سِنِينَ وَٱزْدَادُوا۟ تِسْعًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

قوله: وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ۝ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا [ سورة الكهف:25-26].

هذا خبَر من الله تعالى لرسوله ﷺ بمقدار ما لبث أصحاب الكهف في كهفهم، منذ أرقدهم الله إلى أن بعثهم، وأعثر عليهم أهل ذلك الزمان، وأنه كان مقداره ثلاثمائة سنة، تزيد تسع سنين بالهلالية، وهي ثلاثمائة سنة بالشمسية، فإن تفاوت ما بين كل مائة سنة بالقمرية إلى الشمسية ثلاث سنين؛ فلهذا قال بعد الثلاثمائة: وَازْدَادُوا تِسْعًا [ سورة الكهف:25].

يعني الذي يُنقل في كتب أهل الكتاب أنهم بقوا ثلاثمائة سنة، وفي القرآن هنا قال: ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا [سورة الكهف:25] المفسرون يقولون: إن الذي في كتبهم ثلاثمائة سنة بناء على السنة الشمسية، والذي ذكره الله هو بناء على السنة الهلالية بحسابها، فتزيد كل مائة سنة ثلاث سنوات، فثلاثمائة سنة فيها تسع سنوات، يعني: بالحساب الهلالي - السنة القمرية - وهو الحساب المعتبر في الشريعة.

وسبق الإشارة إلى أن الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - كان العمل عندهم على السنة القمرية الهلالية.

ويمكن أن يكون الذي في كتبهم مما أحدثوه إذا قيل: إن المعمول به عندهم هو السنة القمرية، وسبق الكلام على هذا في بعض هذه الدروس، وذكْر كلام ابن القيم - رحمه الله -، وما يحتج به لهذا - وهو اختيار شيخ الإسلام - ما ورد في عاشوراء، يوم نجى الله فيه موسى، فهذا ثابت من جهة السنة الهلالية بالعد، العاشر من محرم، فجاء النبي ﷺ واليهود يصومونه، يقولون: هذا يوم نجى الله فيه موسى، فلم يعتبر فيه الحساب الشمسي.